القاهرةسما قال السفير نبيل فهمى، وزير الخارجية المصري السابق، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسى المرتقب فى الأمم المتحدة تاريخى، مشيرا إلى أن العالم بأكمله سيستمع باهتمام إلى خطاب الرئيس، لافتا إلى أن الخطاب المنتظر واحد من أهم الخطابات فى تاريخ الأمم المتحدة، مشددًا على أن الرئيس لن يتم إحراجه خلال زيارته المقبلة، والجميع يعرف قدر التجاوز فى حق مصر بعد ثورة 30 يونيو، ولكن لا بد من التحضير الدبلوماسى والإعلامى للزيارة، لافتا إلى أن حجمنا أكبر من أى تجاوزات من الممكن حدوثها، كما يجب أن يعالج بمنظور القضايا الكبرى. وأضاف وزير الخارجية السابق، خلال حوار ببرنامج "آخر النهار"، الذى يقدمه الكاتب الصحفى المصري خالد صلاح، ويذاع على قناة النهار، أنه ينصح الرئيس السيسى بأن يلقى خطابه باللغة العربية، مضيفًا أنه لن يحدث أى إحراج للرئيس السيسى فى مؤتمر الجمعية العمومية للأمم المتحدة، مشددا "لقد تخطينا تلك المرحلة".
وتوقع "فهمى"، حدوث مظاهرات مناهضة لزيارة السيسى لمقر الأمم المتحدة، بالإضافة إلى إعلانات مناهضة فى الصحف الأمريكية، مضيفًا أنه حال إجراء مقابلات صحفية ستكون هناك أسئلة صعبة، ولكن ذلك أفضل من عدم التحدث لوسائل الإعلام. وحول الوضع فى سوريا، قال السفير نبيل فهمى، وزير الخارجية السابق، إن الرئيس السابق عدلى منصور أيد الحق، بعدم الموافقة على ضرب سوريا، وقال لى "قف مع الحق فى القضية السورية"، مضيفا "ذلك لم يكن دفاعًا عن النظام السورى، فنحن ندين ما يفعلونه ضد شعبهم، ولكن أن نؤيد ضرب سوريا هذا صعب على مصر، ولا أوصى به".
وأضاف وزير الخارجية السابق، أن علاقته بمحمد البرادعى النائب السابق لرئيس الجمهورية، قديمة ممتدة منذ 30 عامًا، وليس فى ذلك ما يشين، ولا يعنى هذا أننى اتفق معه فى جميع آرائه ولكن علاقتى به ستستمر. وأكد الوزير السابق، أن قرار البرادعى الرحيل عن الحكومة بعد فض رابعة كان قراره الشخصى وهو حر فيه، لافتا إلى أن الرجل لم يطلب من الغير الرحيل معه، مشددا على أن "خروجى من الوزارة لا يرتبط بعلاقتى الشخصية به". وكشف وزير الخارجية السابق، أنه هاتف البرادعى بعد الأنباء عن قيادته حملة ضد مصر فى بروكسل ونفى ذلك، مؤكدا أن البرادعى لن يستطيع الرد على كل الاتهامات ضده.
وأوضح "فهمى"، أن الحوار فى مصر أصبح يمتاز بنبرة من التكفير والتخوين ولا أحد يسمع الآخر، ولا أقبل على مصر أن يكون كل أحاديثها تكفير وتخوين، مطالبًا الحكومة بتقديم الخبر والمعلومة للإعلام، حيث قال: "على الحكومة المبادرة بتقديم الخبر والمعلومة إلى الإعلام حتى تقطع الطريق على شائعات التخوين". وأوضح وزير الخارجية السابق، أن العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية تحسنت مؤخرًا إلى حد ما، لكنها ما زالت مضطربة، بسبب إصرار أمريكا على استيعاب الإسلام السياسى فى الأوضاع الجديدة. وأضاف "فهمى"، أن الواقع الجديد يفرض علينا علاقات متوازنة مع جميع القوى العالمية وليس الولايات المتحدة فقط. وحول الوضع فى ليبيا، قال السفير نبيل فهمى وزير الخارجية السابق، إن ما تشهده ليبيا الآن نتيجة سياسات معمر القذافى فى تفتيت مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن تحرك الدول العربية بشأن الأوضاع الليبية تحرك سليم، لافتا إلى أنه لا توجد دولة فى ليبيا.
وأكد وزير الخارجية السابق، أن أخطر ما يدور فى ليبيا الآن هو تقسيمها إلى دويلات وكل فريق يريد التحكم فى منطقة، موضحًا أن الوضع هناك خطر على العالم العربى بأكمله. وكشف وزير الخارجية السابق، عن أن هناك صراعًا يدور حاليا فى الوطن العربى بين طرف يتبنى المواطنة، وآخر يتبنى الصبغة الطائفية، فهناك من له مصلحة بهدم الكيان العربى وتبديله بتيار عقائدى إسلامى متطرف، مضيفًا: "هناك محاولة لهدم الهوية العربية وكل من له مصلحة فى ذلك سيكون وراء هذا الكلام".
وقال نبيل فهمى، إن المقولة التى نسبت لى خطأ بشأن علاقة مصر بأمريكا "زواج كاثوليكى" لم تكن وراء خروجى من منصبى، كاشفًا عن أنه خطط لرحيله عن الوزارة بعد خارطة الطريق، لكون المرحلة الجديدة تحتاج لوزير جديد. وأضاف وزير الخارجية السابق، لم أصف العلاقة بين مصر وأمريكا بعلاقة الزواج، ولكن قلت إن علاقة مصر بأمريكا بها نقاط خلاف واتفاق مثل ما يحدث بالعلاقات الزوجية، والمقولة أخذت من تويتة للبرنامج المضيف، ولم أسمع ملاحظة من أى مسئول مصرى حول تصريحى بشأن علاقة مصر بأمريكا، لافتا إلى أن التصريحات حققت الهدف منها، مشيرا إلى أن المخابرات العامة لا تلعب دورا خارجيا منذ فترة طويلة، ولها وظيفة معينة فى الخارج، ووزارة الخارجية لها وظيفة أخرى.
وكشف السفير نبيل فهمى، عن أنه تمسك أن تكون أول زيارة خارجية له للسودان، معللا ذلك بأن حدودنا هى وجهة اهتمامنا الأولى، مضيفا أنه تحدث مع أمريكا وروسيا لإجراء زيارة خارجية لهما مع تطور الأوضاع فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، مؤكداً أنه كان هناك اتفاق بينه وبين وزير الدفاع آنذاك الفريق عبد الفتاح السيسى بالتعامل بقوة وجرأة مع جميع الأطراف الخارجية.
وأضاف وزير الخارجية السابق، أنه ليس من مصلحة مصر أن تكون تابعة لأحد أو تعتمد على بلد واحد، وأنه لابد من تعدد الخيارات فى التعاون مع روسيا والبلاد الأوروبية لتحقيق المصلحة. وأكد "فهمى"، أن القاهرة يجب أن يكون لها مطلق الحرية فى شراء السلاح من الغرب أو الشرق، حسب ما تحدده المصلحة مثلما يحدث فى شراء القمح. وأكد الوزير السابق، أن مستشار الأمن القومى الروسى اقتنع بأن الشعب المصرى له رؤية مهمة، لذا بادر وزير خارجيتها ومستشار الأمن القومى بزيارة لمصر بعد 30 يونيو بقليل.
وأوضح "فهمى"، أن تلك الزيارة التى ضمت وزير الخارجية ومستشار الأمن القومى لا تحدث إلا للدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، مضيفا أن زيارته والمشير عبد الفتاح السيسى لروسيا سويا كانت مفيدة للغاية، موضحا أن الروس كان لديهم الرغبة للاستماع إلى رغبة الجانب المصرى فى التعاون العسكرى والمدنى مع التركيز على نوعية السلاح.
وأضاف وزير الخارجية السابق، طلبنا من روسيا فى زيارتى مع السيسى الأولى التعاون الإستراتيجى، مشيرا إلى أن روسيا لها تصور مشترك معنا حول مخاطر التيار الإسلامى المتطرف فى المنطقة. وقال "فهمى"، إن هناك الكثير من التعاون الذى حدث مع روسيا فى الفترة الأخيرة سواءً على مستوى التعاون العسكرى أو التعاون الاقتصادى، وهذا حدث نتيجة معرفة الجانب الروسى للرؤية المصرية التى تقوم على بناء علاقات قوية ومتينة تهدف إلى البناء والتنمية، وهذا ما زاد من ثقتهم تجاه القيادة الحالية.