القدس المحتلة سما أعربت الحكومة الإسرائيلية عن قلقها البالغ إزاء إمكانية تراخي الدول الكبرى في محادثاتها مع إيران للتوصل إلى اتفاق دائم حول المشروع النووي الإيراني، وتعتزم إجراء سلسلة اتصالات للضغط على الدول الكبرى لكي تبدي موقفاً متشدداً حيال برنامج إيران النووي، لا سيما فيما يتعلق بأجهزة الطرد المركزي التي سيسمح لإيران بالاحتفاظ بها.
هذا ومن المقرر أن يشهد يوم الأربعاء المقبل جولة المحادثات السادسة بين إيران والدول الست الكبرى-الولايات المتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا وألمانيا-، بهدف التوصل إلى اتفاق دائم حول البرنامج النووي الإيراني، ويتوقع أن تستمر جولة المحادثات أكثر من أسبوعين بغية التوصل إلى اتفاق حتى العشرين من الشهر المقبل وهو الموعد الذي حدد بين الجانبين لإنهاء المحادثات.
وقالت صحيفة هآرتس التي أوردت الخبر بأن جولة المباحثات الخامسة التي أجريت في فيينا، وانتهت الأسبوع الماضي، تميزت بخلافات عميقة بين إيران والدول الكبرى، وادعى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن العديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة تتخذ مواقف متشددة حيال تخصيب اليورانيوم، مضيفاً "إذا كانت الدول الكبرى معنية حقا بالتوصل لاتفاق يتطلب منها إبداء موقف أكثر مرونة وواقعية بكل ما يتعلق بمطالبهم من إيران".
وتضيف الصحيفة: "لكن رغم الادعاءات الإيرانية بأن الولايات المتحدة تتخذ مواقف متشددة، يدعي مسؤولون إسرائيليون بأن لدى إسرائيل مؤشرات بأن موقف الولايات المتحدة وعدد من الدول الكبرى شهد تراجعا في جولة المحادثات الأخيرة".
ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي رفيع المستوى قوله "إن إسرائيل قلقة من إمكانية تراخي الولايات المتحدة وباقي الدول حيال أجهزة تخصيب اليورانيوم الإيرانية "الطرد المركزي"، الذي تعتبره إسرائيل المركب الأساسي في البرنامج النووي الإيراني".
وأضاف المسئول الإسرائيلي "إن الدول الكبرى أبدت قبل شهرين موقفا متشددا حيال تخصيب اليورانيوم، ووافقت على احتفاظ إيران بأجهزة تخصيب بشكل رمزي، يتراوح من 300- 500 جهاز طرد مركزي، وذاك كمخرج محترم للإيرانيين لكن بعد الجولة الاخيرة بدأ يساورنا القلق بأن الدول الكبرة ألمحت لإيران بأنها على استعداد للحديث عن عدد أكبر بكثير من أجهزة الطرد المركزي التي يمكنهم الاحتفاظ بها".
وحسب المسؤول: "المعلومات التي بيد إسرائيل تشير إلى أن الدول الكبرى يمكن أن توافق على احتفاظ إيران بعدد أجهزة طرد مركزي يتكون من أربعة أرقام 2000-4000 وفي هذه الحالة تحتفظ إيران بقدرتها النووية، ويتيح لها ذلك التقدم خلال وقت قصير نحو إنتاج سلاح نووي حينما تتخذ القرار.
وتعتزم إسرائيل قبل بدء جولة المحادثات الحاسمة الأسبوع المقبل إجراء سلسلة اتصالات ومشاورات مع ممثلي الدول الكبرى، من أجل الضغط عليها لاتخاذ موقف متشدد في المفاوضات مع إيران.
وفي سياق هذه الجهود سيتوجه إلى واشنطن يوم الاثنين المقبل وفد إسرائيلي برئاسة وزير الشؤون الاستراتيجية "يوفال شتاينتس"، ومستشار الأمن القومي "يوسي كوهين"، ورئيس قسم الشؤون الاستراتيجية في وزارة الخارجية "جيرمي يسساخروف"، كما سيضم الوفد مسؤولين من الاستخبارات العسكرية "أمان" وجهاز الاستخبارات الخارجي الموساد، وسيلتقي بنائب وزير الخارجية الامريكي، بيل برانس، ومساعدة وزير الخارجية فاندي شارمان- التي تقود طاقم المفاوضات الامريكي مع إيران، وبعد ذلك سيجري شتاينتس زيارات مماثلة لبريطانيا وفرنسا.
كما نقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلي آخر قوله "إن الرسالة التي يحملها شتاينتس وكوهين للأمريكيين، والبريطانيين والفرنسيين، مفادها بأن أي اتفاق نهائي مع إيران يجب أن يتأسس على منعها من الاحتفاظ ببرنامجها النووي وتفكيكه لا الاكتفاء بفرض رقابة فقط، مشيراً إلى أن "إسرائيل" ستشدد على أنه حتى لو احتفظت إيران بأجهزة تخصيب يورانيوم، فجب أن يكون رمزيا ويشمل مئات قليلة من أجهزة الطرد المركزي.
وفي إطار الحملة الإسرائيلية أجرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوم أمس اتصالا مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين وبحث معه موضوع المحادثات مع إيران، وقال نتنياهو إن إسرائيل لا تؤمن بأن الرقابة وحدها قادرة على منع إيران من إنتاج سلاح نووي، وأضاف أن هذا المرحلة هي الوقت المناسب لإبداء موقف متشدد حيال إيران والضغط عليها لكي توافق على تفكيك منظومة تخصيب اليورانيوم التي بحوزتها.
وقال مسؤول إسرائيلي أنه في الأيام القريبة سيجري نتنياهو اتصالات مشابهة مع قادة الدول الكبرى.


