خبر : كاتبة اسرائيلية في هارتس:اخشى ان يقوم "يغئال عمير" فلسطيني بقتل عباس كما رابين

الأربعاء 25 يونيو 2014 01:12 م / بتوقيت القدس +2GMT
كاتبة اسرائيلية في هارتس:اخشى ان يقوم "يغئال عمير" فلسطيني بقتل عباس كما رابين



القدس المحتلة سما دعت الكاتبة الاسرائيلية "كارولينا لنتسمان" في صحيفة هارتس الاسرائيلية اليوم الشعب الفلسطيني الى حماية رئيسه الشجاع محمود عباس وعدم القيام بخطأ تاريخي كما فعلت اسرائيل عندما اغتالت رئيس الوزراء الاسرائيلي رابين لتوقيعه السلام مع الرئيس الراحل عرفات.

وقالت "يبرهن رد عباس على أنه لا يخشى المعارضة هذه المرة، وعلى أنه مستمر على السير قدما وهو لا يقلب الطاولة ولا يوقف التنسيق الامني مع اسرائيل ولا يستسلم لمشاعر الألم وشعور شعبه بالاذلال الذي يقوى كلما طال وجود الجيش الاسرائيلي".

وتضيف " إنه يقف ثابتا مستمرا على محاولته أن يقود مجتمعا فلسطينيا موحدا في مسار دولي يعترف بنضجه القومي وينبغي أن نأمل بأن يستطيع المجتمع الفلسطيني أن يحمي زعيمه الشجاع من قوى المعارضة أكثر مما فعل في حينه المجتمع الاسرائيلي حينما كان زعيمه الشجاع رابين محتاجا الى حمايته ولكنه خانه وقتله. 

ووتعبر الكاتبة عن خشيتها من وجود يغئال عمير" فلسطيني لقتل عباس، وحينها يقتنع الاسرائيليون بأنه كان شريكا صالحا في السلام.


 وقالت "لنتسمان" لقدكان قتل اسحق رابين ردا على التقدم في مسار سياسي كان يفترض أن يفضي الى تقسيم البلاد واعادة المناطق ولكن المجتمع الاسرائيلي برأ نفسه من فعلة الاغتيال زاعما أن الحديث عن نبتة ضارة، وانتخب ردا على المصالحة مع الفلسطينيين أكبر خصم عقائدي لرابين كي يرأسه. 

وتساءلت الكاتبة "لكن من مثل بنيامين نتنياهو الذي كان يُشرف على الجموع الغاضبة التي تظاهرت في الميادين اعتراضا على رابين، من مثله يعلم مبلغ عمق الانقسام بيننا، وما هي الاخطار الداخلية التي تنتظر كل من يقود مسار اعادة المناطق الفلسطينية واخلاء المستوطنات؟.

 

واضافت" ان الرئيس الاميركي بيل كلينتون اوضح في حينه أن مشكلة الاسرائيليين والفلسطينيين ليست الموافقة على اطار الاتفاق بل القدرة على بت القرار في الجمهور ومنذ ذلك الحين الى اليوم ومع كل مسار سياسي حُرك وخمد، يقوى الشعور بأن الحوار بين الشعبين لن يفضي الى اتفاق ويبدو أن مسار التفاوض عالق بسبب خوف الطرفين من المعارضة الداخلية أكثر من كل شيء آخر".

 

وتابعت "ليس من العجيب أن شعر جون كيري بأن طلب نتنياهو الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية يرمي الى افشال التفاوض فالطرف الاسرائيلي خائف منذ سنوات من الصهيونية الدينية النامية وكل هدفه أن يحرز البرهان على أن الطرف الآخر الفلسطيني يرفض التوقيع، وهو برهان يمكنه أن يلوح به في وجه العالم ومؤيدي السلام في الداخل ليعود فيغطي نفسه بلحاف الوضع الراهن الدافيء".

 

وقالت " أدرك محمود عباس الخبير بالصهيونية كما أدرك دافيد بن غوريون الذي فهم أن الحوار المباشر والتعاون الامني مع بريطانيا في الحرب العالمية الثانية غير كافيين لجعلها تغير سياستها نحو الاستيطان اليهودي، أدرك عباس في المحادثات الاخيرة أن مفتاح تغيير السياسة في حال الفلسطينيين موجود في يد امريكا، وينبغي التوجه الى مسار يلتف على اسرائيل ويرى من وجهة نظره أن تطلب الامم المتحدة من اسرائيل أن تنسحب من المناطق أو تعرض نفسها لخطر عقوبات وإقصاء وكانت المصالحة الفلسطينية خطوة مطلوبة للتقدم في المسار الدولي ومنحت عباس قوة أكبر باعتباره يمثل الشعب الفلسطيني كله".

 

وقالت "ليكن من كان ذاك الذي اختطف المستوطنين، فانه  بالتاكيد لا يؤمن بنضال غير عنيف لتحرر وطني، وهو غير مستعد لمصالحة سياسية وقد فعل ذلك في لحظة حرجة للشعب الفلسطيني ولهذا فان الاختطاف عمل يُضاد زعامة عباس وثقة العالم به، وهو إضرار شديد بالنضال الفلسطيني.

 

واضافات " عند الفلسطينيين ايضا لا في اسرائيل فقط تدخل المعارضة في العمل حينما يوجد احتمال لمسيرة سياسية فما زال المعارضون العقائديون لتقسيم البلاد في اسرائيل وعند الفلسطينيين يتعاونون بينهم على هدفهم المشترك ولهذا فان الساذج فقط يتوقع أن تُظهر حكومة نتنياهو وبينيت وليبرمان مسؤولية اقليمية في هذا الوقت العصيب بدل أن تجهد لتعميق الانقسام في المجتمع الفلسطيني وإذلال زعيمه".