خبر : الآغا يدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين

الأحد 22 يونيو 2014 07:30 م / بتوقيت القدس +2GMT



عمان / سما / دعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين، زكريا الآغا، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه اللاجئين الفلسطينيين ووضع حد لمعاناتهم.

جاءت دعوة الآغا خلال كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الـ92 لمؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة المنعقدة في العاصمة الأردنية عمان، بمشاركة الدول العربية المضيفة للاجئين، إضافة إلى جمهورية مصر، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم 'الألكسو'، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة 'الإيسيسكو' .

وشدد على أن موقف منظمة التحرير يرفض وبشدة توطين اللاجئين في أي قطر عربي أو أجنبي، مؤكدا أن الأردن لن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين، وأن بوصلة اللاجئين الفلسطينيين تتجه فقط نحو العودة إلى فلسطين وإلى إراضيهم وديارهم التي شردوا منها عام 48، طبقا لما ورد في القرار 194.

واستعرض أوضاع اللاجئين الفلسطينيين الصعبة والمأساوية جراء استمرار تقليص الأونروا لخدماتها بفعل الأزمة المالية والتطورات الميدانية التي تشهدها بعض البلدان العربية.

وأوضح أن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا يعيشون في ظروف سيئة للغاية، بفعل الصراع الدائر في سوريا منذ ثلاث سنوات، والذي تسبب بنزوح ما يقارب من 360 ألف لاجئ فلسطيني، وتدمير شبه كامل للمخيمات خاصة مخيم اليرموك، وسقوط أكثر من 2090 قتيلا ومئات المفقودين.

وقال: رغم المساعي التي تقوم بها منظمة التحرير لإنهاء أزمة المخيم وإعادة النازحين له، إلا أن الوضع لا يزال معقدا، ورغم ذلك فجهودنا قائمة وكذلك الاتصالات مع كل الاطراف في سوريا لإعادة الامن الى المخيم واخراج المسلحين وتوفير البيئة المناسبة والمناخ الملائم للعيش داخل المخيمات لتشجيع عودة النازحين إلى ديارهم.

وثمن الآغا دور الأونروا على ما تقدمه من خدمات للاجئين الفلسطينيين خاصة في سوريا، في مهمة ما زالت محفوفة بالمخاطر على أطقمها.

ودعا المجتمع الدولي إلى الإسراع في استكمال عملية إعادة إعمار مخيم نهر البارد، حيث لا يزال أكثر من 23 ألف لاجئ مشتتين من دون مأوى، ويعيشون في ظروف غير إنسانية.

واستعرض الآغا في كلمته الاعتداءات الاسرائيلية على مدينة القدس والمسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الاحتلال الاسرائيلي في الأشهر الأخيرة كثف من هجماته على مدينة القدس واقتحاماته لها، والتجرؤ على حرمة المسجد الأقصى، ومحاولة تقسيم أوقات الصلاة، وبناء الكنس، وطرد سكانها العرب، ومحاولته إلغاء الوصايا الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس سعيا الى تطبيق مفهوم يهودية الدولة.

واكد دور الأردن في رعاية وحماية وصيانة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس حسب ما نصت عليه اتفاقية وادي عربة للسلام مع إسرائيل عام 1994، فضلا عن الاتفاق الموقع بين العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس محمود عباس حول الوصاية الهاشمية لتلك الأماكن، وكذلك إصرار شعبنا على الدفاع عن مدينة القدس وعروبتها.

وشدد على أن القدس جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة في عام 1967، وفقا للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية.

وثمن قرار منظمة المؤتمر الاسلامي باختيار مدينة القدس الشريف كعاصمة للسياحة الاسلامية لسنة 2016، هذا القرار الذي يؤكد مكانة مدنية القدس وهويتها العربية والاسلامية في أوساط المسلمين في كافة انحاء العالم، وسيساهم في انعاش المؤسسات التجارية والسياحية في القدس التي تتعرض لحرب إسرائيلية لتدميرها.

وأكد أن منظمة التحرير رفضت الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل، ولأي اتفاق إطار يشكل بديلا عن قرارات الشرعية الدولية او يتجاهل حقوق شعبنا المشروعة، مشيرا إلى أن استئناف المفاوضات يتطلب التزام إسرائيل الواضح بمرجعية حدود عام 1967 وقرارات الأمم المتحدة، وبالوقف الشامل للاستيطان، بما في ذلك في القدس الشرقية، واطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى.

وأشار مدير عام دائرة الشؤون الفلسطينية محمود العقرباوي إلى استمرار معاناة الشعب الفلسطيني في ظل غياب افق سياسي يمنح الأمل بنهاية قريبة للاحتلال، لافتا إلى أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي في الوقت الذي تتواصل فيه مخططات إسرائيل التوسعية.

وأضاف أن القضية الفلسطينية التي تشكل جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط تقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم في ظل ظروف اقليمية غير مستقرة ومفتوحة على كافة الاحتمالات، تستدعي منا توحيد كافة الجهود الاقليمية والدولية لمساعدة الفلسطينيين والاسرائيليين على الانخراط في مفاوضات جادة تؤدي الى نتائج عملية ملموسة تعيد الأمل لأبناء المنطقة بمستقبل اكثر اشراقا وأمنا واستقرارا، عبر رؤية حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي غير مسبوق، ووفقا للمرجعيات المعتمدة وبشكل خاص مبادرة السلام العربية التي تعبر عن رؤية عربية واضحة وحقيقية لإيجاد تسوية سلمية للصراع العربي الاسرائيلي بشكل عام وجوهره القضية الفلسطينية.

وأكد موقف الأردن إزاء عمل وكالة الغوث الدولية، والتي تشكل حافظة مهمة لحقوق اللاجئين الفلسطينيين في أروقة الأمم المتحدة بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام، إضافة إلى الواجب الإنساني النبيل الذي تقوم به.

وشدد على أن الأردن بقيادته ملتزم بتحمل مسؤولياته التاريخية في رعاية الأماكن المقدسة والحفاظ على الهوية الاسلامية للمسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، والحفاظ على الطابع العربي للمدينة المقدسة، ودعم صمود أهلها في وجه السياسات الاسرائيلية التي ترمي إلى إفراغ المدينة المقدسة من أهلها وتهويدها.

وأكد الأمين العام المساعد للجامعة العربية، رئيس قطاع فلسطين محمد صبيح أهمية موضوعات المؤتمر على الأمن العربي، سيما أنه يعالج القضايا الفلسطينية الهامة المتعلقة بالقدس واللاجئين والأسرى والجدار العازل.

وأعرب عن تقديره للجهود التي يبذلها الأردن بتوجيه من الملك عبد الله الثاني لدعم الشعب الفلسطيني، والدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

وقال 'إسرائيل ماضية في سياستها العدوانية والتوسعية والاستيطانية، غير ملتزمة بالقانون الإنساني الدولي، مؤكدا تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه والدفاع عنها مهما كلفه الثمن.

وأضاف صبيح ان هذا الصمود يقابله مع الاسف صمت مطبق من المجتمع الدولي، مؤكدا التزام الدول العربية بمبادرة السلام العربية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في بيروت عام 2002، والتي ترتكز على الانسحاب الكامل من الاراضي المحتلة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

واستعرض المشاركون تقرير الأمانة العامة للجامعة العربية حول تنفيذ توصيات الدورة السابقة لمؤتمر المشرفين وانعكاسات اثارها على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية المضيفة.

وقال مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة بدائرة شؤون اللاجئين رامي المدهون إن مؤتمر المشرفين سيناقش على مدار خمسة أيام تعزيز ودعم نضال صمود الشعب الفلسطيني، وموضوع الاستيطان والهجرة اليهودية والجدار الفاصل.

كما سيناقش المؤتمر قضية اللاجئين الفلسطينيين ونشاطات 'الأونروا' وأوضاعها المالية وتأثير الأزمة المالية الأخيرة على خدماتها، إلى جانب متابعة توصيات الدورة (91) لمؤتمر المشرفين وتوصيات الدورة (70) لمجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين، بالإضافة إلى تحديد موعد ومكان انعقاد الدورة المقبلة.