نابلس / سما /تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عملياتها العسكرية في محافظة نابلس شمال الضفة الغربية. وتعيش محافظات الضفة بمدنها وقراها ومخيماتها منذ عدة أيام حالة من التوتر وعدم الاستقرار نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل بعد اختفاء ثلاثة من المستوطنين.
لا شيء داخل المنازل التي داهمها الاحتلال في مكانه، الملابس والكراسي والأطباق بعثرت، والواجهات حطمت، والأبواب كسرت.
وشهد ريف محافظة نابلس حملات مداهمة واسعة. وقرية تل واحدة من القرى التي تعرضت لهجمات صارمة من الاحتلال.
وأشارت نفين حبايبة التي تعرض بيتها للتفتيش، إلى أن جنود الاحتلال حطموا باب المنزل، وفتشوا الخزائن والمطبخ والكاميرات، وانتشروا بشكل كبير في القرية، وأمضوا فيها نحو ثلاثة ساعات.
وقالت 'معظم بيوت القرية تم تفتيشها وتخريبها، حيث كان جنود الاحتلال يأخذون الشبان إلى مدرسة القرية ويحققون معهم ثم يعيدونهم'.
وفي السياق ذاته، تعرض مخيمات عسكر وبلاطة شرق نابلس وعين بيت الماء غرب المدينة إلى اقتحامات مشابهة.
وقال سكان المخيمات إن مجموعات كبيرة من وحدات المشاة في جيش الاحتلال تقتحم المخيمات بعد منتصف الليل بشكل شبه يومي، حيث يقوم الجنود بالتفتيش والاعتقال وينشرون الرعب بين السكان، خاصة وأنهم يصطحبون الكلاب البوليسية خلال الاقتحام.
عائلة فينو في مخيم عسكر من العائلات التي اقتحمت قوات الاحتلال منازلها جميعا، حيث وصف محمد فينو ما حدث في منزله ومنازل أشقائه قائلا: 'احتجزونا في غرفة واحدة، وأدخلوا الكلاب معهم إلى الغرف. حطموا غرف النوم والأثاث، الوضع سيء للغاية وخاصة أنهم أبلغونا بعدم إصلاح أي خراب لأنهم سيعودون مرة أخرى خلال الأيام المقبلة'.
وأوضح عماد الطيرواي في مخيم بلاطة أن قوات الاحتلال حطمت محتويات منزلهم بشكل كامل خلال البحث عن شقيقه الذي لم يكن متواجدا بالمنزل.
وطالبت أم محمد المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوقف حملات الاعتقال والتفتيش التي طالت منزلها في مخيم بلاطة، مشيرة إلى اعتقال ابنها محمد (26 عاما) للمرة الثالثة.
وقالت: لم يتركوا أي شيء في البيت على حاله. فجروا باب المنزل ودخلوا بطريقة وحشية، وروعوا الأطفال وخاصة عندما عثروا على لعبة خشبية على شكل بندقية، ضمن الألعاب التي يلهو بها ابني الصغير الذي تم ضربه وتوبيخه بألفاظ بذيئة.
وقال مدير نادي الأسير في نابلس رائد عامر إن عدد كبيرا من المعتقلين خلال الأيام القليلة الماضية من الأسرى المحررين. وطالب بموقف دولي لوقف سياسة الاقتحام والجرائم والاعتداءات التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المواطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال فجر اليوم الخميس، أربعة مواطنين خلال اقتحام معظم أحياء مدينة نابلس ومخيمي عسكر وبلاطة وعدد من القرى المجاورة.
وطالت الاعتقالات أمين الجميل من البلدة القديمة، وعلاء فؤاد حسونة من منطقة رفيديا، وأحمد مؤنس صنوبر من قرية يتما، وصلاح محمود عبد الرحيم من قرية أودلا.
ويواصل قادة الاحتلال حملة تحريض واسعة ضد الفلسطينيين ومؤسساتهم، ودعا نائب وزير الأمن الإسرائيلي داني دنون، إلى معاقبة المواطنين في الضفة الغربية من أجل أن يتعاونوا لمعرفة مصير المستوطنين المفقودين.
وقال دنون للإذاعة العبرية: يجب تشديد الخناق على الفلسطينيين وتحويل حياتهم إلى وضع لا يطاق، وعدم السماح لهم بمواصلة حياتهم العادية.
ــ


