القدس المحتلة سما دعت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم الحكومة الاسرائيلية الى عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبته بعد الانتخابات الفلسطينية في عام 2006، والتي اسفرت عن فوز حركة حماس، وتقول انه لو كانت الحكومة قد اعترفت بنتائج الانتخابات وبحكومة الوحدة التي قامت في حينه، او تعاونت معها، لكان يمكن توفير الكثير من الضحايا في الجانبين.
واشارت الصحيفة الى قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية، باستثناء الموضوع الأمني، فور اعلان تشكيل حكومة المصالحة، المنتظر اليوم. وتقول "هآرتس" ان هذا التهديد ينطوي على تناقض، فاذا كان يريد نتنياهو مواصلة التنسيق الامني مع الحكومة الفلسطينية، الا يعني ذلك اعترافا بها؟
واضافت "ليس هذا التناقض فقط هو الذي يثير الاستهجان، فالحكومة الفلسطينية التي ستقوم هي نتاج المصالحة بين فتح وحماس، وتعكس اعتراف حماس بالسلطة الفلسطينية، التي قامت في أعقاب اتفاقات اوسلو، التي عارضتها حماس بكل قوة. وتشير الى ان المصالحة تمت بفعل الضغط العربي الكبير، وتحظى بدعم كل الدول العربية وغالبية الشعب الفلسطيني، وحظيت بدعم عدد من القادة الاوروبيين، لكن اسرائيل التي بذلت جهودا كبيرة لاحباط المفاوضات السياسية تتمسك الان بالمصالحة الفلسطينية كمبرر حاسم لتجميد المفاوضات، كما لو أنها سارعت، قبل المصالحة، الى تطبيق المفاوضات وتحقيقها".
وتعتبر الصحيفة رفض إسرائيل الاعتراف بالحكومة من شأنه ان يعرضها مرة اخرى كرافضة لمنح فرصة للمسار السياسي. وتضيف: "ان نوعية الحكومة وتركيبتها هي شأن فلسطيني، وكما لا يمكن لإسرائيل او أي دولة اخرى املاء تركيبة الحكومة المصرية او الأردنية، هكذا يجب التعامل مع تركيبة الحكومة الفلسطينية. فهدف هذه الحكومة هو الاهتمام باحتياجات خمسة ملايين فلسطيني في الضفة والقطاع، وادارة خدمات الصحة والتعليم والرفاه والحفاظ على الامن الداخلي وتطوير الاقتصاد الفلسطيني. وعلى إسرائيل ان ترحب بكونها لن تضطر هي الى تقديم هذه الخدمات او تمويلها.
وقالت الصحيفة انه ما دامت الحكومة الفلسطينية الجديدة ستواصل التمسك بالاتفاقيات التي تم توقيعها مع إسرائيل، وما دامت تسعى الى التعاون مع إسرائيل، يمنع على نتنياهو قطع العلاقات معها، او التهديد بالمقاطعة. ومن المفضل ان يوجه جهوده لاستئناف العملية السياسية مع الشريك الذي لا يزال قائما.


