خبر : «الجاسوس الطيّب» مهّد لاتفاقات أوسلو بصداقته مع «أبو حسن سلامة»

السبت 31 مايو 2014 01:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
«الجاسوس الطيّب» مهّد لاتفاقات أوسلو بصداقته مع «أبو حسن سلامة»



بيروت -«الجاسوس الطيب» (The Good Spy) احدث اصدارات الكاتب الاميركي كاي بيرد، ويروي قصة ضابط في وكالة الاستخبارات الأميركية (C.I.A) قُتل في لبنان العام 1983، ويكشف تفاصيل الاتصالات السريّة التي كان يقيمها مع ضباط الاستخبارات في منظمة التحرير الفلسطينية والتي مهّدت لاتفاقات أوسلو بين المنظمة وإسرائيل العام 1993.

«الجاسوس الطيب» يروي سيرة حياة روبرت أيمس الذي قُتل بتفجير السفارة الأميركية في بيروت بشاحنة مفخخة في 18 ابريل 1983، وهو التفجير الذي قُتل فيه ما مجموعه 63 شخصاً وتلقي واشنطن المسؤولية فيه على «حزب الله» الذي لم يكن بعد خرج الى العلن.

وأيمس هو الوحيد المدفون في مقبرة آرلنغتون قرب واشنطن دي سي الذي يحمل شاهد قبره علامة تقول إنه كان ضابطاً في وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي). وبحسب بيرد: «قلة من الأميركيين يعرفون من هو أيمس، لكن داخل الـ«سي آي ايه» يرونه على أنه بمثابة اسطورة مخفية».

وقضى بيرد - الذي عاش في بيروت عندما كان طفلاً - أربع سنوات يكتب «الجاسوس الطيب» عن حياة أيمس، وهو يقول عنه: «لقد أحب الشرق الأوسط، أحب ثقافته، أحب أن يتعلم عن دينه وموسيقاه، لقد كان مثل الأولاد الأميركيين الذين لديهم الفضول للتعرّف على منطقة غريبة جداً عنهم، وهو ألقى بنفسه فيها».

ويوضح بيرد في تقرير تلفزيوني لهيئة الإذاعة البريطانية أن محور كتابه يدور حول العلاقة التي أقامها أيمس مع جهاز الاستخبارات الفلسطيني التابع للرئيس الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، وبالتحديد مع أبو حسن سلامة الذي ارتقى ليكون مسؤول الاستخبارات لدى عرفات. ويقول إنهما كانا يتناولان طعام العشاء معاً، كما أن نساءهما كانتا تعرفان بعضهما البعض. ولأيمس زوجة تدعى إيفون، بينما لسلامة زوجتان الأولى الفلسطينية نشروان شريف منصور وله منها حسن وأسامة، والثانية هي ملكة جمال الكون سابقاً اللبنانية جورجينا رزق. ويضيف بيرد: «على مدى 10 سنوات، من العام 1969 وحتى العام 1979، كانا (أيمس وأبو سلامة) يلتقيان في شكل سري، فقد كانت تلك الفترة التي لم يكن هناك مسموحاً لأي مسؤول أو ديبلوماسي أميركي بأن يقيم اتصالاً بشخص من منظمة التحرير الفلسطينية. لكن ضابط وكالة الاستخبارات المركزية كان مُعفى من هذا المنع».

ويتابع: «في داخل الـ(C.I.A) يعتقدون أن اتفاقات أوسلو بدأت من خلال الاتصالات بين أيمس وبين أبو حسن سلامة». واغتال عملاء الاستخبارات الإسرائيلية (موساد) أبو علي سلامة في بيروت عام 1979، بينما قُتل أيمس بتفجير السفارة الأميركية في بيروت عام 1983. وخدم أيمس في أماكن عدة في الشرق الأوسط، مثل الظهران بالمملكة العربية السعودية، الكويت، بيروت، عدن، طهران. وقال بيرد عنه: «كان أيمس جاسوساً طيباً تحديداً لأنه لم يكن (على مثال) جيمس بوند… لقد بنى صداقات وليس عداوات».