غزة سما هدى بن سعيد تمتزج احلام وامال الفلسطينيين الحذرة في سريالية النكبة والانقسام في مصادفة قد تكون هي الخيال بذاته عندما يصادف يوم ذكرى نكبتهم يوم وأد انقسامهم الدامي والذي حاصر كل امالهم واحلامهم في مستقبل افضل واعادة بوصلة التاريخ والحدث الى مكانه الطبيعي نحو الاحتلال ومنتجاته.
الاجيال الصاعدة من الفلسطينيين "اي جيل الانقسام" وعى الانقسام اكثر من النكبة وكان وما زال على علم بتفاصيل الانقسام اكثر مما يعرف عن تفاصيل الوطن السليب او خبايا تجاعيد وجه جدته المندثرة ملامحه بهموم وطن متواصلة.
محمد 21 عاما في السنة الثالثة في الجامعة الاسلامية بغزة يعرب عن تفاؤله بمستقبل افضل للقضية والشباب في ظل بوادر انهاء الانقسام واصرار الطرفين "فتح وحماس"على مواصلة مسيرة المصالحة .
ويضيف "الانقسام كان عارا على الشعب والذين استفادوا منه هم قلة والغالبية من فتح وحماس وبقية ابناء الشعب ازدادات اوضاعها سوءا وبالذات في قطاع غزة" موضحا"انها ايام سوداء على المستوى النفسي والعقلي والاخلاقي ..صرنا نكره بعضنا وحتى في الزواج كان الفتحاوي يرفض تزويج الحمساوي احيانا والعكس صحيح".
سناء 19 عاما جامعة القدس غزة تؤكد ان تصادف يوم النكبة مع جهود انهاء الانقسام والمصالحة يضفي على الموضوع رومانسية السياسة والامل وهو ما كنا نتمناه طوال الفترة الماضية. وتضيف "اخيرا انتبه السادة المحترمون ان جيلا باكمله قد ضاع وان مستقبلا يندثر فيما تتغول اسرائيل في الضفة وتهود القدس وتضيع غزة وسط الامراض والحصار والفقر والبطالة".
وتابعت"كنا في نكبتين "النكبة الاولي ونكبة الانقسام" ونحن لا نحتمل الا واحدة فقط وهي نكبة الاحتلال اما الانقسام المخجل والذي اضاع من الشعب 7 سنوات فمكانه في مزابل التاريخ ولا عودة عن المصالحة ان شاء الله.
رامي ابو احمد مدرس ابتدائي 34 عاما من رام الله يطالب بالتركيز في ذكرى النكبة على ثقافة العودة التي انتهكها المنقسمون عبر انشغالهم ببعضهم البعض وسط عظم دولة الاحتلال وجبروتها واستيطانها المتغول.
واضاف"يجب التركيز على انقاذ غزة من دمارها وحصارها وفتح معابرها فغزة رافعة الثورة وبستان فلسطين كما يقولون ويجب ان نعمل على تخفيف معاناتها.
محمد ابو عيشة من الخليل يصر على ان نكبة الانقسام كانت اخطر من النكبة الاولى عام 48 لما كان لها من ابعاد اجتماعية وثقافية وخوف على المصير. ويضيف "رائع ان نتوحد من جديد في ذكرى النكبة بعد ان تهنا 7 سنوات لا قيمة لها الا العودة الى نقطة السفر مرة اخرى والذي يتطلب منا مجهودا اكبر الان.


