القدس المحتلة / سما / كشف صحيفة هآرتس النقاب عن تلقي (إسرائيل) صفعة قوية، بعد رفض كل من بلغاريا والسويد عبور طائرة الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس أجوائهما وهو في طريقه إلى النرويج في زيارة رسمية، لتشتعل على إثرها أزمة تبادل الاتهامات بين ديوان بيرس وزارة الخارجية الإسرائيلية حول السبب.
حسب الصحيفة يعود سبب الرفض على ما يبدوا إلى خلل في التنسيق من قبل السلطات الإسرائيلية المعنية حول مسار الرحلة وأخذ الاذونات اللازمة قبيل إقلاع الرحلة.
واوضحت الصحيفة أن الطائرة الإسرائيلية ظلت معلقة في السماء لأكثر من عشرين دقيقة وطواقم الطائرة وممثلي جهاز الشاباك يبحثون عن مسلك جوي آخر للوصول إلى النرويج.
ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة في ديوان بيرس قولها إنّ النرويجيين تعمدوا الإهمال في معالجة القضية، في ما قالت محافل رفيعة المستوى في وزارة الخارجيّة إنّ بيريس هو الذي سبّبّ في هذه الأزمة، لأنّه لم يقُم بالتنسيق مع السلطات النرويجيّة، الأمر الذي نفاه الديوان.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ بيرس يجري حالياً عدة زيارات إلى الخارج، بما في ذلك إلى الولايات المتحدّة الأمريكيّة، وذلك قبيل إنهاء مهام منصبه في تموز (يوليو) القادم.
وساقت الصحيفة قائلةً إنّ الطائرة الخاصّة، التي أقلّت بيرس وحاشيته حصلت على جميع التصاريح من الدول التي كان من المقرر أنْ تعبر في أجوائها، وأنّها أطلعت الشاباك على تفاصيل الرحلة، وقام الأخير بالمصادقة عليها، لافتةً إلى أنّه بدون الحصول على التأشيرات من الدول، لما كان الشاباك سمح للطائرة بالإقلاع.
علاوة على ذلك، كشفت الصحيفة النقاب عن أنّ المشكلة مع طائرة بيرس بدأت في بلغاريا، حيث فوجئت السلطات هناك بأنّ طلب السماح للطائرة الرئاسيّة الإسرائيليّة وصل من شركة خاصّة، وبالتالي رفضوا منحها التأشيرة بالعبور في الأجواء البلغاريّة، حيث طلبت صوفيا من الطائرة أنْ تقوم بإرسال الطلب من القنوات الإسرائيليّة الرسميّة، وتحديدًا من سفارة تل أبيب في صوفيا.
ولكنّ المشكلة بدأت بعد أنْ عبرت الطائرة الأجواء البولنديّة ووصلت فوق بحر البلطيق، فقبل ربع ساعة من وصولها إلى الأجواء السويديّة، قام قبطان الطائرة بالاتصال مع السلطات هناك وأبلغهم بأنّ الطائرة ستدخل المجال الجويّ، ولكن المراقبين السويديين أبلغوا القبطان بأنّهم لا يعرفون عن وصول طائرة من هذا القبيل إلى الأجواء السويديّة.
وأكدّوا له عدم وجود تأشيرة للعبور، عندها قام القبطان بإبلاغ بيريس وحاشيته بالمشكلة، وعندها قامت رئيسة ديوان الرئيس الإسرائيليّ، إفرات دوفدوفاني، بالاتصال بعدد من الجهات ذات الصلة في (إسرائيل) وطلبت منهم التدّخل حلّ المشكلة، خصوصًا وأنّ الطائرة كانت تُحلّق فوق البحر البلطيقيّ.
وتابعت الصحيفة قائلةً إنّه على الرغم من تدّخل السفارة الإسرائيليّة والعديد من الجهات لم تُحّل المشكلة، الأمر الذي دفع بقبطان الطائرة إلى البحث عن مسار آخر للخروج من الأزمة، الأمر الذي أدّى إلى تأخر الطائرة في الجو لأكثر من نصف ساعة، وعندما حطّت الطائرة أخيرًا تبينّ أنّه تأخر عن الاستقبال الرسميّ لمدة نصف ساعة، كما قالت الصحيفة.


