غزة / سما / أكد رئيس حركة حماس في قطاع غزة ، إسماعيل هنية، أن المهمات الموكّلة للحكومة التوافقية القادمة "ليست سهلة وهي بحاجة لاحتضان وطني من كافة شرائح المجتمع".
وقال هنية "المصالحة مهمة لكن الأهم من المصالحة هو عدم العودة للانقسام وتداعياته،علينا أن لا نسمح بتكرار تجربة الانقسام".
وأكد أنه تم الاتفاق على مدة استمرار حكومة الوفاق ومهامها وطبيعة الوزراء، وأن البحث يجري الآن لاختيار الوزراء وعددهم 19 ضمن سلسة أسماء جاهزة منذ 2011 واستحدثت في عام 2012.
وأشار إلى أن مدة الحكومة مرتبطة بالانتخابات، وأضاف "حتى لو لم تجرِ الانتخابات لأسباب ذاتية بعدم توفر مقتضياتها أو رفض الاحتلال لإجرائها في القدس، سيتم إعادة تشكيل الحكومة بالتوافق مجددًا، ورئيس الوزراء تم الاتفاق عليه باتفاقية الدوحة وهو الرئيس محمود عباس".
ولفت إلى أن الرئيس سيصدر مرسوماً بتشكيل الحكومة وستؤدي أمامه القسم، وفي نفس الجلسة يصدر مرسوماً أخر لتفعيل المجلس التشريعي، وخلال مدة شهر يعقد المجلس أول اجتماعاته لينتخب هيئة رئاسية جديدة، ثم تعرض الحكومة عليه لنيل الثقة.
وأوضح أنه خلال اللقاء الثلاثي بين مشعل وعباس وأمير قطر، قدمت الأخيرة 50 مليون دولار للحكومة القادمة ووعدت بمواصلة الدعم وزيادة المشاريع.
وأكد هنية أن حركته اتخذت قراراً لا رجعة عنه بضرورة إنجاز المصالحة تحت أي ظرف من الظروف، مشيراً إلى أن أهم ما تم الاتفاق عليه خلال جولات المصالحة ثلاثة أمور، الرزمة الواحدة في تنفيذ الملفات الخمسة (الحكومة الانتخابات المنظمة الأمن والمصالحة المجتمعية)، إضافة إلى التلازم في المسارات خاصة الانتخابات الرئاسية والتشريعي والمجلس الوطني، وترتيب منظمة التحرير الوطن المعنوي للفلسطينيين.
وقال:" نص الاتفاق أن تنتهي الحوارات لتشكيل الحكومة خلال خمسة أسابيع ، وانتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني بعد ستة شهور، والإطار الوطني لمنظمة التحرير ينعقد خلال خمس أسابيع، ويفترض أن يتم في القاهرة لأنها صاحبة الملف، وإن كانت غير جاهزة، يعقد تحت مظلة الجامعة العربية".
وأضاف "لو لم نتمكن من إجراء انتخابات المجلس الوطني بحكم الواقع العربي والتطورات في الدول التي يوجد فيها الفلسطينيين مثل لبنان وسوريا والأردن، فلن نعدم وسائل التوافق الوطني على التشكيل أو تنسحب نتائج التشريعي على الوطني أو بالاختيارات بالتوافقية، أو وفق قانون إجراء انتخابات المجلس الوطني".
وشدد على أن الاتفاق نص على أن تجري الانتخابات في أجواء وطنية مريحة لإنهاء أجواء الانقسام وعودة الوحدة، وأن لا تكون الانتخابات سبب للعودة للانقسام.
من جهة ثانية، أكد هنية على أنه تم الاتفاق على كافة تفاصيل الملف الأمني والتوقيع عليه، من بينها الاتفاق على العقيدة الامنية وتشكيل لجنة عربية برئاسة مصر للإشراف على إعادة هيكلة الأجهزة ، وحماية سلاح المقاومة ،وتجريم التعاون الامني مع الاحتلال، وترتيب آليات عودة من استنكف عن العمل.
وقال:" الأمن سيبقى في عامه الأول كما هو، حتى بعد تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات، لكن بداية الإجراءات ستكون من غزة بعودة 3 آلاف من أفراد الأجهزة، وتأجيل الأمن لأهميته ولخلق الثقة بين الناس وجود تعقيدات في الملف الأمني في الضفة لتداخل الأطراف".
وفي سياق آخر، ذكر هنية أنه تم حصر ملف المتضررين بشكل كلي مع أحداث الانقسام وهم 450 شخصاً، والاتفاق على تشكيل الصندوق الوطني للمصالحة المجتمعية لتعويض المتضررين.
وقال:" الحصر يصل لنحو 60مليون دولار ديات وخسائر وبيوت، وهناك دول استعدت لدعم الصندوق".
وفي ملف الحريات العامة، أكد رئيس حماس في غزة أنه سيتم العمل على الإفراج عن معتقلين وفتح مقرات وتسليم بيت الرئيس محمود عباس وعودة أفراد من الخارج، مشيراً إلى أن الاتصالات مستمرة من أجل تحريك ملف الحريات بشكل أسرع وأفضل لإزالة تخوفات المواطنين.
وقال: " أهم شيء حصل توفر الإرادة من الطرفين واحتضان شعبي وأوسع ترحيب عربي من الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي " .
وأضاف "وترحيب الاتحاد الأوروبي واستعداده للتعاون مع الحكومة القادمة يعد أهم اختراق في الموقف الغربي بجانب روسيا، والذي يعني عدم عودة الحصار على الحكومة القادمة، وأمريكا تراجعت عن موقفها".


