غزة سمادعا مبعدو كنيسة المهد في غزة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للتدخل لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء معاناتهم جراء إبعادهم القسري عن ديارهم وأهليهم للعام الثالث عشر على التوالي.
وطالب المبعدون على لسان الناطق باسمهم في غزة فهمي كنعان في مؤتمر صحافي نظموه أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة غزة، السلطة الوطنية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بالكشف عن بنود الاتفاق الذي أبرم بين السلطة والاحتلال الإسرائيلي والذي أفضى إلى إبعادهم إلى قطاع غزة والدول الأوروبية في العاشر من أيار عام 2002.
وشدد كنعان خلال الوقفة الاحتجاجية نفسها على ضرورة قيام الرئيس عباس بتعيين مفوض لمتابعة شؤون المبعدين والعمل على حل مشكلاتهم، بالإضافة إلى العمل على تحقيق زيارة لعائلاتهم عبر معبر بيت حانون "ايرز"، وتحسين أوضاعهم المعيشية.
وتساءل المبعدون عن أسباب عدم إثارة قضيتهم حتى الآن خلال المفاوضات التي تُجرى بين الحين والآخر مع الجانب الإسرائيلي وأمام المحافل الدولية، والسعي من أجل عودتهم إلى ديارهم وذويهم في ظل تفاقم معاناتهم من عدة جوانب، خاصة الاجتماعية والاقتصادية، وأيضاً حرمانهم من رؤية أهلهم وعدم تمكنهم من إلقاء نظرة الوداع على أحبتهم وذويهم الذين يتوفاهم الموت في مدن الضفة.
من جهته، أكد ممثل المبعدين والمتحدث باسمهم حاتم حمود أن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي بمناسبة دخول المبعدين عامهم الثالث عشر للإبعاد، مشيراً إلى أن حكم الاحتلال قضى في العام 2002 بإبعادنا لمدة عامين على الأكثر، ولكنه تنصل فيما بعد من ذلك كعادته في جميع الاتفاقات.
وأوضح حمود أن المبعدين طالما أوصلوا الرسالة تلو الأخرى للمفاوض الفلسطيني وخاصة كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات مطالبين إياه والرئيس عباس بالتمسك بشروطه للعودة للمفاوضات والتي منها إنهاء معاناة مبعدي كنيسة المهد وعودتهم إلى بيوتهم وأهلهم، وتمسكه بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى وباقي الأسرى المرضى والأطفال والنساء، ووقف الاستيطان.
وأشار إلى أن الإبعاد يُعد في العرف الدولي جريمة حرب وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان يجب أن يمثُل مرتكبه أمام المحكمة الجنائية الدولية، لا سيما وأنها ترتقي إلى جريمة حرب بحسب القانون الدولي، خاصة وأنها تمثل عقاباً جماعياً.
وفي أعقاب الوقفة الاحتجاجية والمؤتمر الصحافي الذي شارك فيهما ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في غزة، سلمه المبعدون رسالة بهدف نقلها للأمين العام بان كي مون.
ووجه المبعدون وكافة المشاركين معهم من قوى وطنية وإسلامية وفعاليات جماهيرية في هتافاتهم التحية للأسرى الإداريين المضربين عن الطعام لليوم السابع عشر على التوالي، مطالبين بضرورة دعمهم والوقوف بجانيهم ووضع حد لسياسة الاحتلال العقابية التي تُمارس بحقهم.
ورفع المعتصمون الذين تقدمهم عدد من أطفال المبعدين الشعارات واللافتات التي تشير إلى مدى معاناتهم، والرافضة للقرارات الصادرة بحق المبعدين من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وطالبوا بالعودة إلى قراهم ومدنهم التي أُبعدوا عنها، موضحين أن الاحتلال الإسرائيلي أبعد في العام 2002 من كنيسة المهد 39 محاصراً، منهم 26 محاصراً إلى قطاع غزة، و13 آخرون إلى الدول الأوروبية، بعد أن تم إبرام صفقة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، من أجل إنهاء حصار الكنيسة والذي دام 39 يوماً، استشهد وأُصيب خلالها عدد من المحاصرين.


