خبر : "العربية الأميركية" تنظم مؤتمراً دولياً حول "بناء السلام" في الأول من حزيران

الأحد 11 مايو 2014 09:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT



جنين سما أعلنت الجامعة العربية الأميركية في محافظة جنين، أمس، بدء التحضيرات لعقد المؤتمر الدولي الأول تحت عنوان "تحويل الصراع وبناء السلام في فلسطين: تحديات واتجاهات مستقبلية"، في الأول والثاني من حزيران القادم، بمشاركة محلية وعالمية واسعة.
وقال نائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الدكتور مفيد قسوم: "يهدف المؤتمر إلى جعل الجامعة العربية الأميركية، منصة علمية بحثية أكاديمية فلسطينية وعربية وعالمية، لمخاطبة الرأي العام العالمي وصناع الرأي والقرار في العالم، حول الموقف الفلسطيني من الصراع والسلام في المنطقة، خصوصا أن فلسطين كانت وما زالت قلب الصراع الإقليمي منذ بدايته".
وأضاف قسوم: رغم مرور أكثر من قرن من الزمان على الصراع الصهيوني الإسرائيلي - العربي الفلسطيني، لم يتم حتى الآن فلسطينيا وعربيا، تخصيص مساحة فكرية أو نصب منصة أكاديمية لتناول الصراع بأبعاده الإقليمية والعالمية بمنهجية علمية متسقة ومستدامة تطمح لخلق خطاب معياري حول الصراع وآفاقه على أسس بحثية إمبريقية، إضافة إلى عدم تأسيس أو إنشاء مراكز دراسات وسياسات إستراتيجية أو مفارز فكرية تعنى خصيصا بالصراع وقواه العالمية والإقليمية، وما لها من مصالح ومشاريع ومخططات وتصورات وأفكار في سرمدة الصراع أو تحويله نحو السلام العادل والشامل والدائم.
وأوضح: أن المؤتمر جاء ليضع حدا للغياب الفلسطيني والعربي الذي أتاح المجال لأن تشهد إسرائيل والدول الغربية وفرة وطفرة من المنصات الأكاديمية والعلمية والمراكز البحثية التي تعنى بـ"السلام وتحويل الصراع"، حتى أضحت صناعة علمية وإعلامية مربحة للغاية، سياسياً وأيديولوجياً وإعلامياً وإستراتيجياً، خصوصاً في هندستها للسياسات العامة العالمية وصياغة الخطابات وبلورتها.
وبين أن الصبغة الأكاديمية للمؤتمر، مهمة جداً، لأن الغياب العلمي الأكاديمي الفلسطيني والعربي أسهم في تهميش وتغييب دور القوى المؤيدة والمناصرة للحق الفلسطيني والعربي وإضعافها إن لم يكن تشتيتها وتذريرها.
وتابع: "إن الأهم من ذلك، أن هذا الغياب الصارخ منح الخطاب الصهيوإسرائيلي المساحة الفكرية والإعلامية العالمية للتفرد بمخاطبة صناع الرأي والقرار والرأي العام العالمي والسيطرة إن لم يكن الاحتكار في نحت مفاهيم ومعاني الصراع والسلام في المنطقة، وفرض الرواية التاريخية المشوهة والمبتورة وأحادية الجانب على العالم".
ووصف المؤتمر بأنه عبارة عن قدح الشرارة الأولى باتجاه تأسيس مدرسة فكرية فلسطينية عربية عالمية تأخذ من الجامعة العربية الأميركية مقرا لها لتناول الصراع بحثيا ومعياريا من أجل التوصل إلى سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة.
وأضاف: إن المؤتمر سيسلط الضوء على عدة قضايا، منها الموقف الإسرائيلي الراسخ والمتجذر في الإيثوس اليهودي القبلي أو العصبية القبلية، ومنطق وميتوس القوة أو خرافة القوة والقوة المفرطة، والإيثنوميثولوجيا أو الخرافة العرقية، والبعد التاريخي والبنيوي للمشروع الصهيوني "إسرائيل"، ودوره ووظائفه الإقليمية والعالمية في إطار المنظومة العالمية، خصوصاً ما طرأ عليه من تحولات وتطورات في حقبة العولمة النيوليبيرالية.
ونوه بأن المؤتمر سيشكل بداية لرافعة بحثية معيارية تؤكد حالياً ولاحقاً من خلال الأبحاث العلمية، أن الشعب الفلسطيني والوطن العربي أكثر التواقين لسلام عادل ودائم وشامل في المنطقة بشكل خاص والعالم بشكل عام، وذلك من أجل نهضة تنموية عربية شاملة مستدامة أساسها حق تقرير المصير والعدل التاريخي والعدالة الاجتماعية بأبعادها السياسية والاقتصادية والإنسانية.
وأكد أن المؤتمر سيركز على عدة محاور من بينها، مفهوم "يهودية الدولة" وأبعاده الإستراتيجية على ديمومة الصراع ونسف آفاق السلام في المنطقة، ودور اللغة والأدب والفن والمثقفين الإسرائيليين في تذكية نار الصراع وتأجيجه، وقضايا لب الصراع كاللاجئين والاستيطان والقدس والحدود، والمقاومة الشعبية الفلسطينية وقدرتها وآفاقها في تحويل الصراع، ودور الإعلام والسبرانية والسرد التاريخي في تأجيج الصراع أو تحويله، ومعضلات الحوار التاريخي بين المجموعات المتصارعة.
وأشار إلى أن المؤتمر يهدف إلى تدويل الجامعة العربية الأميركية وشبكها أكاديمياً وعلمياً وبحثياً مع العديد من مراكز الدراسات المتخصصة في ميادين دراسة الصراع والحرب والسلام في القارات المختلفة، لإطلاق العنان للجهود البحثية الفلسطينية والعربية في هذه الميادين.
وذكر، أنه وصلت حتى الآن العديد من الملخصات والرسائل والأوراق والمشاركات البحثية من جامعات "كوفنتري" و"لندن" البريطانيتين، و"كادر هاس" التركية، و"أكرون"، في أوهايو الأميركية، و"واشنطن" الأميركية، و"أوتوا" و"تورنتو" في كندا، و"أديس أبابا" الإثيوبية، و"قرطبة" و"غرناطة" الإسبانيتين، و"فيينا" النمساوية، و"جواهرال نهرو" الهندية، و"العلوم الحياتية" النرويجية.
أما محلياً، فتوقع قسوم، أن يشهد المؤتمر مشاركة نخبة من السياسيين والاقتصاديين وكوكبة من الأكاديميين والباحثين من الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 1948.