خبر : الاسرى يوجهون رسالة تاييد للقيادة ويلوحون باضراب مفتوح عن الطعام

السبت 05 أبريل 2014 10:35 م / بتوقيت القدس +2GMT
الاسرى يوجهون رسالة تاييد للقيادة ويلوحون باضراب مفتوح عن الطعام



رام الله / سما / لوح الاسرى في سجون الاحتلال بالشروع باضراب مفتوح عن الطعام اذا لم تفرج اسرائيل عن  زملائهم من اسرى ما قبل اوسلو تنفيذا للاتفاق المبرم مع السلطة. ووجه الاسرى رسالة دعم وتاييد للقيادة الفلسطينية   التي اتخذت قرارا بالذهاب الى المؤسسات الدولية بسبب تراجع اسرائيل عن قرارها بالافراج عن الاسرى .

فخيبة الامل التي اصابت الدفعة الاخيرة من الاسرى لم تؤثر على معنوياتهم وارادتهم ، وكان ردهم اسرع مما توقعه الجميع " من هنا ومن داخل السجون، نعلن دعمنا و تأييدنا ومساندتنا ومبايعتنا لقيادتنا ورئيسنا ونشد على يديه بتمسكه بالثوابت الفلسطينية وعدم التنازل رغم الضغوطات القوية عليه من أطراف عديدة".

فالدفعة التي تضم 30 اسيرا ، غالبيتهم من الداخل والقدس ، وفي مقدمتهم اقدم اسير وعميد الاسرى الفلسطينين والعرب كريم يونس الذي دخل مع ابن عمه ماهر يونس عامهما الـ31 خلف القضبان ، كانت تنتظر موعد الحرية وفق الاتفاق الفلسطيني الاسرائيلي برعاية امريكية في 29-3 ، ولكن التطورات المتلاحقة في الشان التفاوضي والمواقف والاشتراطات الاسرائيلية التي رفضتها القيادة والرئيس محمود عباس قادت لفشل كافة الجهود في الزام اسرائبل بتنفيذ الاتفاق ، وخرجت مسؤولة ملف المفاوضات الاسرائيلي تسيفي ليفني مساء الخميس الماضي ، لتعلن " ان اسرائيل لن تطلق سراح اسرى الدفعة الرابعة ردا على التوجه الفلسطيني للامم المتحدة والانضمام للمؤسسات التابعة لها ".

في المقابل ، ورغم الصدمة والحزن والمرارة التي المت بهم، قال الاسرى أل 30 في بيان صحفي عبر محامي وزارة الاسرى " أن الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية في قرارها التاريخي بالتوقيع والانضمام للهيئات والاتفاقيات الدولية قد انتصر لكرامتنا ولحريتنا ولمعاناتنا الطويلة، وأننا ندعم جهوده ونقف مع قراره ولا نقبل أي شكل من أشكال المساومة أو استخدامنا ورقة للضغط على قيادتنا على حساب حقوق شعبنا الأساسية".

القرار الاسرائيلي ، اثار ردود فعل غاضبة في الشارع الفلسطيني ولدى القيادة والقوى والفصائل ولدى الاسرى وذويهم الذين شرعوا في تدارس الخطوات اللازمة للرد على القرار الاسرائيلي

وزير الاسرى

وزير الاسرى عيسى قراقع ، دعا القيادة الفلسطينية لاستكمال اجراءات الانضمام للهيئات والمنظمات الدولية ، ردا على قرار اسرائيل برفض الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى القدامى. وفي تصريح "للقدس"، قال قراقع " ان المتتبع للسياسة الاسرائيلية خلال الفترة الماضية لم ولن يفاجأ بالقرار الرسمي لحكومة المستوطنين بقيادة نتنياهو الذي استخدمت كل السبل للتهرب من استحقاقات العملية السلمية ، ومارست كافة الاساليب لوقف وافشال المفاوضات "، واضاف " ان الحركة الاسيرة بكافة اطيافها تلتحم مع جماهير وقوى شعبنا في دعم والالتفاف حول القيادة والرئيس ابو مازن ، فلم يعد مجالا للصمت والانتظار واصبح من الضرورة التحرك واتخاذ الخطوات المطلوب لمواجهة الاحتلال وسياساته ".

واعتبر قراقع ، افشال اسرائيل لكافة الجهود التي بذلت لانجاز المرحلة الاخيرة من عملية اطلاق الدفعة الرابعة من عمداء الاسرى ومناضلي الحرية ورموز الشعب الفلسطيني جريمة تضاف لما ترتكبه اسرائيل من انتهاكات وخروقات للشعب الفلسطيني ، اضافة لكونها صفعة موجهة للراعي الامريكي لعملية المفاوضات والسلام ، مؤكدا ان الولايات المتحدة الامريكية التي تعهدت باتمام اتفاق اطلاق سراح الاسرى اصبحت مسؤولة بشكل مباشر عن وقف هذه الغطرسة الاسرائيلية وتحمل مسؤولياتها والتوقف عن الانحياز لاسرائيل والكيل بمكياليين .

واكد قراقع ، ان الشارع الفلسطيني وكافة القوى والمؤسسات والمنظمات التي تتابع قضية الاسرى ستتخذ بالتنسيق مع الحركة الاسيرة خطوات عملية للرد على هذا القرار الخطير ، مؤكدا ان شعبنا مصمم على مواصلة معركته خلف القيادة الحكيمة حتى انتزاع كامل الحقوق الوطنية وفي مقدمتها تحرير كافة الاسيرات والاسرى ، مشددا انه لن يكون سلام ومفاوضات دون حرية اسرى فلسطين .

من جانبها ، اعلنت الحركة الاسيرة ، دعمها للرئيس محمود عباس ، منددة بقرار الاحتلال ، مؤكدة ان الاسرى الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حرية وكرامة شعبهم لن يسمحوا لاسرائيل بفرض اجندتها واستخدامهم كوسيلة ابتزاز للسلطة والرئيس .

كريم يونس

وفي بيان صحفي ، صدر عن عميد الاسرى كريم يونس (55 عاما ) ، قال" نحن اصحاب رسالة وقضية وقيم ومباديء ، ولم و لن نقبل أن نستخدم أداة للضغط على قيادتنا على حساب القضايا الثابتة والمصيرية لشعبنا الفلسطيني"، واضاف يونس وهو من بلدة عارة في الداخل " لا فرق بين اسرى الداخل والقدس والضفة وغزة ، نحن جزء لا يتجزأ من المعركة الوطنية من أجل الحرية والاستقلال وفي خندق واحد مع شعبنا وقيادتنا ".

الاسرى القدامى

وفي رسالة وجهت للرئيس حملت توقيع اسرى الدفعة الرابعة ، طالبوا الرئيس باتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بالرد على الاحتلال والتوجه لكافة المحافل الدولية وفي مقدمتها محكمة الجنايات الدولية لمحاكمة اسرائيل على جرائمها . وقال الاسرى "أن الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية في قرارها التاريخي بالتوقيع والانضمام للهيئات والاتفاقيات الدولية قد انتصر لكرامتنا ولحريتنا ولمعاناتنا الطويلة، وأننا ندعم جهوده ونقف مع قراره ولا نقبل أي شكل من أشكال المساومة أو استخدامنا ورقة للضغط على قيادتنا على حساب حقوق شعبنا الأساسية. واضاف عمداء الاسرى الذين شطبت اسرائيل اسمائه من كال الصفقات والافراجات " أن الرئيس أبو مازن أشعل ثورة جديدة ومن نوع آخر عندما أعاد لنا حريتنا وكرامتنا ووضعنا تحت الحماية الدولية وحماية قرارات الشرعية الدولية أنقذنا من الإذلال الإسرائيلي وقوانينه العسكرية الظالمة التي تعاملت معنا كأرقام بلا هوية نضالية ووطنية وبلا حقوق إنسانية. واعلن الاسرى القدامى "نحن مع قيادتنا في فتح معركة قانونية وتثبيت حقوق شعبنا لأننا ناضلنا وضحينا من أجل هذه الحقوق، ومصيرنا مرتبط بمصير شعبنا ومستقبله وأن على إسرائيل أن تدفع الثمن بسبب جرائمها بحق الاسرى والشعب الفلسطيني وتزداد عزله وتنكشف ممارساتها أمام المجتمع الدولي والهيئات الحقوقية والإنسانية".

خطوات تصعيدية

في هذا الوقت ، كشف الاسرى عن اتصالات مكثفة تجري بين كافة السجون لبلورة موقف موحد مما يجري ، وقالوا "أن عهدا جديدا قد بدأ، ونحن سنبدأ بخطوات تحررنا من قيود وإجراءات المحتل وقوانينه العسكرية، وهذا حق لنا، وسنعلن تمردا على كل قوانين إدارة السجون ونطالب بالتعامل معنا كأسرى حرب وأسرى حرية تنطبق علينا اتفاقيات جنيف الأربع سواء الاتفاقية الثالثة أو الاتفاقية الرابعة. وقال الاسرى في نهاية رسالتهم: انتهى زمن الذل وستبقى رؤوسنا عالية كما قال الرئيس أبو مازن، مطالبين جماهير الشعب الفلسطيني بدعم الرئيس أبو مازن والوحدة الوطنية في مواجهة الاحتلال العنصري وممارساته الخطيرة.

واكد الناطق باسم اللجنة العليا للاسرى في السجون "أنهم سيقومون بخطوات داعمة ومساندة لموقف القيادة الفلسطينية من خلال سلسلة احتجاجات وفعاليات قد تصل إلى إضراب سياسي مفتوح عن الطعام وتحت عنوان المطالبة بإطلاق سراح الاسرى كاستحقاق أساسي لأي سلام عادل بالمنطقة.

وأدان بلسان الاسرى "قرار الحكومة الإسرائيلية بتعطيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من قدامى الاسرى "واصفا ممارساتها وسياساتها بعدم المصداقية وإفشالها لجهود التسوية ، مؤكدا أنها حكومة حرب واحتلال ولا تريد سلاما عادلا بالمنطقة، داعيا المجتمع الدولي وكافة دول العالم إلى التدخل لوضع حد للمواقف الإسرائيلية التي تنتهك الشرعية الدولية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة.

اهالي الاسرى

اهالي الاسرى استنكروا اجراءات وسياسات الاحتلال ، وقالت والدة الاسير رائد السعدي " 23 عاما وانا انتظر هذه اللحظة ، وعندما اصبح ابني قريبا مني حرموني منه ، انه ظلم ويجب معاقبة هؤلاء الذين ظلمونا ودمروا حياتنا "، واضافت " اسرائيل يجب ان تعاقب ونحن مع الرئيس ابو مازن ".

ورغم حزنها والمها ، فان والدة عميد الاسرى كريم يونس لم تستغرب ما حدث ، وقالت " عندما اعتقلوه ارادوا اعدامه ، فهم يريدون ابنائنا اموت وليس احياء ، ولذلك عاقبوهم طوال السنوات الماضية وشطبوا اسمائهم وحرموهم الحرية "، واضافت " صبرت 31 عاما ، وساصبر المزيد لكن لن اسمح بمقايضة حرية ابني بكرامة شعبه ووطنه ".

مواقف اخرى

من جانبه ، قال القائد في كتائب شهداء الاقص الاسير عبد الكريم عويس " ان " المطلوب حاليا الالتفاف رسميا وشعبيا حول القيادة والرئيس محمود عباس لمواصلة معركتنا على خطى الرئيس الشهيد ابو عمار وتحقيق الاهداف الوطنية العادلة والمشروعة "، عويس من مخيم جنين ويعتبر من ابرز قادة ورموز حركة "فتح "، دعا من سجنه "جلبوع " ، كافة القوى والفعاليات وجماهير اللشعب الفلسطيني للاصطفاف في جبهة وطنية موحدة لدعم قرار الرئيس محمود عباس للتوجه لمؤسسات الامم المتحدة ، وتجاوز كافة العتراث والعراقيل والوقوف صفا واحدا في وجه مفتعلي الازمات لتحقيق الحلم الفلسطيني الذي يجسد المشروع الوطني الذي قدم شعبنا في سبيله قوافل الشهداء،

واضاف "" التحدي الاكبر امامنا اليوم ، هو افشال الضغوط المستمرة لاحباط خطة القيادة الفلسطينية ي تعبر عن طموحات وتطلعات كل قطاعات شعبنا وفي مقدمتهم الحركة الاسيرة التي تعلن التفافها ودعمها الكامل للرئيس محمود عباس وقيادته الحكيمة التي شكلت الحماية والحصانة وصمام الامان للمشروع الوطني والتي نفوضها ونمحنها ارواحنا وحياتنا فداءا لحلم الحرية والاستقلال وميلاد دولة فلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف".

واكد عويس ان "سياسة اسرائيل هي التي تهدد بتفجير الاوضاع ، لان عدم الافراج عن الدفعة الرابعة من الاسرى يكشف عن الوجه الحقيقي للاحتلال ،، وقال: "قدمت القيادة الفلسطينية كل ما يمكن من جهود وخطوات لانقاذ عملية السلام والوصول لاهداف شعبنا بالمقاوضات، ولكن اسرائيل لا تريد السلام ولا المفاوضات وما تمارسه من سياسات خاصة التنصل من اطلاق الدفعة الرابعة رسالته واضحة والرد العملي هو التوجه للمؤسسات الدولية ،و المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته لرفع هذا الظلم والعدوان عن شعبنا والاستهتار بقرارات الشرعية الدولية"،

واضاف: "نؤكد للرئيس ابو مازن ان كل شريف فلسطيني وعربي ومسلم وكل احرار العالم معه ولجانبه في سعيه لتحقيق واحقاق وانتزاع حقوقنا، ومهما كانت الصورة فلن نستجدي احدا لان القرار فلسطيني والخيار هو تكريس وترجمة للمصالح العليا لشعبنا ، لانه لن يكون سلام في العالم دون تحرير ارضنا واقامة دولتنا وعاصمتها القدس واطلاق سراح الاسرى والافراج عن جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الارقام ".