القدس المحتلة / سما / نقلت صحيفة معاريف عن المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي "جاي كارني" مساء يوم أمس الخميس قوله "إن تأخر إسرائيل في الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين يخلق تحديات لكن حوار الشرق الاوسط سيبقى مفتوحاً.
وكانت "إسرائيل" قد قررت إلغاء الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، كما قررت تنفيذ عدد من الاجراءات التي وصفتها بالعقابية ضد السلطة الفلسطينية والتي كان من أبرزها تخفيض مستوى التمثيل في المفاوضات الجارية على أن يكون منسق أعمال الحكومة في المناطق "يوآف مردخاي" هو المسئول عن إدارة المفاوضات.
وفي أعقاب قرار "إسرائيل" إلغاء الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، على ما يبدوا أن جملة من الانتقادات وجهت لوزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" الذي أعرب عن تفاؤله إزاء تقدم المفاوضات.
وبدأت تلك الانتقادات بالتزايد ضد كيري حتى من داخل الولايات المتحدة نفسها، حيث كتبت صحيفة الواشنطن بوست في عددها الصادر اليوم نقلاً عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعتقد أنه من الممكن أن تكون جهود وزير الخارجية جون كيري في الدفع بالمفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية قد بلغت أقصى مداها.
وبحسب الصحيفة فإن عددا من المستشارين المقربين من كيري، وبضمنهم مسؤولون في البيت الأبيض، يعتقدون أنه حان الوقت "لكي يقول كيري كفى"، كما أنهم يخشون من أن يبدو كيري كمن يدفع بما يسمى بـ"عملية السلام" أكثر من اللازم على حساب قضايا دولية ملتهبة، بما يسيء إلى سيرته.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إن "هناك نقطة يتوجب عليه أن يخرج منها ويتحمل مسؤولية الفشل"، وأضاف أنه ينبغي على كيري أن يخفض لهجته في الموضوع الإسرائيلي - الفلسطيني ليرى كيف ستتطور الأمور.
وأشارت الصحيفة إلى أن كيري التقى أوباما خلال زيارة الأخير للسعودية، يوم الجمعة الماضي، قبل أزمة المفاوضات، وأطلعه على تفاصيل المحادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأنه منذ ذلك الحين، ومع تفاقم الأزمة يواصل الحديث يومياً مع مستشارة الرئيس للأمن القومي سوزان رايس.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة الأمريكية قوله إن "كيري صرح عدة مرات في لقاءات داخلية بأنه يريد حل الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، أو وضعه على مسار مستقر على الأقل، بحيث يستطيع أن يتفرغ لقضايا أخرى".
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن نائب المستشار للأمن القومي الأمريكي، بن رودس، قوله إن الإدارة الأمريكية لن تنفصل بشكل مطلق عن "عملية السلام"، وأنه "لا يوجد حد لضرورة العمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين على هذه القضايا، وهناك دائما أسباب للتدخل الأمريكي".


