واشنطن وكالاتأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إلى أن "وزير الخارجية الأميركي جون كيري ألمح خلال جولته في الشرق الأوسط في تشرين الثاني الماضي إلى أن المنطقة في طريقها نحو سلسلة مذهلة من الإنجازات بفضل الدبلوماسية الأميركية. حيث قال إن مصر تنفذ خريطة الطريق نحو الديمقراطية، في حين سينجح مؤتمر السلام في استبدال نظام الرئيس السوري بشار الأسد بحكومة انتقالية لأن الروس والإيرانيين تعهدوا بضمان أن ينفذ النظام السوري التزاماته، كما أكد كيري أن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في طريقه إلى تسوية نهائية بحلول أبريل، مصراً أن هذا ليس أمراً مستحيلاً".
ورأت انه "من الممكن المجادلة بأنه لا صلة لكيري بكل هذه التطورات: إذ أن وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي هو الذي هيمن على التحول السياسي الموعود في مصر، ونظام الأسد هو الذي رفض التفاوض على رحيله من السلطة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هو الذي واصل بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس هو الذي رفض الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية"، معتبرة ان "كيري ساعد هؤلاء الأشخاص على القيام بذلك منذ البداية".
ولفتت إلى ان "كيري أظهر قدراً مماثلاً من السذاجة في الثقة في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فقد جاء كيري إلى السلطة معتزماً تصعيد الدعم للثوار السوريين كوسيلة لـ"تغيير حسابات الأسد"، ولكنه عدَّل مساره بشكل مفاجئ بعد زيارة إلى قصر الكرملين عندما أعلن أن روسيا والولايات المتحدة ستتعاونان سوياً من الآن فصاعداً في محاولة للانتقال من نظام الأسد. وأصر كيري على أن وجهة النظر الأميركية متقاربة للغاية من وجهة النظر الروسية، ولكن هذا لم يكن صائباً".
واعتبرت ان "كيري تعامل مع المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية كقضية شخصية على الرغم من أن إدارة أوباما حاولت بالفعل وفشلت على نحو ذريع في عقد اتفاق بين نتانياهو وعباس. ولكن كيري تجاهل مشورة العديد من الخبراء الذين حذروا من عدم استعداد كلا الجانبين للتوصل إلى اتفاق، وأنفق الكثير من الوقت في اجتماعات مع الزعيمين مقتنعاً بأن مهاراته السياسية ستمكنه من إقناعهما".


