القدس المحتلة / سما / بثت القناة العبرية الثانية، مساء أمس الثلاثاء، تقريرا حول تشكيل قوات حماية فلسطينية من المواطنين العزل لحماية أنفسهم من اعتداءات المستوطنين.
وأظهر التقرير الذي أعده مراسل القناة، أنه منذ بدء عمليات مجموعة "دفع الثمن" المتطرفة، ظل الجيش الإسرائيلي عاجزا عن حماية الفلسطينيين في الضفة الغربية من الهجمات التي يشنها المستوطنون ضدهم على مر السنين الماضية، فبدأ بعض سكان القرى الفلسطينية بالتصرف تلقائيا لحماية أنفسهم وتشكيل مجموعات من الشبان تقوم بدوريات ليلية للحماية.
وبحسب التقرير فإن قرية قصرة جنوب شرق نابلس، إحدى تلك القرى الفلسطينية، التي تولى السكان فيها المسؤولية لحماية أنفسهم.
وقال أبو محمد أحد سكان القرية لمراسل القناة الثانية، إنه لا ينام منذ عدة شهور وقد شكل لجان حماية شعبية بهدف حماية المساجد والمنازل والأطفال، وأنهم لا يملكون المسدسات أو أي سلاح سوى العصي والحجارة، فيما ذكر آخر "نبقى حتى الرابعة أو الخامسة فجرا ونعمل بنظام مجموعات، ونقوم بدوريات ميدانية لحماية القرية".
وقال الصحفي الاسرائيلي في تقريره إنه في كانون الثاني الماضي، حاصر مواطنون من القرية، نحو 15 مستوطنا اعتدوا على ممتلكاتهم، حيث تدخل الجيش الإسرائيلي لإنقاذهم.
وقال عبد الحكيم أحد سكان القرية "نحن هنا موجودون في دولة قصرة .. هذه البلد التي أعطت درسا كبيرا للمستوطنين، وأتوقع أن الرسالة وصلتهم، القرية أصبحت درسا يدرس .. مدرسة نضالية سيحذو حذوها كل سكان الضفة".
وقال آخر "لا أخفيك أن الفلسطينيين كلهم عبارة عن قنابل موقوتة، ونحن هنا ندافع عن أنفسنا لأن الشرطة أو الجيش لا يوفروا لنا الأمن والأمان"، مضيفا "وما حدا يقنعني أنه الأمن الإسرائيلي مش قادر يسيطر على هاي الحثالة من المستوطنين".
وأشار معد التقرير إلى حرق مستوطنين سابقا مسجدا في القرية، حيث أوضح المشرف على الجامع، زيادة عودة أن "حرق المساجد خط أحمر، هم يريدون جرنا إلى انتفاضة ثالثة، أنا أعمل هنا لخدمة المسجد ومنذ حادثة الحريق، تجمعنا أكثر من 5 أشخاص لنحمي المسجد".
ولفت التقرير إلى أن الفلسطينيين لجؤوا إلى وضع كاميرات مراقبة أيضا في القرية خاصةً بالقرب من المساجد والمدارس وبعض الشوارع الرئيسة. ويقول عصام من سكان القرية "الكاميرا تغطي بعض المناطق ولا نعتمد عليها فقط بل أننا نسهر حتى الرابعة والنصف فجرا ونقوم بدوريات حراسة".
من جهته، قال يوآف روس من منظمة بتسيليم الاسرائيلية، إنه "يمكن من خلال ما ترصده هذه الكاميرات تزويد الجيش بالوثائق حول هجمات المستوطنين وتقديم أدلة قانونية لتحرك الجيش والشرطة لمنح الفلسطينيين مزيدا من الحماية اللازمة".
وبث خلال التقرير مقابلة مع فلسطيني تعرض للضرب وإطلاق النار منذ أشهر على أيدي المستوطنين، وقال "نحن نعيش ليالي رعب جراء الأصوات والانفجارات التي يحدثها المستوطنون، أنا أسجن نفسي بإرادتي من أجل أن أحمي أطفالي وأبقى في بيتي ثابتا وصامدا في هذه المنطقة ". فيما يقول أطفاله إنهم يتخوفون من أن يقتل المستوطنون أباهم.





