خبر : تقارير: إيران تعزز دعمها العسكري لسورية

السبت 22 فبراير 2014 10:13 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تقارير: إيران تعزز دعمها العسكري لسورية



لندن- انقرة - رويترز - قالت مصادر مطلعة على التحركات العسكرية انه مع اقتراب الحرب السورية من بداية عامها الرابع صعدت ايران دعمها على الارض للرئيس بشار الاسد وزودت سورية بفرق خاصة لجمع المعلومات وتدريب القوات.
ويسهم هذا الدعم الاضافي من طهران بالاضافة الى شحنات الذخائر والعتاد من موسكو في بقاء الاسد في السلطة في وقت لم تستطع فيه قواته أو مقاتلو المعارضة حسم الوضع في ساحة المعركة.
وفشلت قوات الاسد في الاستفادة بالكامل من التقدم الذي حققته في الصيف الماضي بمساعدة ايران الحليف الاقليمي الرئيسي لسورية ومقاتلي حزب الله اللبناني الذي تدعمه طهران وقدم دعما مهما للاسد في الحرب.
لكن الزعيم السوري استشعر قدرا من الارتياح من انحسار خطر غارات القصف الامريكية في أعقاب التوصل لاتفاق تتخلى سورية بمقتضاه عن أسلحتها الكيماوية.
وحتى الان أنفقت ايران الشيعية مليارات الدولارات على دعم الاسد في الحرب التي تحولت الى حرب طائفية بالوكالة مع دول عربية سنية. ورغم أنه ليس جديدا وجود عسكريين ايرانيين في سورية فان كثيرا من الخبراء يعتقدون أن ايران أرسلت في الشهور الاخيرة مزيدا من الخبراء لتمكين الاسد من التفوق على خصومه في الداخل والخارج.
ويعتقد محللون أن زيادة الدعم تعني أن الاسد ليس مضطرا لتقديم تنازلات في محادثات السلام المتعثرة في جنيف.

- خبراء عسكريون
تقول مصادر ايرانية مطلعة على حركة انتقال العسكريين ومصادر بالمعارضة السورية وخبراء أمنيون ان الاسد يستفيد الان من نشر طهران مئات من الخبراء العسكريين الاضافيين في سورية .
ومن هؤلاء قادة كبار من قوة القدس الخاصة التي تكتنف نشاطها السرية وهي الذراع الخارجية لقوات الحرس الجمهوري الاسلامي بالاضافة الى أفراد من الحرس الجمهوري.
وتقول مصادر في ايران وخارجها ان مهمة هذه القوات ليست الاشتراك في القتال بل توجيه القوات السورية وتدريبها والمساعدة في جمع المعلومات.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية الايرانية " قلنا على الدوام اننا ندعم أشقاءنا السوريين ونحترم ارادتهم... ايران لم تتورط في سورية قط بتقديم السلاح أو المال أو بارسال قوات".
لكن مسؤولا ايرانيا سابقا كان يشغل منصبا رفيعا على صلة وثيقة بالحرس الجمهوري قال ان قوات ايرانية تعمل في سورية .
وقال ان قوة القدس تجمع المعلومات في سورية التي تعتبرها ايران أولوية قصوى. وأضاف أن بضع مئات من قادة قوة القدس والحرس الجمهوري موجودون في سورية لكنهم لا يشاركون مشاركة مباشرة في القتال.
وقال قائد في الحرس الجمهوري تقاعد في الفترة الاخيرة ان القوات الايرانية على الارض تضم بعض المتحدثين بالعربية. وأضاف أن عدد القادة الكبار من قوة القدس يتراوح بين 60 و70 فردا في كل الاوقات.
وتابع ان مهمة هؤلاء القادة تقديم المشورة وتدريب قوات الاسد وقادته وأن الحرس الجمهوري يتولى توجيه القتال بناء على تعليمات من قادة قوة القدس.
وقال القائد السابق في الحرس الجمهوري ان هؤلاء الافراد يدعمهم أيضا الاف من مقاتلي الباسيج المتطوعين بالاضافة الى متحدثين بالعربية من بينهم شيعة من العراق. وقدر المسؤول الايراني السابق ومصدر بالمعارضة السورية القوات الخارجية بالالاف.
ولم يتسن التأكد من صحة هذه الارقام من مصادر مستقلة في سورية لكن سبق الاعلان عن مقتل اثنين على الاقل من قادة الحرس الجمهوري في سورية .
وقال مسؤولون أمنيون أوروبيون وأمريكيون ان مئات من الايرانيين يعملون في سورية بتقديم المشورة والتدريب وفي بعض الحالات بقيادة قوات حكومية سورية.
وقال مسؤول أمريكي " وجود ايران في سورية كان ومازال مصدر قلق في ضوء الموارد المتاحة لطهران وتأييدها المطلق لنظام الاسد".
وجاء في تقرير لوكالة مخابرات غربية حصلت رويترز على نسخة منه انه رغم أن قوات الاسد حققت تقدما في القتال على الارض فانها لا تستطيع في الوقت الحالي " أن تترجم هذه الميزة الى نصر حاسم". وقال التقرير ان اعتماد الاسد على حزب الله وايران يتزايد.
وأضاف التقرير " وراء تحسن قدرات النظام القتالية يوجد دعم كبير من حزب الله وايران وروسيا في حين أن نقاط ضعف مقاتلي المعارضة تزداد وضوحا".
وتابع " سورية لها أهمية خاصة بالنسبة لايران وحزب الله من الناحية الاستراتيجية الجغرافية".
وقال سكوت لوكاس من موقع (اي.ايه. وورلد فيو) المتخصص في شؤون ايران وسورية ان الادلة تشير الى وجود مئات من المستشارين والمدربين الايرانيين في سورية .
وأضاف " هم يحاولون العمل مع السوريين على رفع عدد القوات السورية التي يمكن حشدها في الميدان والتأكد من أن بوسعها التمسك بمواقعها وتنفيذ عمليات هجومية بعينها".

- عبر الحدود
قالت مصادر ايرانية ومصادر في المعارضة السورية انه يمكن للافراد الايرانيين دخول سورية عبر الحدود مع تركيا لان الايرانيين لا يحتاجون تأشيرات لدخول تركيا. ويأتي اخرون عن طريق الحدود العراقية بينما يصل كبار القادة جوا الى دمشق.
وقال مسؤول تركي ان عدد الايرانيين العابرين الى سورية تزايد في الشهور القليلة الماضية وأغلبهم يحمل جوازات غير ايرانية.
وقال مصدر بالمعارضة السورية ان قوات بقيادة ايرانية بدأت تعمل في الشهور الاخيرة في مناطق ساحلية من بينها طرطوس واللاذقية. وتحمل هذه القوات بطاقات هوية محلية وترتدي ملابس عسكرية سورية وتعمل مع وحدة استخبارات سلاح الجو السوري الخاصة.
ولم يتسن التأكد من وجود وحدات في المناطق الساحلية. وامتنعت المصادر الايرانية عن ذكر تفاصيل مواقع وجود القوات.
وقال ريول مارك جريشت الضابط السابق بالمخابرات المركزية الامريكية والذي عمل في الشرق الاوسط ان ايران تسعى لتحاشي التورط في القتال المباشر.
وقال جريشت الذي يعمل الان لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وهي مؤسسة أبحاث أمريكية " سيكون من الصعب دمج الايرانيين في العمليات القتالية التي يقوم بها العرب وسيتعين عليهم أساسا تنفيذ عملياتهم القتالية الخاصة لانهم سيرفضون العمل تحت قيادة العلويين".
وينتمي الاسد للطائفة العلوية.
وقال توربيورن سولفيت من مؤسسة مابلكروف لاستشارات المخاطر ان دور ايران في التدريب والتنسيق يمثل " شريان حياة للنظام" .
وأضاف " تبقى مشاركة أفراد من الحرس الجمهوري الايراني والميليشيات الشيعية مثل حزب الله أمرا حيويا للمجهود الحربي للنظام السوري".

- شريان السلاح
قالت مصادر عدة ان سورية واصلت في الاسابيع الاخيرة تلقي السلاح والعتاد العسكري من روسيا عن طريق أطراف ثالثة. ومن هذه المعدات طائرات تجسس بدون طيار وقنابل موجهة وقطع غيار للطائرات القتالية.
وتقول موسكو انها لا تنتهك القوانين الدولية بما تقدمه من امدادات عسكرية لسورية لا تتضمن أسلحة هجومية.
وقال نيك جينزن جونز خبير الاسلحة العسكرية ومدير مؤسسة ارمامنت ريسيرش سيرفسز للابحاث ان قاذفات صواريخ ايرانية الصنع من طراز فلق 1 وفلق 2 ارسلت الى سورية من ايران.
وأضاف " رغم أنها موجودة منذ فترة فقد شهدنا زيادة في استخدامها في الفترة الاخيرة".
وقال ان ذخائر أسلحة ايرانية صغيرة جديدة انتجت في السنوات الثلاث أو الاربع الاخيرة وصلت الى سورية في الاونة الاخيرة.
وقال مقاتل يعمل في محافظة حمص مع جماعة لواء الحق الاسلامية ان قوات المعارضة على علم بوصول طائرات ايرانية الى مطار حماة بوسط سورية لتسليم أسلحة.
وقال مصدر بصناعة السلاح الدولية مطلع على حركة نقل الاسلحة في الشرق الاوسط ان سورية تلقت ملايين الطلقات من ذخائر الاسلحة الصغيرة في الاونة الاخيرة معظمها من الكتلة الشرقية السابقة ووصل اما بحرا أو جوا من منطقة البحر الاسود.
وقال مصدر المعارضة السورية ان مطار اللاذقية وميناءها بالاضافة الى ميناء طرطوس تستخدم في جلب العتاد.
وقال المصدر بصناعة السلاح ان من الامدادات الاخرى مدافع رشاشة وذخائر لوحدات المدفعية والدبابات.