رام الله / سما / أكدّ الكاتب والمحلل السياسي أشرف العجرمي، وجود عاملين للتأثير على الجمهور الإسرائيلي وتغير الرأي العام فيه.
وقال: على الجمهور الإسرائيلي أن يشعر بالصراع وبوجود شعب آخر يعيش تحت الاحتلال ويناضل، في ظل التضليل والتزوير وتشويه الحقائق الكبير الذي يقوم به الجانب الإسرائيلي.
وأضاف العجرمي "إن تركنا المجتمع الإسرائيلي يتعرض للإعلام الإسرائيلي فقط، دون أن يصل إليه الإعلام الفلسطيني والعربي، لن يؤثر كثيرًا، كما أن القضية الفلسطينية غير حاضرة في أجندة البحث والاهتمام الإسرائيلي".
من جهته، قال المحاضر في قسم الدراسات الإسرائيلية بجامعة القدس، وعضو المركز الثوري لحركة فتح أوري ديفس، إن "الرأي العام في إسرائيل يعود إلى معرفة شعبية وعلمية أن الدولة الإسرائيلية مبنية على ظلم وتطهير عرقي وهم يطبقونه على الجانب الفلسطيني بنفس المعايير".
وأضاف: عندما نتحدث عن أي مجتمع نحن نتحدث عن الإعلام في تكوين الرأي العام، ولخطاب المؤسسة الرسمية الحاكمة دور أساس في تشكيل الرأي العام بمعنى أن المواطن البسيط يرى أن من يجلس على كرسي الحكم أقدر في الحكم على الأمور.
متابعًا أن "جزءًا كبيرًا من المواطنين الإسرائيليين ليسوا على معرفة علمية وحقيقية بالواقع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني، لكنهم يدركون وجود ظلم بحقهم، وفي نفس الوقت ومن خلال عقدة الاضطهاد الموجودة يدركون أنهم يفعلون ذلك حفاظا على ذاتهم بتأثير الخطاب الإعلام الرسمي".
وفي مشاركة لاحد الحضور رأى إن الرأي العام الإسرائيلي "يتغذى من أكثر من مصدر، لكن المصدر الاساسي الذي يؤثر بالاتجاه الآخر هو الإعلام. وغياب الخطاب الموجه من الدول العربية، تحديدًا الشعب الفلسطيني بقيادته وإعلامه، لذا فإن الرأي العام الإسرائيلي فقط يتغذى من اتجاه واحد ورواية واحدة".
وأضاف أن القيادة الفلسطينية بإعلامها وقادتها "لم تستطع فهم المجتمع الإسرائيلي وتتوجه له بخطاب واضح ليؤثر فيه"، مضيفًا: الرأي العام المهم لنا كفلسطينين هو الإسرائيلي، فهو من ينتخب القيادة الإسرائيلية التي تؤثر بمصيرنا ومستقبلنا، ومعظم فهمنا للمجتمع الإسرائيلي سطحي.
وحول الحديث عن تأثير فلسطينيي 48 والنواب العرب في "الكنيست" في الرأي العام الإسرائيلي، قال ديفس إن "المجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل حافظ على وطنيّته في ظروف قاسية وأنجز طبقة مثقفة علمية، تتكلم اللغة العبرية بمستوى اللغة الأم، وهذا أمر مفيد جدا.. ما المانع من إنشاء تلفزيون بقناة عبرية، ويستعان بهم ليقدموا برامج فلسطينية باللغة العبرية للمجتمع الإسرائيلي؟".
في ذات السياق، أكد العجرمي أن دور النواب العرب في "الكنيست" يواجه الآن "مشكلة لأنهم لا يخاطبون الرأي العام الإسرائيلي، وهم غالبًا في خطابهم يتوجهون للرأي العام الفلسطيني في الداخل، وهذا غير قادر على التأثير على المجتمع الإسرائيلي".
ودعا إلى "توحيد خطابهم ليصبح قادرًا على دفع الجماهير اليهودية للاستماع إليه، لأن لديهم منبرًا مهمًا وهو مركزهم ومنصبهم في (الكنيست)".
وفيما يتعلق بكيفية التأثير في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي لدعم قضية السلام والقضية الفلسطينية، قال ديفس: إنه يجب العمل في إطار متفق عليه كالقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، فهي ترسم المستوى والمفاهيم.
وقال "الخطاب الموجه للرأي العام الإسرائيلي خاصة العبري، يجب أن ينطلق من هذا الإطار المتفق عليه عالميا ودوليا، ويجب أن نكون حريصين أن المستوى السياسي غير مفصول عن المستوى القيمي".
وعن "الثورات العربية"، قال العجرمي إن إسرائيل استغلتها "بشكل سلبي، فالسياسيون والقادة الإسرائيلون قالوا لمجتمعهم: انظرو ماذا يحدث في العالم العربي، تخيلوا لو أننا تنازلنا عن أراض أخرى ومنحناها للعرب، ماذا كان سيحدث؟، وهذا كلام سخيف وغير منطقي لكنه أثّر على الرأي العام، رغم عدم وجود تهديد حقيقي على إسرائيل حتى الآن.


