خبر : مسؤولون فلسطينيون يدعون لسرعة تطبيق المصالحة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية

الثلاثاء 21 يناير 2014 02:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
مسؤولون فلسطينيون يدعون لسرعة تطبيق المصالحة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية



غزة / سما / دعا مسؤولون فلسطينيون اليوم (الثلاثاء)، إلى سرعة تطبيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام السياسي لمواجهة التحديات المحيطة بالقضية، وضرورة وقف المفاوضات التي تجريها القيادة مع الحكومة الإسرائيلية اليمينية التي تضرب بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية.

جاء ذلك خلال لقاء سياسي نظمه فريق الصحفيين الشباب في مقر مؤسسة بيت الصحافة في غزة، بمشاركة ممثلي عدد من قادة الفصائل الفلسطينية.

وأكد المتحدث الرسمي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) فايز أبو عيطة، أن القيادة الفلسطينية وحركته متمسكة بالثوابت الوطنية "ولن تفرط بها مهما مارس الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية من ضغوط، وستثبت الأيام القادمة حقيقة ذلك".

وأوضح أبو عيطة أن عودة القيادة للمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي "جاء في ظل تعهد أمريكي وموقف جديد تجاه العملية السياسية بإلزام إسرائيل بمتطلبات السلام"، مشيراً إلى أن موافقة الرئيس محمود عباس على العودة للمفاوضات هي من أجل أن يمنح الولايات المتحدة والمجتمع الدولي فرصة للوصول إلى نتيجة، موضحاً، أن المجتمع الدولي بات يعرف "إسرائيل" على حقيقتها.

وقال: "إن القيادة أبلغت أميركا ورئيسها باراك أوباما بموقفها الذي يؤكد على الثوابت الفلسطينية"، محذرا في ذات الوقت من فشل المفاوضات بسبب التعنت الإسرائيلي وتماديه بسياسة القتل والتدمير والحصار.

وأضاف "إن فشل المفاوضات سيترتب عليه تداعيات خطيرة"، ودل على ذلك "فشل مفاوضات كامب ديفد وما ترتب بعدها من انفجار الوضع الفلسطيني واندلاع الانتفاضة"، محذراً المجتمع الدولي و"إسرائيل" من ذلك.

وفيما يتعلق بملف المصالحة، انتقد أبو عيطة تمسك حركة حماس بإلقاء اللوم على القيادة الفلسطينية وحديثها الدائم عن وجود فيتو إسرائيلي وأميركي على ملف المصالحة.

وشدد المسؤول الفتحاوي على ضرورة اتخاذ حماس خطوات عميقة يترتب عليها نتائج جدية وحقيقية لإنهاء الانقسام، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية و"إسرائيل" لا تؤثر على موقف حركته من ملف المصالحة.

وجدد أبو عيطة جاهزية حركته "دفع أي ثمن لتحقيق المصالحة وإنها الانقسام".

وفيما يتعلق بالتهديدات الإسرائيلية بشن عدوان على غزة، حذر أبو عيطة من أي تصعيد إسرائيلي في غزة، مؤكداً أن الانقسام اثر سلباً على المقاومة، داعياً إلى تبني إستراتيجية وطنية شاملة لإنهاء الانقسام ومواجهة الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية.

من جانبه، شدد هاني الثوابتة عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على ضرورة إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مؤكداً ان الشعب الفلسطيني بحاجة ماسة لاستعادة الوحدة والتصالح الوطني.

وأشاد الثوابتة بتعاطي حركتي (فتح وحماس) مع خطوات إنهاء الانقسام، مشدداً على ضرورة أن تتخذ الحركتان الخطوات العملية لإنجاح المصالحة، قائلاً: "إن الشعب بحاجة إلى قرارات أكثر جريئة من قبل الحركتين المتخاصمتين".

وفي ملف المفاوضات، حذر الثوابتة، من خطورة استمرار المفاوضات في ظل الانقسام الفلسطيني، متهماً الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة فرض اتفاق إطار "سيء"، على حد تعبيره.

وانتقد المسؤول في الجبهة، عودة القيادة الفلسطينية لمسار التفاوض في ظل الممارسات الإجرامية الإسرائيلية بعد فشل عشرات السنين من المفاوضات.

وفيما يتعلق بتهديدات الاحتلال بشن عدوان على غزة، أكد الثوابتة أن كافة الخيارات مفتوحة لصد أي عدوان قد تتعرض له غزة من قبل "إسرائيل"، قائلاً: "أي استهداف لقطاع غزة هو استهداف لكل الشعب الفلسطيني".

وأضاف "إن الجبهة تنظر إلى أن التصدي للعدوان هو دفاع عن الشعب وعن قطاع غزة".

بدوره قال مشير المصري عضو المجلس الترشريعي الفلسطينية عن حركة حماس: "ان الحديث عن المصالحة الفلسطينية يحمل في طياته جديد من خلال التقدم في خطوات على الأرض".

وأضاف "إن حركة حماس اتخذت خطوات لتسهيل تحقيق المصالحة"، معرباً عن أمله في أن تقابلها حركة فتح بخطوات ايجابية في الضفة الغربية.

إلى ذلك انتقد المصري ما اسماه استمرار الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية، مطالباً برفع الأيادي الثقيلة عن حركته وإطلاق الحريات العامة في الضفة الغربية من أجل تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات، معتبراً أن حماس وحدها هي من اتخذت خطوات ايجابية لدفع عجلة المصالحة قدماً.

وفيما يتعلق بملف المفاوضات، انتقد المصري من يحاول تبسيط العودة للمفاوضات، مشيراً إلى أن الجهد الأميركي الذي يبذله الوزير جون كيري الأخطر على القضية الفلسطينية.

وقال: "إن المرحلة التي يعشيها الشعب تشبه إلى ما قبل اتفاق أوسلو ولكنها اخطر".، مشيراً إلى أن قرار العودة إلى المفاوضات هو قرار فردي.

ورأى المصري، أن فريق المفاوضات الفلسطيني يعيش حالة من العزلة "لأنه غير مفوض من قبل حتى فصائل منظمة التحرير وهذا يضعف المفاوض"، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن الحديث عن تقسيم القدس وحق العودة هو مس بالثوابت بحد ذاته، داعياً الفلسطينيين للتسلح بموقف وطني موحد والعودة إلى مربع الوحدة الوطنية لمواجهة كافة التحديات.

وفيما يتعلق بتهديدات الاحتلال الإسرائيلي بشن عدوان على غزة، "توقع المصري أن يشهد العام الجاري أحداث ساخنة بسبب محاولات العدو استفزاز المقاومة واستهداف المدنيين"، مؤكداً أن المقاومة على أهبة الاستعداد للتصدي لمغامرات الاحتلال.

وقال: "إن المقاومة أقوى من أي وقت مضى، والشعب يملك الإرادة والإيمان العميق والحكمة لإدارة الميدان وتحديد طبيعة الرد".

وحول العلاقة مع مصر، أكد المصري أن العلاقة تشهد توتراً من طرف واحد سببه التجني والاتهام غير المبرر لحركة حماس بالتدخل في الشأن المصري.

وقال أن إستراتيجية حماس تقوم على عدم التدخل في الشؤون العربية والإسلامية وفي أية دولة أخرى، موضحاً ان حماس طالبت القيادة المصرية بلجم الأبواق الكاذبة التي تحرض على حماس، على حد قوله.

وأكد المصري على حرص حركته على استمرار العلاقة الطيبة مع مصر، قائلاً: "إن المطلوب فلسطينياً هو توحيد الموقف في التعامل مع الدول".

وفي السياق انتقد أحمد المدلل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، العودة للمفاوضات، مشيراً إلى أن "تجربة المفاوضات صعبة وخطيرة خصوصاً بعد فشل عشرين عاماً من المفاوضات".

وقال المدلل أن المستفيد الوحيد من المفاوضات هو الاحتلال الإسرائيلي الذي لم يكف عن التصعيد العسكري والاستيطان في الضفة الغربية والقدس.

وانتقد المسؤول في الجهاد الحديث عن إقامة دولة على حدود عام 1967 في ظل تهويد القدس وإقامة الجدار ومصادرة أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية وإصرار الاحتلال على الاحتفاظ فيها في ظل أي حل دائم.

وشكك المدلل في تنازل "إسرائيل" عن المستوطنات في مدينة القدس سيما في ظل استمرار عمليات التهويد وحفر الأنفاق تحت الحرم القدسي والمسجد الأقصى، قائلاً: "الاحتلال لا يريد أن يعطي الفلسطينيين شيئاً"، واستدل بذلك عن حديث قيادات الاحتلال في ذلك وتأكيدهم المستمر أن مبرر المفاوضات هو تحقيق الأمن لإسرائيل.

واستبعد المدلل الوصول إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه حذر في ذات الوقت من خطورة تحركات وجولات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

وذكّر القيادي في الجهاد الإسلامي بموقف الرئيس الراحل ياسر عرفات الرافض للتنازل والمس بالثوابت.

وفيما يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي على غزة، أكد المدلل ان الشعب الفلسطيني يتعرض للاعتداءات الإسرائيلية منذ أكثر من ستين عاماً، مطالباً بوقف التنسيق الأمني في الضفة الغربية.

كما طالب المدلل السلطة الفلسطينية بإطلاق الحريات للمقاومة للعمل في الضفة الغربية والتصدي للمستوطنين وجيش الاحتلال، داعياً إلى الاستمرار في تكريس ثقافة الجهاد والمقاومة في وجه الإجرام الصهيوني وإطلاق الحريات العامة، على حد قوله.