نستذكر شعبنا المحاصر في غزة

خبر : الرئيس في رسالة لمناسبة أعياد الميلاد: المسيحيون ليسوا أقلية بل جزء من الشعب

الثلاثاء 24 ديسمبر 2013 02:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس في رسالة لمناسبة أعياد الميلاد: المسيحيون ليسوا أقلية بل جزء من الشعب



رام الله / سما / قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن المسيحيين ليسوا أقلية في بلادنا هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.

وأضاف الرئيس عباس في رسالة بمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيدة، 'نحن ما زلنا صامدين على أرضنا وهويتنا الوطنية والثقافية تنبض بالحياة أكثر من أي وقت مضى، نحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد في مدينة بيت لحم في ظل الاحتلال، لكن عقودا من الممارسات والمحاولات قد تكون نجحت في تغيير معالم فلسطين لكنها لم تنجح أبدا في تغيير هويتها'.

وتوجه الرئيس من خلال الرسالة بالدعوة للحجاج من كافة أرجاء العالم لزيارة فلسطين وأماكنها المقدسة، وقال: 'نتطلع لأن تشكل زيارة قداسة البابا فرنسيس الأول فرصة جيدة للمسيحيين من كل أنحاء العالم ليتقربوا من أشقائهم في فلسطين وأن ينشر قداسته رسالة العدل والسلام للفلسطينيين ولشعوب العالم أجمع'.

وتابع الرئيس: 'نتذكر شعبنا في قطاع غزة وهم يقبعون تحت الحصار ونتذكر أولئك الذين يمنعون من الصلاة في بيت لحم، كما أننا نتوجه بدعائنا وصلواتنا لأهلنا اللاجئين في بيروت ولكل اللاجئين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين الذين اقتلعوا من قراهم ومدنهم في العام 1948.

وفيما يلي نص الرسالة:

تتقدم فلسطين، الأرض المقدسة، بأحر التمنيات لشعوب العالم بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد، ميلاد السيد المسيح عليه السلام.

قبل أكثر من ألفي عام شهدت مدينة بيت لحم ميلاد السيد المسيح، الرسول الفلسطيني الذي أمسى نورا اهتدى به الملايين حول العالم، وفي الوقت الذي نسعى فيه كفلسطينيين لنيل حريتنا بعد أكثر من ألفي عام على ميلاد السيد المسيح، فإننا نبذل قصارى جهودنا لنسير على خطاه ودربه، يحدونا الأمل في سعينا نحو العدل من أجل تحقيق السلام الدائم والشامل.

نحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد في مدينة بيت لحم في ظل الاحتلال، لكن عقودا من الممارسات والمحاولات قد تكون نجحت في تغيير معالم فلسطين لكنها لم تنجح أبدا في تغيير هويتها، فنحن ما زلنا صامدين على أرضنا وهويتنا الوطنية والثقافية تنبض بالحياة اكثر من أي وقت مضى. في عشية عيد الميلاد هذه، نتوجه بصلواتنا من أجل الملايين من البشر الذبن حرموا من حقهم في العبادة في أوطانهم.

نتذكر شعبنا في قطاع غزة وهم يقبعون تحت الحصار ونتذكر أولئك الذين يمنعون من الصلاة في بيت لحم، كما اننا نتوجه بدعائنا وصلواتنا لأهلنا في مخيم الدبايح للاجئين في بيروت ولكل اللاجئين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين الذين اقتلعوا من قراهم ومدنهم في العام 1948 والذين ما انفكوا منذ ذلك الوقت يعانون من صعوبات وتقلبات الحياة في منفاهم القسري.

صلواتنا تتوجه للكنائس والمساجد في القدس والتي تذكر العالم أجمع بالهوية العربية لعاصمتنا المحتلة، نصلي من أجل أهلنا في بيت جالا وبالتحديد نصلي من أجل الثماني وخمسين عائلة فلسطينية مسيحية في منطقة كريمزان حتى يمنحهم الله القوة والعزيمة في نضالهم السلمي ضد جدار الضم الذي يسرق أراضيهم ومستقبلهم، نحن نؤكد لهم أن نضالهم يتجاوز حدود فلسطين لأن صلواتهم وأفعالهم دفعت العديد من قادة العالم لإثارة قضية كريمزان في اجتماعاتنا، لقد تم ممارسة الضغوط على إسرائيل حيال هذه القضية وقضايا أخرى عديدة أثارتها حملات المجتمع المدني وهي إن دلت على شي إنما تدل على أهمية وجدارة المقاومة السلمية اللاعنفية.

بهذه المناسبة، نسترجع بحزن حقيقة أن عدد أهالي بيت لحم الذين سيضيئون الشموع في سانتياجو في تشيلي وشيكاغو وسان بيدرو دي سولا وملبورن وتورنتو يفوق عددهم في مدينة بيت لحم نفسها، لهؤلاء نقول اننا لن نألو جهدا وسنواصل العمل بدأب وعزيمة لإعطائهم الحرية لأن يقرروا أين سيقضون عطلة عيد الميلاد.

المسيحيون ليسوا أقلية في بلادنا هم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني. المسيحيون من مختلف الطوائف الآرثوذكس والكاثوليك والأرمن والسريان واللوثريون والإنجليون والأقباط والروم الكاثوليك والبروتستانت وغيرهم هم جميعا جزء من الفسيفساء الغنية لفلسطين الحرة وذات السيادة والديمقراطية والتعددية التي نطمح لأن نجسدها كما عبرنا عنها في إعلان الاستقلال ومسودة الدستور.

وفي الوقت الذي نبدأ فيه التحضيرات لزيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس الأول العام المقبل، فإننا نتوجه بالدعوة للحجاج من كافة أرجاء العالم لزيارة فلسطين وأماكننا المقدسة. ونحن نتطلع لأن تشكل زيارة قداسة البابا فرنسيس الأول فرصة جيدة للمسيحيين من كل أنحاء العالم ليتقربوا من أشقائهم في فلسطين وأن ينشر قداسته رسالة العدل والسلام للفلسطينيين ولشعوب العالم أجمع.

نحتفل هذا العام بعيد الميلاد المجيد وقد أدرجت كنيسة المهد ضمن قائمة التراث العالمي الخاصة بمنظمة اليونيسكو ويتم ترميمها تحت رعايتي ويتم تنسيق العمل من قبل اللجنة الرئاسية التي تنسق وتعمل بشكل وثيق مع رؤساء الكنائس بهذا الخصوص. أتوجه بالدعوة لأصدقائنا حول العالم للمساهمة في ترميم وصيانة هذا الموقع المقدس.

نحن الآن في خضم عملية التفاوض مع اسرائيل ونحن ملتزمون بالمساهمة في إحلال السلام العادل في المنطقة بما يتضمنه ذلك من إنهاء لاحتلال الأرض المقدسة من خلال إنشاء دولة فلسطين المستقلة وكاملة السيادة على حدود العام 1976 وعاصمتها القدس الشرقية.

بالنيابة عن الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل العدل الذي سيفضي إلى السلام، نستذكر ميلاد السيد المسيح في المغارة المتواضعة في مدينة بيت لحم، رسالته لنا وللملايين حول العالم لها نفس الأهمية والوقع اليوم كما كانت دائما 'طوبى للجياع والعطاش إلى البر، فإنهم يشبعون'، هذه رسالة أمل لشعبنا في سعيه ونضاله اليومي من طفل المغارة الذي ولد هنا على هذه الأرض قبل أكثر من الفي عام.

محمود عباس

رئيس دولة فلسطين

رئيس منظمة التحرير الفلسطينية