غزة / سما / اعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، د. يحيى موسى، محاكمة الرئيس المصري محمد مرسي بتهمة التخابر مع حركته، "وصمة عار" في التاريخ، و"صفحة سوداء" في سيرة من يقف وراء محاكمته.
وأكد د. موسى في تصريح لصحيفة"فلسطين" المحلية الاثنين، أن اعتبار النظام المصري الجديد "حماس" جهة معادية، "لا قيمة له"، وقال: "هذه اتهامات سخيفة ومضحكة، وتجعل القضاء الذي يحاكم مرسي على ذلك مَضحَكة للعالم كله، وتعطي نموذجاً سلبياً لسير القضاء في مثل هذه البلدان".
وأضاف: "حماس لم تكن تتخيل في يوم من الأيام، أن يتخذ مثل هذا الموقف ضدها، لذلك المشكلة حاليًا تتعلق بالقيم والتاريخ والحضارة"، مؤكدًا قناعته أن "الشعب المصري سيصحح أوضاعه بطريقته الخاصة، وكل هذه الاتهامات لا يمكن أن تغير العلاقة التاريخية والجغرافية بين غزة ومصر".
ورغم إشارة د. موسى إلى أن النظام الجديد يعاقب مرسي على دعمه لحركة حماس والمقاومة الفلسطينية، إلا أنه قال: "نحن (حركة حماس) لم نكن حينها راضين على مستوى العلاقة مع مصر، لأن الذي كان يحكم هو أجهزة الاستخبارات والمخابرات والدولة العميقة".
وأضاف: "رغم أن مرسي الذي كان يحكم، إلا أننا لم نستطع حل مشكلة الكهرباء في غزة من خلال ربطه بمنظومة الربط الثماني، كذلك كان هناك تحسينات بسيطة على سير العمل في معبر رفح دون الوصول إلى مستوى إنهاء معاناة الغزيين، لأن الفيتو كان موضوعا من قبل الأجهزة الأمنية التي كانت تسيطر على زمام الأمور".
وتابع: "الرجل (مرسي) كان يواجه معارضة شديدة جداً، ولم يكن يمارس الحكم عملياً، وقد اتضح ذلك بعد قيام الانقلاب عليه".
وحول محاكمة أعضاء من "حماس" بتهمة الهروب من السجن خلال ثورة 25 يناير للإطاحة بحكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، قال القيادي في "حماس": "نظام مبارك لم يوجه لائحة اتهام بحق أعضاء حماس الذين كانوا معتقلين في سجونه، لذلك حق لهؤلاء الناس أن يتم إطلاق سراحهم، وكانت هناك وعود متواصلة بإطلاق سراحهم".
وأضاف د. موسى: "عار على أي نظام عربي أن يقوم بوضع أي فرد من حماس في السجن بسبب انتمائه، لأن حماس ليس لديها أي مشكلة مع أي بلد عربي، وإنما مشكلتها وتناقضها الرئيس هو العدو الصهيوني، ولذلك هي لا تتدخل بالشئون العربية".
وشدد على أن حركة حماس تدافع عن نفسها من هذه الاتهامات بكل ما تملكه من وسائل دبلوماسية وباتصالاتها مع السياسيين أو المتحدثين أو المثقفين، وهي تحاول استخدام كافة الوسائل القانونية والسياسية من أجل الدفاع عن نفسها من هذه الاتهامات التحريضية ضدها، "ولكن بالنهاية الحالة القائمة تعد حالة غير طبيعية، وهي حالة استثنائية، ولا تنطبق على قواعد المنطق، لأن ما يحدث في المنطقة ملهاة".
وكان المستشار حسين سمير قاضي التحقيق المنتدب من وزير العدل المصري، أمر بإحالة كل من الرئيس مرسي ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. يوسف القرضاوي و132 من قيادات الإخوان المسلمين وأعضاء من "حماس" وحزب الله إلى محكمة الجنايات، وذلك على ذمة ما يسمى بـ"قضية الهروب من سجن وادي النطرون واقتحام السجون"، خلال ثورة 25 يناير.
التآمر على الثورات
ولفت د. موسى النظر إلى أن المرحلة الراهنة تمر بحالة من "السخرية"، وقال: "عندما يتم إخراج كل رموز النظام القديم من السجون، ووضع أطهر أهل مصر فيها، فهذه بالتأكيد حالة استثنائية في التاريخ وستمضي وستنتهي".
وأضاف: "هذه المحاكمة تدلل على مستوى التراجع الذي أصاب الثورات العربية بعد التآمر عليها من خلال أنظمة عربية ساقطة في شباك الصهيونية العالمية، حتى أصبح أمنها من أمن أعداء الأمة".
وتابع: "هذه المحاكمة تعد فضيحة القرن الواحد والعشرين، فالذي يحاكم الرئيس مرسي على تواصله لدعم المقاومة، يعد وصمة عار في تاريخ المصريين، ويحكم مرحلة تشكل صفحة سوداء في سيرته، وهذا يبين بشكل واضح حالة التراجع والتآمر التي حدثت للثورات العربية، بأن يتم إسقاط هذه الأنظمة في شباك الصهيونية العالمية وأعداء الأمة حتى أصبح الأمن يتوحد مع أعداء الأمة".
وأوضح د. موسى أن التآمر على الثورات أنجب أنظمة اعتبرت الأعداء حلفاء، والأشقاء الذين لهم واجب النصرة والإغاثة والدعم، أعداءً، وتابع: "رحم الله جمال عبد الناصر الذي كان يتحدث باسم العروبة والقومية العربية، وكان يتبنى حركات التحرر الفلسطينية جميعها بكافة توجهاتها، وكان يتبنى حركات التحرر في الجزائر واليمن".
وبيّن أن التبدلات التي جرت في المنطقة حولت الثورات التي كانت تشكل خطراً على الكيان الإسرائيلي، إلى منحة لصالحها، بفضل التآمرات التي حصلت في بلاد الربيع العربي.


