تقرير : غدير صابر الغول
في غزة اروي ماشئت من حكايات البؤس والحرمان، اروي اهات طفل استسلم للأمطار...وآخر بين الفقر مات
محتاراً والألم وشاحاً واسموه "الكفاح"... العديد من أطفال غزة يسعون لكسب لقمة العيش وتوفير المال فتبدأ
رحلتهم بالتسول من أجل توفير قوت يومهم.
تزايدت في قطاع غزة في الأونة الأخيرة ظاهرة عمالة الاطفال لا يتجاوز أعمارهم الأربعة عشر عاماً
لأسباب إجتماعية وإقتصادية، وتشير الدلائل والوقائع على الأرض إلى تزايد حالات تشغيل الأطفال وتسخيرهم
في أعمال غير مؤهلة جسديا ونفسيا للقيام بها بهدف مصدر رزق لعائلاتهم التي باتت تعتمد عليهم لتغطية
نفقاتها اليومية، الأمر الذي يترك آثاراً سلبية تنعكس على المجتمع بشكل عام وعلى الأطفال بشكل خاص.
"معاناة لا تنتهي"
مع ساعات كل صباح يخرج الطفل محمد جادالله للعمل ... بدا مقهورا يكابد الوقفة في برد الشتاء القارص ...
ويصد اعتداء كل من وقف ينافسه في البيع... والذي استهوى الخروج من المدرسة مبكرا ليساند والديه في
توفير قوت عائلته الكبيرة مع اصرارعلى مهمته الصعبة... بشكل جذاب اصط مايسمى بكس البطاطا
والباذنجان.
يقول:"أخرج من المنزل الساعة السابعة صباحا واعود بعد السابعة مساء عسى أن أرزق شيئا "...
وأضاف:"أنه لايود العودة لمقاعد الدراسة وأنه لايلوم أحد بل يلوم الوضع الأقتصادي وأن المدرسة ع الفاضي".
"معاناة أب قتله غدر الإحتلال"
"أبو نائل" ذلك العجوز الذي استوقفتني فيه نظرة الحزن والدمعة التي وجدت باباً لتخرج مرات ومرات...
عن عمر يناهز 47 عاماً يجلس بجانب بسطة صغيرة وبسيطة يناجي الله أن يغير الوضع إلى أحسن حال...
قال:" ملكت مصنعاً في الأنتفاضة الاولى، ولكن حرق وسجنت لدى الإحتلال الإسرائيلي سنوات طوال، اضطر
أبني الأكبر لمغادرة المدرسة جبراً لإعانة الأسرة ".
أضاف "أبو نائل": في هذا الزمن أنا وبس " ، فأنا أجلس هنا طوال اليوم لأحصل على عشرة شيكل فقط أوفرها
لأبني ولا أسمح له بمساعدتي حتى يدرس ويصبح شيئاً مهماً بالمستقبل لعل حاله يكون أفضل مني ...".
أشار : " أنه لو مانحبست كان أنا سلطان زماني ما أحتجت أبيع على بسطة ".
"قصة شمس"
ابراهيم الأعرج 15 عاماً من حي الشجاعية، يعمل "بأسم شمس" إسم الشهرة يبدأ رحلته للتسول من السابعة
صباحاً و يغادر منطقة الجندي المجهول العاشرة مساءً .
ترأسه " الحجة موزة " التي تعمل بأسم مستعار فتبين أنها أم محمد من منطقة الزيتون لديها 6 أولاد و 4 بنات
و التي بدأ حديثها مشوشاً لينم عن شئ تخفيه و هو تشغيل الجندي المجهول بالأطفال لصالحها.
إبراهيم تساعده أم محمد بإعطائه كتيبات القرآن الكريم ليترزق منها.
قال الأعرج و هو يتجول ذهاباً و اياباً و البسمة لا تفارقه : "الشهادات ع الفاضي و أن كتيبات القرآن بتكسب"
من جهته،علل محمد أبو السبح طبيب استشاري الأمراض العقلية والنفسية ، تفشي ظاهرة لتشغيل الأطفال
في قطاع غزة لعدة أسباب في مقدمتها الظروف الأقتصادية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الحصار
المشدد المفروض على القطاع، والذي دفع الكثير من الأسر الفقيرة لأن تلجأ لتشغيل أطفالها من أجل تأمين
لقمة العيش للأسرة.
وأضاف أبو السبح :" ان التفكيك الأسري نتيجة الطلاق أو وفاة أحد الأبوين يؤدي إلى ترك الطفل دون رعاية
أسرية، ويصبح الطفل لقمة سائغة للإنحراف وهو ما يضطرهم إلى البحث عن عمل من أجل كسب قوتهم
اليومي"
بين الاستشاري للأمراض العقلية والنفسية: أن الظروف النفسية للوالدين تجعلهم يجبرون أطفالهم على العمل
بشتى الوسائل "كالبيع والتسول والأعمال الشاقة بهدف ارضاء الوالدين".
جدول إحصاءات وصفية لدى هروب الأطفال من المدارس:-
هل كنت تهرب من المدرسة
___
نسبة الهروب
نعم
40
51.9%
لا
37
48.1%
المجموع
77
100%
ومن الجدير بالذكر: ان عمالة الأطفال تحدث أثاراً على المجتمع والتنمية كونها تضعف إمكانيات وقدرات جيل
المستقبل, ومن أهم الأثار السلبية لعمالة الأطفال تعطيل التطور البدني للطفل حيث يتعرض إالى الملوثات التي
تعيق نموه بشكل طبيعي ، وخطورته على نفسية ومستقبل الأطفال على أمل الحد من تلك الظاهرة لتبقى سجلاً
مفتوحاً مفتوحاً يطرح أمام كل مسؤول حتى تتلاشى ...
" أطفالنا أمانة "


