توقف عمل محطة الكهرباء..منعطفُ خطير ينذر بكارثة حقيقية

خبر : مرضى الكلى .. والتيار الكهربائي

الإثنين 16 ديسمبر 2013 10:17 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مرضى الكلى .. والتيار الكهربائي



تقرير: وفاء الكرد 

 تقوم الكليتان بدورٍ هام في جسم الإنسان وتعتبر من أهم الأعضاء فيه، الكلية رغم صغر حجمها تقوم بتنقية دم الإنسان بصفة مستمرة ما دام على قيد الحياة ؛ لذلك يحتاج مرضى الفشل الكلوي إلى عناية خاصة حيث أن مشكلاتهم يتم معالجتها بالغسيل اليومي للكلى ويستخدم في ذلك أجهزة ومعدات طبية متقدمة.

لكن الحصار التي تفرضه قوات الإحتلال على قطاع غزة يخلف نتائج كارثية على الأوضاع الصحية للفلسطينيين مما تزال المؤسسات الصحية تعاني من نقصٍ شديد في الأدوية والعلاجات والمستلزمات الطبية الضرورية .

د.محمد شتات رئيس قسم غسيل الكلى بمستشفى الشفاء وبدوره أوضح أن انقطاع التيار الكهربائي وندرة وصول السولار الصناعي لتشغيل مولدات التيار الكهربائي بشكلٍ متكرر ولفترات طويلة ينعكس بآثار سلبية على صحة المرضى، بالإضافة إلى أن التعب النفسي والإرهاق الجسدي الذين يتعرضون له يهدد حياتهم بالخطر في أي لحظة.

وأردف شتات أن الإحتلال يواصل منع ادخال الخدمات الصحية والأجهزة والمعدات التي تلقي ظلالاً سلبية على القطاع الصحي مما يأثر على ازدياد حالات الوفاة ‘وأن تكرار عملية إغلاق المعبر يهدد بكارثة في عدم وصول المرضى لجمهورية مصر العربية لزيارة مراكز أكثر تطوراً في عملية زراعة الكلى والعلاج.

وطالب المجتمع الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية والتحرك فوراً لضمان تمتع سكان القطاع بحقوقه الصحية ،ووقف العقوبات الجماعية التي تفرضها قوات الإحتلال على القطاع، وإلزامها بالقيام بمسؤولياتها بتأمين الشروط الصحية وضرورة تجنيد القطاعات الخدماتية عن التجاذبات والصراعات السياسية.

وبين شتات في إحصائية مستمرة لعام 2013أن ما يقارب 260 مريض يتم عمل غسيل كلى لهم  في ظل الإمكانيات المتاحة والأزمة المستمرة تستغرق عملية الغسيل الكلوي لكل شخص ثلاث مرات بالأسبوع كل جلسة تستمر أربع ساعات وأسبابها مرض السكري والضغط والحصوات والإلتهابات.

منوهاً إلى حاجة الوزارة لبناء أقسام جديدة لتوسعة رقعة الخدمات الطبية في العديد من المشافي للتغلب على مشكلة ضيق الأمكنة مما يخدم المرضى وبزيادة عدد من الأجهزة وتوفير بعض أصناف العلاج للمرضى للتخفيف من معاناتهم.

مها أبو العيش المريضة بالفشل الكلوي والتي تبلغ من العمر 17 عاماً تتحدى مرضها بمواصلة مسيرتها التعليمية ممتشقة بين يديها كتابها لتترك لها بصمة في الحياة  وبهذه العبارات بدأت حديثها المفعم بأمل وإصرار  "حاولت أن لا أجعل من مرضى ضعفاً بل استمدتُ منه قوة "

وطالبت أبو العيش الجهات المعنية بضرورة السماح لها للسفر للخارج لزراعة الكلى لها وتقديم العلاج بأسرع وقت ممكن لأن حالتها ما زالت كل يوم تتدهور أكثر فأكثر .

أما حال الطفل سهيل الحمران 14 عاماً لا يختلف كثيراً عن سابقتها ومثالٌ واقعي للمعاناة التي يواجهونها أصحاب أمراض الفشل الكلوي الذي عجز عن إكمال ومتابعة مسيرته التعليمية ليقول "هل مرضي سيبقي بحياتي إلى المجهول "؟؟؟

جسده الهزيل متوسد على فراش المرارة يأخذ الدم اللازم لبقائه على قيد الحياة فكلِ جزءٍ منه مكلل بالوجع ، ووجهه المصفر الشاحب يعكس مدى حاجته لزراعة كلى للتخفيف من ألمه.

مبيناً الحمران أن 30 ألف دولار تقدر تكلفة زراعة الكلى نتيجة عدم وجود بعض الأدوية الخاصة بمرض زراعة الكلى وأن تكلفة علاجه تشكل عبئاً ثقيلاً على كاهل أسرته.

وسط حصارِ خانق يعوق وصولهم للعلاج في الخارج مرضى الكلى يبحثون عن أنفاسٍ  تتدحرج بين الموت والحياة على ذمة التيار الكهربائي ، فملامح الترقب ما زالت على الوجوه لكن لا أحد يجيب سوى ملامح الصدى .