غزة / سما / قالت وزارة الصحة في حكومة غزة إن 96 إصابة بجراح مختلفة وصلت مستشفيات القطاع خلال أربعة أيام منذ بدء المنخفض الجوي.
ونفت الوزارة وصول أي حالة وفاة إلى مستشفيات القطاع جراء المنخفض، مؤكدة أن 4 إصابات خطيرة من بين الإصابات وصلت المستشفيات.
وكانت 30 إصابة وصلت المستشفيات من مناطق مختلفة في القطاع خلال اليوم الأول للمنخفض تنوعت بين طفيفة ومتوسطة وخطيرة.
وفي ذات السياق تختصر مشاهد القوارب وهي تجوب العديد من شوارع غزة، بعضا من صورة ما آلت اليه الاوضاع في القطاع حيث غرقت مئات المنازل، ولم تكن هناك فرصة لاخلاء ساكنيها ونقلهم الى بعض المدارس والمساجد التي تحولت الى مراكز ايواء مؤقتة.
ويعيش قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي فصول كارثة انسانية طالت مختلف مناحي الحياة، جراء الأضرار الواسعة التي لحقت بالبنى التحتية في مناطق واسعة من القطاع وتسببت بإغراق مئات المنازل وتشريد الآلاف من سكانها.
ومما فاقم من الأزمة الكبيرة التي يعيشها القطاع مؤخرا، انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق القطاع لساعات تصل إلى نحو 30 ساعة متواصلة، مقابل ساعة أو ساعتين فقط يصل فيها التيار الكهربائي لمنازل المواطنين، ما يزيد من تداعيات الكارثة لتطال كل من لم تغرق السيول بيته.
وبجوار كل هذا فان الامور بلغت ذروتها مع إقدام الاحتلال على فتح عبارات الصرف الصحي، الواقعة داخل المناطق التي يسيطر عليها شرق حدود القطاع، باتجاه منازل الغزيين شرقي خانيونس ودير البلح والشجاعية، لتختلط السيول بمياه الصرف الصحي وتغرق مزيدا من منازل المواطنين.
وسجلت الكارثة الأكبر في منطقة النفق شمال مدينة غزة، حيث ارتفع منسوب مياه بركة الشيخ رضوان، وغمرت منازل المواطنين لارتفاع وصل مترين تقريباً، ما إضطر طواقم الدفاع المدني ووحدات مواجهة الكوارث التي شكلتها حكومة حماس في قطاع غزة، لاستخدام القوارب في إنقاذ المواطنين، وإخراجهم من منازلهم، وفتح بعض المدارس والمساجد، ومراكز الشرطة لإيوائهم.
وتقول الحاجة أم هاني ياسين (62 عاما)، وهي مقعدة تسكن في منزل مكون من 4 طوابق في منطقة النفق، بأنها كانت تقيم في الطابق الأرضي من منزلها الذي تعرض للغرق عند حوالي الساعة الثانية من فجر امس الجمعة، وأن نجلها الأكبر نجح في إخراجها فور بدء غرق المنطقة بالمياه، ونقلها إلى الطابق الثالث من البناية، قبل أن تغرق البناية حتى منتصفها تقريبا، الامر الذي تبعه وصول طواقم من الدفاع المدني نقلت سكان البناية بقارب صيد إلى خارج المنطقة وارسلتهم الى مدرسة يافا (عبد الرحمن بن عوف) القريبة التي باتت تؤوي عشرات المواطنين الذين غرقت بيوتهم في ظروف مماثلة.
وأوضحت أم هاني أن منزلها في الطابق الأراضي، والطابق الأول في البناية قد تعرضا للغرق بالكامل، وان كل ما فيه من ملابس وأغطية وأمتعة واثاث اصبح تحت بحيرة من المياه، مشيرةً إلى أن بعض أفراد عائلتها شُردوا إلى المدارس التي فتحت للإيواء بينما نجح آخرون في ايجاد ملاذ لهم عند بعض اقاربهم.
وقال الناطق باسم جهاز الدفاع المدني، التابع لحكومة غزة، محمد الميدني بأن الاوضاع في منطقة النفق ما تزال كما هي، وأن طواقم الجهاز تعمل دون توقف منذ الساعة الواحدة من فجر يوم الجمعة، وحتى هذه اللحظة لإخلاء السكان من منازلهم، حيث لا زالت المياه تغمر منازل جديدة بسبب استمرار الأمطار وعدم قدرة البركة على تصريف المياه.
وأوضح الميدنة أن منطقة النفق، هي الأكثر تضرراً، إلى جانب منطقة "بركة أبو راشد" شمال قطاع غزة، والتي تشهد هي الأخرى كارثة كبيرة في هذه الأثناء، مشيراً إلى أن طواقم كبيرة من الدفاع المدني، ومن وحدات الكوارث، تقوم بإخلاء المواطنين من هاتين المنطقتين.
وقال: كافة الوحدات العاملة في غزة تمكنت من إنقاذ عشرات السكان في منطقة "العلمي" القريبة من مخيم جباليا، بعد غرقها الليلة الماضية بشكل شبه كامل. موضحاً أن "الأوضاع استقرت بشكل كبير في المناطق الشرقية من خانيونس، فيما يقوم الاحتلال بفتح عبارات الصرف الصحي جزئيا من وقت لآخر إلى الشرق من دير البلح".
وقال المواطن إبراهيم السميري، وهو من سكان وادي السلقا شرق دير البلح، بأنه لجأ وأفراد عائلته المكونة من 13 شخصا إلى مدرسة شهداء دير البلح، وأن أطفاله اضطروا للنوم في البرد الشديد (بغطاء واحد فقط)، مناشدا كافة الجهات العربية والدولية بالتحرك لمساعدة الفلسطينيين.
وأوضح السميري أنه منذ مساء يوم الخميس وهو متواجد في تلك المدرسة، بعد ان تعرض منزله للغرق صبيحة ذلك اليوم (الخميس) إثر إقدام الاحتلال على فتح عبارات الصرف الصحي ما ادى لغمر منزله بالمياه بصورة تامة.
وأشار إلى أنه بدأ عملية إخلاء عائلته بمساعدة أفراد من الدفاع المدني، الذين وفروا قوارب صغيرة لإخلاء سكان تلك المنطقة من منازلهم التي اغرقتها المياه.
وتقول الإحصائيات الرسمية الصادرة عن جهات مختلفة في حكومة حماس بغزة، بأن 96 مواطنا اصيبوا، من بينهم 4 بحال الخطر، وذلك نتيجة تداعيات المنخفض الاحوال الجوية العاصفة المتواصلة، فيما شرد 2234 مواطنا من منازلهم في انحاء القطاع بعد ان غرقت منازلهم بمياه السيول والامطار، وأنه تم فتح 17 مركز إيواء، من بينها 12 مدرسة و 3 مراكز شرطة ومسجدين.
وفقا للإحصائيات الرسمية الصادرة عن حكومة حماس في غزة، فقد بلغ عدد الأسر في مراكز الإيواء المختلفة التي افتتحت في انحاء القطاع حتى صباح اليوم السبت، 433 أسرة تضم ما مجموعه 2234 شخصاً.
ويتوزع هذا العدد من المواطنين الذين شردتهم السيول والامطار وتم ايواؤهم في مراكز عدة على 121 أسرة مكونة من 605 فرد في محافظة غزة، و 240 اسرة مكونة من 1203 فرد في محافظة شمال القطاع، و 33 اسرة مكونة من 194 فردا في محافظة الوسطى، و 37 اسرة مكونة من 232 فردا في خانيونس.
"القدس"
