بيت لحم / سما / كشفت تحقيقات قامت بها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أن المواطن حسن مبارك ابومحاميد الذي قتل أمس برصاص الشرطة كان اعزلا.
وقال مدير برنامج الضفة في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان المحامي موسى ابودهيم إن شهود عيان أكدوا للهيئة أن المواطن أبو محاميد كان أعزلا ولم يقاوم عناصر الشرطة ولم يشكل أي خطر عليهم.
وأكد ابو دهيم "هناك عدة روايات متضاربة، لكن حسب ما أكد شهود عيان للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان أنه لم تكن هناك اي مقاومة من طرف المقتول وان الشرطة أطلقت النار عليه مباشرة بعد أن حاول الهروب من مكان الحادث".
وأوضح أبو دهيم أنه كان بإمكان عناصر الشرطة تلافي اطلاق النار وتجنب قتل المواطن، لا سيما وأن الشخص مطلوب للعدالة منذ 8 سنوات.
واعتبر أن "الهيئة تنظر بشكل خطير إلى هذه القضية، خاصة أنه لم يتم التدرج في استخدام القوة، إذ يلزم القانون عناصر الشرطة اتباع التدرج في استخدام القوة بحيث يكون اطلاق النار على الاطارات أو على الارجل، لكن للأسف هذا لم يحدث مع المواطن حسن ".
وتابع "نعبر عن اسفنا لما حدث أمس في محافظة بيت لحم، وحسب تصريحات الشرطة فإن هذا الشخص كان مطلوبا للعدالة، وتم نصب كمين له واطلاق النار عليه، وبعد ذلك اعلن عن وفاته في مستشفى بيت جالا الحكومي".
واضاف أن الشرطة والنيابة العامة في بيت لحم لم تتحدثا عن السلاح الذي اطلق منه الرصاص باتجاه الشرطة، مطالبا الجهات المسؤولة توضيح هذا الأمر في اسرع وقت ممكن.
وطالب الشرطة بضرورة اثبات أن حياة عناصرها كانت في خطر وان المواطن كان بحوزته سلاح ناري واطلق النار باتجاه العناصر، مؤكدا أن جميع المعطيات التي حصلت عليها الهيئة المستقلة حسب شهود العيان تشير إلى أن "حياة الشرطة لم تكن في خطر ولم يتم التحفظ على أي سلاح".
وأكد ابو دهيم ان الهيئة تابعت القضية مع النيابة العامة كما حضرت الهيئة المستقلة عملية تشريح جثت المواطن حسن، التي تمت في مستشفى بيت جالا، موضحا أنه لم يصدر تقرير نهائي بخصوص تشريح الجثة، لكن التقرير الأولي يشير إلى اصابته بأربع رصاصات في الرقبة والعمود الفقري وأسفل الظهر.
كما طالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة ومتخصصة من خبراء وقانونيين وبعض القضاة، وعدم الاكتفاء بان تكون لجنة التحقيق من طرف واحد.
من جهته قال المواطن منصف فيصل مبارك (22 عاما) الذي حضر الحادثة، إنه في تمام الساعة (1:30 ظهر أمس الاثنين) وصل المواطن حسن مبارك إلى أمام مدرسة بنات فرحات الثانوية في منطقة العساكرة، وفور وصول سيارته بالقرب من بوابة المدرسة خرج عليه (4) اشخاص بلباس مدني وأمسك أحدهم بمقود السيارة من طرف المواطن حسن، عندها حاول حسن الرجوع بالسيارة وهو يردد عبارة (اطلقني وابعد عني)، في تلك الاثناء اطلق رجل الأمن الذي يمسك بالمقود النار داخل السيارة باتجاه حسن ما دفعه بالتراجع بالسيارة إلى الخلف ما يقارب (2 متر) لكن عناصر الشرطة الذين يقارب عددهم (4) بدأوا باطلاق النار بشكل مباشر وكثيف باتجاه السيارة من الأمام ومن الخلف".
وتابع شاهد العيان" حسن فقد السيطرة على مركبته وخرج عن الطريق العام باتجاه ارض زراعية إلى أن ارتطمت المركبة في شجرة وتوقفت، بعدها حضر رجال الأمن بزي "الشرطة الخاصة" وقاموا باخراجه من السيارة وسحبه باتجاه مركبة الشرطة وهم يضربونه، وادخلوه بقوة إلى سيارة الشرطة وانطلقوا مسرعين من المكان".
في المقابل، قال مسؤول العلاقات العامة والإعلام في شرطة بيت لحم لؤي زريقات ، إنه تم تشكيل لجنة تحقيق بقرار من أعلى المستويات في وزارة الداخلية للبحث والتحقيق في قضية مقتل المواطن حسن مبارك.
وأكد أن لجنة التحقيق ستصدر نتائجها وتوصياتها خلال الايام القليلة القادمة وبناء على ذلك سيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة.
