غزة / سما / اختتم مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان المحامي راجي الصوراني يوم أمس الموافق 9 ديسمبر 2013، زيارة للسويد استغرقت ثمانية أيام.
وكان الصوراني قد توجه للسويد لتسلم جائزة رايت ليفيلهوود المعروفة بجائزة نوبل الدولية في مراسم احتفالية رسمية أقيمت في مقر البرلمان السويدي في ستوكهولم في 2 ديسمبر 2013.
شارك الصوراني قبل بدء مراسم تسلم جائزة رايت ليفيلهوود، في غذاء عمل ضم الحاصلين على جائزة رايت ليفيلهوود للعام 2013، رئيس البرلمان السويدي، ورؤساء اللجان والأحزاب المختلفة. وأثناء مراسم تسلم الجائزة وخلال احتفال حضره نخبة المجتمع السويدي السياسية والمجتمعية ورجال دولة وحقوقيين وقادة أحزاب، تحدث رئيس ومؤسس الجائزة حول فلسفتها معرفاً بالفائزين الأربعة الذين تم اختيارهم من بين عشرات المرشحين مؤكداً أن نوبل البديلة هي جائزة لحصاد العمر عرفاناً بما قام به هؤلاء خلال سنوات حياتهم من جهود مضنية في خدمة قضايا بلدانهم وشعوبهم.
وفي كلمته، تحدث الصوراني مؤكداً على أن الجائزة ليست لشخصه ولا للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بل هي للقضية الفلسطينية التي تمر اليوم في أسوأ مراحلها. هي للمعتقلين، للمبعدين، للمشردين الذين هدمت منازلهم، للضحايا الذين قتلتهم أو اغتالتهم قوات الاحتلال، لأهالي غزة الذين يعانون حصاراً مجحفاً وغير قانوني، ولأهالي الضفة التي يتوسع بها الاستيطان رأسياً وأفقياً مبتلعاً أراضيهم. وأضاف موضحاً أنه من العار أن يصمت المجتمع الدولي على الظلم الفادح الذي يواجهه المدنيون الفلسطينيون المحميون بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومن العار أن يكون هم الفلسطينيين في الذكرى العشرين لاتفاقيات أوسلو سيئة الصيت، الحق في الحياة وحرية الحركة والتنقل والحق في مستوى معيشي ملائم ومشاكل الصرف الصحي، فلا أحد يتحدث اليوم عن الحق في تقرير المصير والاستقلال، وكأن الاحتلال والتعايش معه ومع تبعاته من حصار ودمار وموت هم قدر الفلسطينيين والأجيال القامة من أبنائهم. كما شدد على أن الفلسطينيين لن يغفروا ولن ينسوا ما يمارسه الاحتلال بحقهم من جرائم وانتهاكات، وأنهم سيواصلون نضالهم القانوني من خلال بنود القانون الدولي والإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، التي تعطي الصراع بعداً رابعاً وتظهر تفوقهم الأخلاقي على دولة الاحتلال.
وخلال الزيارة، وعلى هامش مراسم تسلم الجائزة، شارك الصوراني في جملة من الفعاليات والتقى مع العديد من الشخصيات الرسمية السويدية، حيث اجتمع في 3 ديسمبر 2013، في مدينة أوبسالا السويدية مع بطريرك الكنيسة الإنجيلية وهو أهم الشخصيات الدينية في السويد. تناول اللقاء التطورات على صعيد أوضاع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة حيث أبدى البطريرك تعاطفه الكبير مع المدنيين الفلسطينيين وقضيتهم.
وفي اليوم ذاته، اجتمع الصوراني في مقر جامعة أوبسالا وهي واحدة من أعرق الجامعات السويدية، مع جمع ضم عدداً من أساتذة وطلبة كليتي الحقوق والعلوم السياسية. وفي 4 ديسمبر 2013، عقد الصوراني لقاءً مع مديرة مؤسسة التنمية، ومسؤول دائرة الشرق الأوسط. تلا ذلك لقاء مع مديرة مؤسسة كفينا تل كفينا وهي واحدة من أهم المؤسسات النسوية في السويد وتربطها علاقات شراكة وتعاون مع المركز منذ سنوات طويلة. هذا وقد ألقى الصوراني أمام جمع ضم العاملات في المؤسسة، محاضرة حول الأوضاع في فلسطين.
كما عقد الصوراني لقاء مع السكرتير العام لمعهد أولف بالمه ومع قيادة المؤسسة. وفي مقر مسرح سكالا، التقى الصوراني مع ممثلين عن لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني السويدية، وعدد من الناشطين والناشطات من مناصري ومناصرات القضية الفلسطينية. واجتمع الصوراني أيضاً مع عدد من الديبلوماسيين العاملين في وزارة الخارجية السويدية المختصين بشؤون الشرق الأوسط وبالشأن الفلسطيني. تلا ذلك لقاء جمعه ونائبة وزير الخارجية.
إلى ذلك، التقى الصوراني مع اللجنة التنفيذية للحزب الاشتراكي الديمقراطي السويدي. تناول اللقاء التدهور الكارثي على صعيد أوضاع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وفي آخر أيام الزيارة، شارك الصوراني في ندوة عقدتها مؤسسة رايت ليفيلهوود بالتعاون مع مؤسسة كفينا تل كفينا ومعهد أولف بالمه والحزب الاشتراكي الديمقراطي. شارك في الندوة الحقوقية البارزة أجنيتا جوهانسن إضافة لأحد أعضاء اللجنة التنفيذية من الحزب الاشتراكي الديمقراطي. استعرض الصوراني خلال الندوة أوضاع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة حيث أشار إلى الحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، موضحاً انه شكل من أشكال العقاب الجماعي وأنه جريمة وعار على ضمير المجتمع الدولي. كما تطرق للسياسات الإسرائيلية المنتهجة في القدس كالاستيطان والتهويد والتطهير العرقي لسكان المدينة الفلسطينيين. وتطرق أيضاً للممارسات المنفذة من قبل قوات الاحتلال في الضفة الغربية من توسع استيطاني واعتقالات عشوائية ومداهمات.
هذا وقد عقد الصوراني اجتماعاً مع عضو المجلس الأوروبي وأحد الشخصيات السياسية السويدية البارزة توماس همبرغ. تناول اللقاء أوضاع حقوق الإنسان في قطاع غزة والضفة الغربية وتطوراتها الراهنة. وقد وجه الصوراني لهمبرغ دعوة لزيارة الأرض الفلسطينية المحتلة.
يذكر أن زيارة الصوراني للسويد قد حظيت بتغطية واسعة في العديد من وسائل الإعلام السويدية التي التقته وأفردت مساحة لتغطية تطورات أوضاع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة.


