غزة / سما / حول غضب بعض الشبان المتهورين حياة عائلة عاطف خليفة من سكان حي تل السلطان، غرب محافظة رفح، إلى كابوس، بعد أن قتل أحدهم رب العائلة الذي لم يكن طرفا في النزاع.
قاد الحظ العاثر خليفة (40 عاما) إلى مكان شجار اندلع بين عدد من الشبان من سكان الحي، ودفعته شهامته التي عهدها عنه سكان المنطقة إلى التدخل لفض الشجار، محاولا التفريق بين طرفيه وتهدئتهما، وشاهد خليفة فجأة شابا يندفع نحو خصومه بسرعة حاملا قضيبا كبيرا من الحديد "ماسورة" فوقف في منتصف الشارع ليمنع حدوث كارثة، ومد ذراعيه محاولا منع تقدم الشاب المتهور الذي وجه ضربة قوية لخليفة في منتصف صدره.
ورغم قوة الضربة، واصل خليفة محاولة فض الشجار وأصر على إبعاد الخصوم عن بعضهم البعض، دون أن يدرك ما أصاب جسده بفعل الضربة التي طالته، ثم عاد إلى منزله متكئا إلى أحد أبنائه دون الإفصاح عن آلام صدره، وما هي إلا لحظات حتى زاد الألم وأشعر من حوله بأوجاعه، فنقلوه بسرعة إلى المستشفى ليفارق الحياة في الطريق.
ووفق التقارير الطبية، أدت الضربة إلى حدوث كسور عدة في عظام القفص الصدري، نتج عنها نزيف حاد تسبب في حدوث الوفاة، علما أن المغدور كان يعاني أصلا من مرض في القلب.
وتسود الحي الذي وقعت فيه الجريمة أجواء متوترة، وينتشر عشرات من أفراد الشرطة في محيط منزل المجني عليه، بينما يحيط آخرون بمنزل الجاني وعدد من أصدقائه المشاركين في الشجار، تحسبا لحدوث عمليات انتقامية أو تجدد الشجار، بعد أن اعتقلت الشرطة خمسة من المشاركين في الشجار بينهم القاتل، يجري التحقيق معهم.
وطالب أحمد أحد أقارب المجني عليه بتطبيق أقصى العقوبات على الجاني، لاستهتاره بأرواح المواطنين وتعمده توجيه ضربة قاتله لقريبه رغم علمه بأنه ليس طرفا في الشجار.
وأضاف أن ما فعله الجاني حول أطفالا أبرياء إلى أيتام وزوجة إلى أرملة، لأن والدهم تمتع بشهامة قابلها غيره بالغدر، وشدد على أن العائلة متمسكة بحقها الشرعي في القصاص من القاتل، خاصة أنه كان سيء السمعة وسبق أن تسبب في العديد من الشجارات بالحي.
وثمن خليفة تضامن عدد كبير من العائلات في مدينة رفح مع عائلته في مصابها، كون المغدور كان يقوم بواجب أخلاقي وهو يحاول منع تفاقم الشجار بين شبان.
صحيفة الأيام


