القدس المحتلة / سما / كشفت صحيفة معاريف في عددها الصادر اليوم بأن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قراراً بشن هجوم شديد ضد الإدارة الأمريكية حول الاتفاق المرحلي التي تجريه إضافة للدول العظمى مع إيران حول برنامجها النووي.
وتشير الصحيفة إلى أن الاتفاق المرحلي بين الولايات المتحدة وإيران والذي من المتوقع أن يتم التوقيع عليه خلال الأسبوعين القادمين يقضي بإيقاف أو تجميد تخصيب اليورانيوم والخطة النووية الإيرانية طوال النصف عام المقبل مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على إيران.
وأوضحت الصحيفة على الرغم من الاتصالات التي جرت على مدار الأسبوعين والتي تكللت بزيارة وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" الأسبوع الماضي إلا أن هناك فجوات كبيرة بين مواقف الطرفي إزاء الملف النووي الإيراني بل ووصل الأمر إلى وجود أزمة ثقة بين الرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس الولايات المتحدة باراك أوباما.
ووفقاً للصحيفة فإن الأزمة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" قد وصلت إلى أوجها وذلك بسبب الفرق الواضح بين ما وصل إلى "إسرائيل" من آخر المستجدات ومسودة الاتفاق الذي قام بها الأمريكيون والدول العظمى مع النظام الإيراني الجديد.
وبحسب ما جاء في الصحيفة فإنه وبعد أن ألغى الجانب الأمريكي متمثل بمستشاري وزير الخارجية التصريحات التي تم التخطيط لإرسالها لوسائل الإعلام في بداية اللقاء مع نتنياهو الأسبوع الماضي والذي جرى في مطار بن غوريون سارع الأخير بأن "إسرائيل غير ملزمة بأي اتفاق مع إيران، وأنه لن يخضع للضغوطات الدولية التي تمارس ضده للموافقة على ذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن نتنياهو بعد اللقاء حث جون كيري على عدم الموافقة على التوقيع على صفقة مع إيران لأنه يرى في ذلك خدعة إيرانية للدول العظمى في العالم، إلا أن أوباما تحدث مع نتنياهو في مكالمة هاتفية أراد من خلالها تخفيف التوتر السائد، وأعلن البيت الأبيض في أعقاب المكالمة أن كلاً من نتنياهو وأوباما سيواصلان التشاور في الأيام القادمة وأن "إسرائيل" سيتم اطلاعها على آخر المستجدات.
محور الاختلاف التي أشارت إليه الصحيفة يتمثل في أن الاتفاق مع إيران يختلف كلياً عن ما تم إبلاغ "إسرائيل" به في الأيام الماضية من قبل الإدارة الأمريكية، في حين وصف مسئولون كبار في "إسرائيل" الاتفاق المبرم بين الأطراف بالسيئ جداً.
وأضاف المسئولون "إن الولايات المتحدة تراجعت بسهولة أمام إيران، وذلك من خلال إظهارهم بأنهم يرغبون في التوصل إلى اتفاق بسرعة"، لافتين إلى أن الإيرانيين جاءوا للمحادثات زحفاً يريدون من خلالها تخفيف العقوبات، والغريب في الأمر أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها للتوصل لاتفاق معهم على نحو أسرع وقد استجابوا بسهولة أكثر للمطالب الإيرانية.


