خبر : البيت السوري وحفظ ماء وجه لاجئ

السبت 26 أكتوبر 2013 08:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
البيت السوري وحفظ ماء وجه لاجئ



تقرير : غادة أحمد البنا

اللاجئون السوريون ، المنكوبون السوريون مصطلحات جديدة  انتشرت في معظم بلدان العالم، فلا تكاد بلد تخلو من عدد من اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب التي يشنها بشار عليهم، وعلى الرغم أن النسبة الأكبر من اللاجئين السوريين متواجدين في تركيا إلا أن قطاع غزة كان له نصيب باحتضان من احتضن السوريين في محنتهم ونكبتهم.

ولم يخف اللاجئون الذين وصلوا إلى مصر ومن ثم إلى غزة عبر الأنفاق الممتدة في جوف الأراضي الحدودية الفاصلة بين جنوب قطاع غزة والأراضي المصرية شعورهم بالندم الشديد لإقدامهم على مغادرة سورية واللجوء إلى غزة التي استهجنوا فيها حالة الإهمال وعدم اكتراث المسؤولين  بفقرهم المدقع وأوضاعهم المعيشية المذلة التي دفعتهم لقبول الصدقات من بعض المواطنين كي يتمكنوا من إعالة أطفالهم حيث ذهب البعض منهم إلى التفكير بالعودة الى سورية رغم ما تحمله رحلة العودة من مخاطر تهدد حياته

احمد نصار لاجئ سوري الأصل رب عائلة هرب من الموت المحتم عليه وعلى زوجته وأطفاله  من مدينة  درعا جنوب سوريا على الحدود مع المملكة الهاشمية الأردنية .

تمكن احمد نصار من الوصول إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق الممتدة بين غزة و جمهورية مصر العربية هو وعائلته المكونة من ثلاث أفراد زوجته واثنين من أطفاله.

وفي مقابلة معه حول وضعه ومعاناته التي يمر بها ورأيه بقطاع غزة الذي كان أخر مكان من الممكن أن يفكر شخص أن يذهب إليه حتى لو كانت الحروب الطاحنة في بلاده قد وصلت إلى ذروتها  .

لقي أحمد يد مساعدة ترحب به داخل مدينة غزة من أحد أفراد آل العشي فالتقى به داخل جمهورية مصر العربية ودعاه للقدوم إلى قطاع غزة وبعد تردد كبير وخوف شديد من القدوم إلى قطاع غزة بعد ما اشتد السمع عن حروبها وأزماتها ولكن لم يكن لدى احمد سو الموافقة على ذلك العرض الطيب.

فأقبل احمد على قطاع غزة وقدمت العائلة له مكان يحتويه هو وعائلته و لم تقبل عائلة العشي ان تقوم بمساعدة احمد بمساعدات مالية بل اهتمت لحفظ ماء وجهه فقامت بفتح مشروع مطعم البيت السوري داخل مدينة غزة و جعلت احمد الطباخ الرئيسي في ذلك المطعم لما له من خبرة طويلة في المطاعم في سريا وأصبح الناس يتوافدون على ذلك المطعم لتذوق أشهى الأكلات السورية .

وفي كلمة لأحمد قال: لم أتوقع يوما أن تكون حياة هذا الشعب الغزي بهذا الجمال بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمرون بها على مدار التاريخ الدموي والحرب القائمة بينهم وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى أن أخر ما يفكرون به هو الحياة أو الموت وأكثر ما يهمهم هو حفظ ماء الوجه برغم كل شيء وإني لست بنادم على قدومي .

وتوجه بنداء من قلب قطاع غزة إلى مدينة درعا بل إلى دولته سوريا في أن يتوقفوا عن هذه الحروب الطاحنة و لا يريدون شيء سوى العيش حياة كريمة كحق من حقوق أي إنسان لا كحلم يحلم به كما حصل له أخر فترة .

وأردف قائلا : إن غزة أصبحت هي  الآن  موطني ولكنني احن إلى مدينتي لأن أهل هذا القطاع يتعاملون معي كأنهم أهلي وجيراني وأصدقائي من مدينتي الذين لم أعد اعلم عنهم شيء إلى وقتنا هذا إن زوجتي تشتاق أيضا ولم نعد نعرف إن كان بيتنا ما زال قائما أم لا لم نعد نعرف هل أصدقائنا وإخوتنا وأهلنا على قيد الحياة أم لا ولكننا ندعو الله لهم بكل خير .

ووجه رسالة شكر إلى حكومة غزة التي استقبلته هو و عائلته كأحد مواطنيها بالرغم من أنه لا يحمل جنسية أو إقامة فلسطينية , وأردف في حديثه أنه لم يطلب مساعدة من أي جهة مسؤولة عن اللاجئين وذلك لما قدمته تلك العائلة له من خدمات تغنيه عن كل شيء وهو شاكر لله على تذكره هو وعائلته وقال في الختام إن الله لا ينسى أحد حتى لو كان في غزة .