شهدت الساعات الاخيرة من موسم الانتقالات الصيفية فى اوروبا اثارة بالغة كان بطلها الرئيس نادى ريال مدريد ليس فقط عبر اسدال الستار على مسرحية غاريث بيل وبرقم خيالى لامس المائة مليون يورو وانما بالتخلص من مسعود اوزيل لارسنال وكاكا لميلان من اجل توفير جزء من المبلغ الكبير الذى تم دفعه للاعب الويلزى مع عدم تجاهل الصفقة النوعية التى ابرمها المان يونايتد بحصوله على خدمات اللاعب البلجيكى من اصل مغربى مروان فيلانى بعد فشل محاولاته لاستقدام صانع الالعاب القدير سيسك فابريغاس من برشلونة
.تاتا كان محق تماما عندما وصف مسرحية بيل بانها اهانة للمجتمع فلا يمكن تصور ان يدفع نادى اى نادى خاصة لو كان اسبانى وفى عز الازمة المالية المحلية والقارية 100 مليون يورو من اجل لاعب قوى ومجتهد ولكنه ليس من طينة بيليه مارداونا ميسى او حتى كريستيانو ولا يمكن تفهم ان يتخلص النادى الملكى من هيغوين واوزيل وكاكا من اجل التعاقد مع اللاعب الويلزى الذى لم يحرز لقب مع ناديه السابق توتنهام ولم يكن هدافا للدورى وطبعا لم يكن بين افضل ثلاثة لاعبين مرشحين للقب افضل لاعب فى القارة العجوز .
ثمة امر لا يمكن تجاهله فى قصة او مسرحية بيل ويتعلق بحرص رئيس الريال على التعاقد معه لتعويض الفشل فى جلب نيمار الذى فضل الانتقال للبرشا ولوضع ثنائى رونالدو- بيل فى مواجهة ثنائى ميسى- نيمار ضمن التنافس الرياضى الاعلامى الاقتصادى والتاريخى بين الملكى والكتلونى .
موسم الانتقالات اكد فى ساعاته الاخيرة مرة اخرى مقولة مصائب قوم عند قوم فوائد او بالاحرى احزان قزم عند قوم افراح فاحزان جماهير النادى الملكى على خسارة لاعب بوزن الفنان مسعود اوزيل قابلها فرح عارم عند انصار المدفعجية لقدوم المبدع الالمانى التركى كونه سسيوفر جزء كبير من البضاعة التى يحتاجها النادى الندنى صاحب الاداء الجميل والممتع الذى يسعى المدرب المجتهد ارسين فينغر لاعادته الى منصة التتويج مرة اخرى بعد غياب قارب الثمان سنوات .
اوزيل لن يكون بمقدوره وحده ان يحل مشاكل الارسنال كون الفريق يحتاج اذا ما اراد المنافسة الجدية على الالقاب المحلية والقارية الى مهاجم من العيار الثقيل الى جانب المجتهد الفرنسى غيرو والرفنسى الاخر الصاهد وهداف منتخب الديوك للشباب وهى المهمة التى يجب ان يعملها عليها العبقرى فينجر خلال فترة الانتقال الشتوية اوائل العام القادم .
مسرحية بيل كما رحيل اوزيل استحوذا على معظم الاهتمام الاعلامى وحجبا الضوء -او جانبا مهما منه- عن انتقال مروان فلايينى الى الشياطين الحمر كون الفريق بامس الحاجة الى صانع العاب من الطراز الرفيع بعدما عجز الفنان اليابانى كاجاوا القادم من دورتموند عن التاقلم مع اجواء الدورى الانجليزى ورغم الفشل فى اغراء فابريغاس للانتقال الى اولد ترافورد الا صانع الالعاب البلجيكى المغربى قادر حتما على توفير البضاعة خاصة اذا لم تتملكه الرهبة وسط الشياطين وحافظ على المستوى الرائع والثابت الذى قدمه مع ايفرتون فى الاعوام الماضية .
صفقة اخرى لم تنل الاهتمام الكافى وتتمثل بنجاح المان سيتى فى استقدام المدافع الارجنتينى المخضرم ديميكيليس من اتلتيكو مدريد لان قطب مانشستر الاخر ركز كثيرا على الوسط والهجوم فى مشترياته خلال موسم الانتقالات الحالى وتجاهل ازمته الدفاعية الا ان اتضحت جلية خلال لقاء كارديف الاخير فى الدورى خاصة مع اصابة المدافع الدولى البلجيكى الصلب فنسنت كومبانى واعتقد ان المدافع الارجنتينى القوى ايضا قادر على سد الثغرة الدفاعية للمان سيتى وبالتالى زيادة حظوظه فى التنافس الجدى ليس فقط على لقب الدورى وانما على لقب دورى الابطال ايضا .
لابد من قول شيىء ما عن عودة كاكا الى ناديه القديم ميلانو بعد سنوات عقيمة وللنسيان فى مدريد وربما ينجح الموهوب البرازيلى الهادىء والخلوق فى استعادة مستواه والعودة الى المنتخب البرازيلى الا اننى لا اعتقد ان الروزنيرى قادر حتى مع كاكا-وماترى- على مقارعة اليوفى او حتى لعب ادوار رئيسية فى بطولة دورى الابطال الذى لحق متاخرا بركبها .
حقق نادى برشلونه فوزا مستحقا بكاس السوبر الاسبانى غير انه الفوز جاء باهتا كون الفريق الكتالونى عجز عن تحقيق الفوز الصريح فى المباراتين وهو عانى كثيرا خاصة فى مباراة العودة التى قدمت صورة عما سعانيه الكتلان امام اى فريق قادر على الدفاع بشكل جيد او صنع الهجمة المرتدة كما ينبغى ولابد ان يجتهد تاتا دائما لصنع مفاجات تكتيكية هجومية لمنافسيه والاهم التفكير الجدى فى جلب مدافع دولى من العيار الثقيل لمعالجة الثغرة الدفاعية الواضحة التى يعانى منها الفريق .
مباراة السوبر الاوربى جاءت مشابهة تماما للسوبر الاسبانى ليس فقط لان جوارديولا يدرب البايرن وانما لان الفريق البافارى-كما البرشا- كان هو المبادر دائما الى الهجوم بينما تصرف تشلسى تماما مثل اتيلتكو مدريد لجهة الانضباط التكتيكى والاعتماد على الدفاع الصارم وحتى العنيف والهجمات المرتدة المنسقة ومع ذلك فازفى النهاية الفريق الافضل الذى سعى للفوز منذ الدقيقة الاولى مع الانتباه الى نقطتين اساسيتين ما زال بانتظار الساحر الاسبانى عمل كبير اذا ما اراد فرض اسلوبه واداءه على البايرن علما ان اللاعبين لم يتعودوا حى الان او لم يستوعبوا تماما نمط ونهج مدربهم الجديد ويبدو ان شىء معاكس حصل فى الفريق الفريق اللندنى حيثن نجح مورينيو مرة اخرى فى فرض اداءه الخططى والتكتيكى وربما ساعده فى ذلك ليس فقط معرفته العميقة بالنادى والاعبين وانما ما فعله المدرب الايطالى دى ماتيو ومدربون اخرون للنادى الذى اعتمد فى الغالب على الاداء الدفاعى والهجمات المرتدة خاصة فى المباريات الحاسمة امام الفرق الكبرى ذات الاداء الهجومى الجميل .
رغم فوز الاهلى مرة اخرى على بطل الكونغو وعودة الزمالك المتاخرة ربما وضمان الترجى التونسى لمقعده فى نصف النهائى الا ان الاثارة والمتعة يجريان فى كاس الاتحاد الافريقى لا فى دورى الابطال ليس فقط لوجود البطلين السابقين مازيمبى والنجم الساحلى وانما بسبب النادى الصفاقسى بطل دورى تونس و والوحيد الذى نال العلامة الكاملة فى البطولتين وهو مثلا حقق الفوز مرتين على سان جورج الاثيوبى الذى اخرج انبى وتجاوزه الزمالك بشق الانفس الفريق التونسى يقدم كرة هجومية رائعة مع المدرب الهولندى المجتهد رود كرول ويضم مجموعة من الشباب الموهوبين والمتحمسين اضافة الى مهاجم افريقى قوى ومميز وهو مرشح فوق العادة لتحقيق البطولة ومن المشوق انتظار العام القادم لرؤيته فى دورى الابطال الى جانب الفرق الافريقية الكبرى حيث سيكون الصفاقسى حتما منافسا قويا واضافة نوعية للبطولة الافريقية الاغلى. .


