قبل أيام تساءلت فى هذا المكان: متى تصل الصواريخ أو الأسلحة النوعية إلى القاهرة؟!.
السؤال جاء بعد استخدام أسلحة ثقيلة متنوعة فى سيناء، ثم تفجير قنبلة يدوية فى قسم شرطة أبوصوير وبعدها قنبلة مماثلة أمام مديرية أمن الدقهلية.
البعض تعامل مع هذه الكلمات وقتها باعتبارها مبالغة، لكن الكابوس تحقق بأسرع مما توقع كثيرون.
قبل أيام هاجم مجهولون قسم شرطة بولاق الدكرور بقنابل يدوية. وصار اكتشاف القنابل أمرا شائعا فى أماكن كثيرة من أول كلية الهندسة إلى قرب محطات المترو إلى أسفل الكبارى الرئيسية.
قبل أربعة أيام حدث تحول جوهرى فى المعادلة بمحاولة بعض المسلحين مهاجمة إحدى السفن الصينية التى ترفع علم بنما فى قناة السويس. صحيح ان المحاولة فشلت كما قال اللواء مهاب مميش رئيس هيئة القناة، لكن خطورة الرسالة هى ان هؤلاء المهاجمين صاروا قادرين على محاولة المس بهذا المرفق الاستراتيجى.
ومع تواصل الاستهداف الأمنى لقيادات وكوادر جماعة الإخوان والمسلحين فى سيناء، فالمنطقى انهم سيحاولون استخدام كل أوراق الضغط الموجودة فى أيديهم، هذا الاستنتاج لا يحتاج إلى مزيد من النباهة لتوقعه، لأنه حتى بغرض ان جماعة الإخوان اتخذت قرارا استراتيجيا بعدم اللجوء إلى العنف لحسم الصراع السياسى، فالمؤكد ان مجموعة من الشباب المتحمس من أعضائها قد يلجأون لسلاح العنف يأسا، ناهيك بالطبع عن الجماعات الجهادية فى سيناء.
التفكير فى العنف، ليس توقعا نظريا بل سمعته من شباب إخوانى يقولون انهم يتجهون للهروب إلى الجبال ومحاولة الانتقام.
إذا صح ذلك، فهل تستمر أجهزة الدولة فى استخدام نفس الأساليب التقليدية فى التعامل مع الظاهرة الجديدة، أم أنه وجب عليها ان تفكر فى وسائل جديدة ومختلفة بدلا من ان تدفع هى ثمنا باهظا فى هذه المعركة.
من الواضح ان المسلحين فى سيناء وبعض اليائسين فى القاهرة والمحافظات لن يتركوا أى سلاح متاح أمامهم إلا واستخدموه. ــ هذا التوقع أتمنى ألا يتحقق ــ لكن فى السياسة عليك ان تكون مستعدا لكل الاحتمالات. بالطبع يتمنى المرء أن يتمكن كل الفرقاء من الوصول إلى توافق وطنى حقيقى لا يقصى أحدا.. ولذلك على أى سياسى ماهر وضع سيناريوهات لكل الاحتمالات المطروحة، مهما كانت خيالية ومستبعدة.
إذا كانت أجهزة الأمن تنوى السير فى طريق الملاحقات الأمنية لقادة الجماعة فعليها ان ترتب نفسها على مواجهة طويلة الأمد مع الجماعة وأنصارها ومريديها.
المؤشرات تقول إن أقسام الشرطة صارت فى مرمى الاستهداف، ولا يستبعد المرء ــ وفى ظل يأس البعض ــ من اللجوء إلى استهداف أماكن أخرى حيوية.
درس قناة السويس يوم السبت الماضى فى الاسماعيلية يقول ان المسلحين سوف يحاولون التعامل معها باعتبارها نقطة الضعف التى قد توجع الحكومة مثلما فعل اخوانهم القدامى فى التسعينيات حينما ركزوا هجماتهم على الأقباط وكنائسهم والسائحين الأجانب والأماكن الأثرية.
نتمنى أن نرى توافقا سياسيا شاملا لكن علينا الاستعداد لأسوأ السيناريوهات الممكنة.


