خبر : العدوان على سورية.. إرضاءً لصناعة السلاح الأميركية ! ..هاني حبيب

الأربعاء 04 سبتمبر 2013 10:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
العدوان على سورية.. إرضاءً لصناعة السلاح الأميركية ! ..هاني حبيب



على غرار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، يسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى حشد الكونغرس خلفه لشن عدوان على سورية، كما هو معروف، فإن مجلس العموم البريطاني خذل كاميرون ورفض التصويت لصالح انضمام بريطانيا إلى تحالف بقيادة أميركا لتوجيه ضربة عسكرية إلى سورية، كان الرئيس الأميركي قد أشار إلى أن هذه الضربة: محدودة، خاطفة، مؤلمة غير مميتة لنظام الأسد، لكنه للحصول على موافقة صقور الكونغرس على هذه الضربة، ولكي لا يحدث ما حدث مع كاميرون، اضطر إلى التراجع عن هذا التوصيف للعدوان، وباتت هذه الضربة المحتملة: موسعة؟!

وجاء هذا التوصيف الجديد للحملة العدوانية الأميركية على سورية، بعد لقاء أوباما مع صقري الجمهوريين في الكونغرس، جون ماكين ولينزي غراهام، فقد صرح الأول أن تردد واشنطن في توجيه هذه الضربة الموسعة، سيضع مصداقيتها في الحضيض، والأمر لا يتعلق بمصداقية الرئيس الحالي للولايات المتحدة، بل بالرئيس القادم ايضا، ويشار بهذا الصدد، الى أن ماكين، يعتبر حتى الآن المرشح الجمهوري الأكثر حظاً للمنافسة على رئاسة الولايات المتحدة القادمة(!)
مساع رئاسية أميركية محمومة لإقناع أكبر عدد من شيوخ الكونغرس لمنح أوباما التفويض اللازم لتوجيه الضربة الموسعة إلى سورية، ويمكن عند الحصول على عدد كاف أن يتم توجيهها حتى قبل انعقاد اجتماع الكونغرس في التاسع من الشهر الجاري، ذلك أنه وفقاً للدستور الأميركي، فإنه يحق لقائد الجيش، وهو الرئيس، أن يوجه مثل هذه الضربات من دون العودة إلى الكونغرس، وفي هذه الحال، يمكن أن يكتفي أوباما، بتغطية عدد كبير من أعضاء الكونغرس من دون الحاجة للتصويت في "البرلمان الأميركي" وبهدف إقناع العدد المطلوب فإن أوباما، كما أشرنا، غير من سيناريو العدوان، لإرضاء أكبر عدد من المتشددين الذين يرون أن ضربة محدودة، لا تفي بالغرض وغير كافية لإعادة الهيبة للولايات المتحدة، ولا تعيد واشنطن إلى دورها الدولي باعتبارها الشرطي القادر على التدخل أينما كان لكي تظل سطوتها مجالاً للخوف والحذر من قبل كل الخصوم والأعداء والأصدقاء، أيضاً.
إن ضربة محدودة لا تكفي، فالمجمّعات الصناعية لإنتاج الأسلحة، وهي "كارتيلات" عملاقة، تقوم أساساً على مبادئ الحرب التي تستهلك كميات كبيرة من شتى أنواع الأسلحة ولا شك أن لهذه الكارتيلات مصلحة في إدامة أداة الحرب الأميركية، وصناعة الخصوم والأعداء، واعتبار خيار الحرب، هو الخيار الأمثل لحل النزاعات، الأمر الذي يوفر لهذه الصناعة عناصر البقاء والاستمرار والربح، كبار رجال الكونغرس، إما شركاء في مثل هذه الشركات، أو مدعومون انتخابياً من قبلها، والانتقال من ضربة محددة إلى ضربة موسعة، يعتبر نجاحا نموذجيا لتأثير هذه الكارتيلات على الرئاسة، كما كان الأمر عليه في الحروب التي شنتها الولايات المتحدة في عهد الحزب الجمهوري، أفغانستان والعراق، والنفقات الأميركية الهائلة على هذه الحروب التي أدت إلى أن تصبح الدولة المركزية مدينة مالياً لهذه الكارتيلات العسكرية الصناعية، التي زادت قوتها أثناء الحرب الباردة وسباق التسلح، وبعد سقوط المنافس الدولي الاتحاد السوفياتي، تفجرت بدائل لاستهلاك أدوات الحرب، فكانت الحروب المشار إليها. كما تم اختلاق البرنامج النووي الإيراني، لتبرير استيراد دول الخليج العربي للمزيد من الأسلحة التي لا تستخدم والتي يتم استبدالها كل عام نظير مئات المليارات من الدولارات.
يذكر بهذا الصدد، أن الميزانية الأميركية الأخيرة، أجرت تقليصات في ميزانية الجيش الأميركي بشكل حاد جداً، الأمر الذي أثار كارتيلات صناعة السلاح الأميركية، وأدى إلى إجراء تقشف كبير في تزويد الجيش الأميركي بالأسلحة، ما يعني أن أرباح هذه الكارتيلات ستصبح أقل مما كان منتظراً، حتى أن السيناتور الجمهوري جيمس ايلهوف، أشار في حديث لـ CNN لتبرير موقفه الرافض للتدخل في سورية قائلاً: الولايات المتحدة حالياً في وضع لا يتيح لها القيام بعمل عسكري في سورية، إذ اننا في الولايات المتحدة لا نملك الموارد الكافية للتدخل في عملية من هذا النوع (موقع CNN ـ 3/9/2013).
لكن هناك أسبابا إضافية تبرر للرافضين لهذه الضربة، في الكونغرس عدم الانجرار وراء أوباما والصقور الجمهوريين والديمقراطيين في هذه الحرب، ذلك أن هؤلاء لديهم أسباب تشير إلى أن مثل هذه الضربة، الموجهة إلى النظام السوري، هي في مضمونها دعم لقوى المعارضة المتطرفة، وان الجيش الأميركي يبدو وكأنه يصطف إلى جانب القاعدة في هذه الحرب ضد النظام، ذلك أن هذه الضربة، لن تستفيد منها سوى القوى الأكثر تطرفاً في المعارضة، إلاّ أن بعض الأوساط التي التقاها أوباما لإقناعها بالتصويت لصالح الضربة الموسعة في الكونغرس، أشارت إلى أن السيناريو العدواني، ربما يشمل ضربات "بالخطأ" لمراكز "القاعدة" و"النصرة"، إلاّ أن ذلك يظل مجرد افتراض، لم يقنع الرافضين من حيث المبدأ لتوجيه هذه الضربة الموسعة العدوانية، وتبقى الأسباب الأميركية الداخلية، هي التي تحدد مسار العدوان، وليس الرد على الحرب الكيماوية!
Hanihabib272@hotmail.com
www.hanihabib.net