خبر : الإخوان.. والجيش الحر ...عماد الدين حسين

الجمعة 30 أغسطس 2013 01:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
الإخوان.. والجيش الحر ...عماد الدين حسين



هل سيكون أنصار الإخوان سعداء إذا تكرر السيناريو السورى فى مصر، او إذا صار هناك لا قدر الله جيش حر فى مواجهة القوات المسلحة، او إذا تعرض الجيش لانقسام أو انشقاق كما يحلم البعض؟.
السؤال: كيف يفكر قادة الجماعة بشأن الجيش؟.
هناك اجابتان، الأولى علنية ويصر فيها القادة على احترامهم للجيش.
والإجابة الثانية غامضة وملتبسة حيث سمعنا عشرات المتحدثين من فوق منصة اعتصام رابعة العدوية قبل فضه يحرضون جنود الجيش على التمرد.
وبعيدا عن الكلمات المعسولة خرج القيادى الإخوانى محمد البلتاجى عبر تسجيل مصور بثته قناة الجزيرة مساء الاثنين الماضى ليتهم الجيش بأنه هو الذى قتل جنوده فى عملية رفح الأخيرة!!.
ماذا يعنى هذا الكلام غير تحريض بقية الجنود وغالبية الشعب ضد الجيش وقادته؟.
البلتاجى صار ربما أهم مسئول فى جماعة الإخوان لم يدخل السجن، ولا أعرف هل ما قاله يعبر عن نفسه فقط ام انه هو رأى الجماعة؟!.
خطورة كلامه انه ينسف أى كلام عن اقتراب المصالحة، لكنه قد يكشف ربما عن وجود رأى معتبر داخل الجماعة بشأن الاستمرار فى مواجهة مفتوحة مع السلطة.
نسمع عن تقارير متناثرة عن فرار متهمين واستقرارهم فى جبال الصعيد بالتوازى مع تقارير غامضة عن انفصال الصعيد لا نعرف من ورائها، ونعرف باليقين حجم الكارثة بسيناء.
لو ان جماعة الإخوان لا تملك أسلحة، ولو أنها لا تريد استنساخ تجربة الجيش الحر أو حتى فكرة الميليشيا الخاصة، فعليها ان تبرهن على ذلك عمليا بالتبرؤ من الشبوهة التى تهاجم السجون ومنشآت الدولة.
قد يكون الإخوان حسنى النية فعلا فى انهم لا يريدون تفكيك الجيش كما تحلم إسرائيل، لكن بعض أفعالهم قد تقود إلى ذلك.
من حسن الحظ ان تركيبة الجيش المصرى وطنية فعلا، هو ليس مجرد جنود انكشارية أو مرتزقة. هو جيش الشعب فعلا، لكن المشكلة ان هناك ذئابا جائعة تقف على حدودنا وتحلم بأن يتكرر السيناريو السورى أو الليبى فى مصر.
خطورة بعض تصرفات قادة الإخوان انها قد تقدم لإسرائيل وكل كارهى مصر والعروبة أفضل الذرائع للتدخل فى شئوننا ومحاولة التأثير فى الجيش، وإحداث شقاق حقيقى فى المجتمع.
القضية الجوهرية فى هذه اللحظات هى المحافظة على الدولة من الانهيار واستعادة هيبتها.
وبعد ان اكتشفنا ان الجيش هو العمود الحقيقى لخيمة الوطن فلا ينبغى ان نكسره أو نحطمه.
من حق الإخوان وأنصارهم أن يوصفوا ما حدث فى 30 يوليو كما يشاءون، ويعتبرونه مؤامرة مكتملة الأركان ضدهم. لكن نرجوكم ونقبل أياديكم ألا تعبثوا مع الجيش أو به.
النقطة الجوهرية التى لا يريد الإخوان ان يدركوها هى انه حتى لو تدخل الغرب فى سوريا فإن الإخوان الذين سيصلون للحكم هناك أو غيرهم سوف يظلون خدما عند السيد الأجنبى الذى سيتولى مقاولة الهدد.
بشار مجرم هو ونظامه، لكن وحدة سوريا وسلامة أراضيها مسألة فى غاية الأهمية.
السؤال الآن لإخوان مصر وكل من يناصرهم: هل تعتقدون ان الغرب الذى تصفونه بأنه علمانى ليبرالى كافر ومنحل سوف يسقط النظام الراهن فى مصر من أجل سواد عيونكم أم من أجل مصالحه؟!.