إن المأزق الذي وصلت إليه الحركة الوطنية الفلسطينية، والتي من أبرز تجلياتها حالة العطب والعطالة عن انجاز أي من الأهداف الوطنية، الأمر الذي يلقي على حركة حماس أعباء كبيرة ومتعددة أهمها بعث واستنهاض الثورة الفلسطينية ومشروعها التحرري من جديد على أسس جديدة تتلافى ما أصاب هذا المشروع من تدمير وتفكيك بفعل التآمر الدولي والإقليمي.
ولا يمكن لحركة حماس أن تتمكن من انجاز هذه المهمة العظيمة دون أن تغير من طبيعتها ومن نهجها.
وأقصد بتغيير طبيعتها أن تتحول إلى حركة تحرر وطني فلسطيني، وان لا تبقى هياكلها التنظيمية وأطرها المؤسساتيه، أطراً تنظيمية إخوانية، وأن تتسع لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وبذلك وتحقق إشباعاً لوطنيته وعروبته وإنسانيته.
وأقصد بتغيير النهج، أن تتبنى الحركة نهجاً ثورياً، يعتمد التغيير والثورة بدل النهج الإصلاحي، فطبيعة جماعة الإخوان أنها حركة إصلاحية،وهذا لا يناسب حركة حماس، التي هي الرد العملي والمفترض على الاحتلال، والذي يتحكم بالنظام في الحالة الفلسطينية، وهذا لا يعني بالضرورة الإفتراق بين الإخوان وحماس.
فهناك فرق واضح بين تبني النهج الثوري أو تبني النهج الإصلاحي، فالنهج الثوري يحدث تغييرات جذرية وعميقة في الهياكل والبنى التنظيمية للنظام السياسي وفق رؤية سياسية شاملة، أما الإصلاحي فإنه يبقي على هياكل النظام، ويضيف إضافات كمية لا نوعية تعمل على تحسين هذا النظام تطويره دون الخروج عليه أو تغييره.
وفي الحالة الفلسطينية، طالما ناديت وكافحت داخل الأطر التنظيمية من أجل أن تمتلك حماس رؤية ثورية تغييرية للنظام، حتى تعيد بناء السلطة الفلسطينية على أسس وطنية، وتقدم رؤية ثورية للسلطة تخرجها عن طبيعتها ووظيفتها وأدوارها المحددة في اتفاقيات أوسلو، فلا يعقل لحركة حماس أن تدير السلطة بنفس الأدوات القانونية والإدارية والسياسية والاقتصادية، القديمة المفصلة على مقاسات أوسلو.
لو أن حماس سارت في هذا النهج الثوري التغييري لكان الشعب أكثر تفهما لها، ولكان المشهد أكثر وضوحاً بين فسطاطين متباعدين إلى حد التناقض، فسطاط وطني وفسطاط ملحق بالاحتلال.
كم نحن محتاجون اليوم إلى طليعة قيادية ثورية، تكون ملهمة للشباب وللأجيال القادمة، تقود الجماهير نحو التحرير والعودة.
نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس


