بدا الامر اقرب الى الكرنفال او الكرنفالات المتنقلة مع افتتاح الموسم الكروى الاوروبى حيث لم تعد كرة القدم فقط صناعة يتم استثمار المليارات فيها وتوفر عشرات بل مئات الاف فرص العمل وانما وسيلة للمتعة الترفيه والترويح عن النفس خاصة فى الدورى الانجليزى المثير الممتع الذى تبدو مدرجاته اقرب الى المتنزهات العائلية ومكان تجمع الاصدقاء الجيران وابناء المدن المختلفة .
هذا فى الشكل اما فى المضمون فقد قدمت مباريات الجولة الاولى كما منافسات كاس السوبر التى يتم عبرها افتتاح الموسم الكروى فى الدول الاوربية فكرة عامة عن طبيعة التنافس هذا العام ففى بريطانيا مثلا نال المان يونايتد كاس السوبر بينما اشارت الجولة الاولى الى تنافس متوقع بين الفرسان الثلاثة تشيلسى والسيتى اضافة الى ى اليونايتد مع بداية متعثرة تقليدية للارسنال ودخول متاخر ا جدا الى سوق الانتقالات وعرض لافت للسيتزن مع المدرب الجديد المهندس مانويل بيليجرينى صاحب الاداء الهجومى المتتع والجميل وحضور لافت للصفقات الجديدة المميزة هذا الموسم من اجل محو اخفاقات الموسم الماضى .
اما فى اسبانيا فشهدنا بداية صاعقة وقوية للبرشا و ضعيفة او باهتة للريال تعود اساسا الى وجود مدرب جديد وفكر جديد فى النادى الملكى من اجل تجاوز الاداء الدفاعى او المتحفظ لمورينيو وهو ما سياخذ وقتا طبعا اما فى البلو جرانا فلم تحدث الهزة ليس فقط نتيجة للقصور الذاتى وانما للاختيار الموفق للمدرب الجديد المغروم بالطابع الهجومى الجمالى والتمريرات القصيرة والاداء الجماعى مع الانتباه الى ان من المبكر الحكم على المدرب الارجنتينى كما ان الاداء امام ليفانتى واتليتكو مدريد لا يلغى الحاجة الى مدافع من العيار الثقيل وهو ما تعمل عليه الادارة من اجل انجازه قبل نهاية موسم الانتقالات الصيفية اواخر اب اغسطس الجارى .
الموسم الكروى فى ايطاليا باح باسراره مبكرا جدا ليس فقط مع الفوز الساحق ليوفنتوس على لاتزيو فى كاس السوبر وانما مع تعثر ميلانو امام الوافد الجديد فيرونا وعجزه عن ابرام صفقات مميزة وقادرة على الاضافة النوعية على اداء الروزنيرى ونجاه اليوفى من مطب سامبدوريا الصعب ولا اعتقد ان ثمة فريق قادر على ايقاف السيدة العجوز خاصة بعد مشترياتها الصيفية اللافتة وتحديدا الايباتشى تيفيز الذى سيوفر ما كان ينقص الفريق من ابداع ثقة والق هجومى مع عدم استبعاد نادى الجنوب تابولى ووفريق العاصمة الاخر روما مع مدربه الفرنسى الواعد واعتقد ان الحفاظ على لقب السكوديتو لن يكون صعبا امام يوفنتوس الا ان المهمة الاساس تتمثل بالمضى قدما فى دورى الايبطال الذى سيشكل التحدى الاهم امام كونتى وكتيبته.
فى البوندزليجا سيكون التنافس على اشده بين البايرن وورتموند تماما كما كان الامر فى السنوات الثلاث الماضية وافضلية الثانى فى كاس السوبر تعود الى استقراره الفنى وصفقاته الصيفية الناجحة اما فى النادى البافارى فيسياخذ اللاعبون وقتا للتاقلم مع الطابع النهج التدريبى لجوارديولا غير ان الانتظار سيكون مشوقا لرؤية نتيجة التفاعل بين الاداء االالمانى المنبط وروح البطولة التقليدية ونهج المدرب الاسبانى الهجومى والفريد ما سيراكم الصعوبات ويرفع من وتيرة التحدى امامالمدرب يورجن كلوب واشباله .
الدورى الفرنسى سيكون مختلفا هذا الموسم حيث ستزداد الاثارة مع الانتدابات البارزة لبطل الدورى بى اس جى كما للعائد الى دورى الضواء موناكو والتنافس سيكون محتدما بين الاثنين مع تواجد ما فى الصورة لليون وفريق الجنوب الفرنسى مرسيليا واذا كان التحدى امام المدرب الايطالى رانييرى مدرب نادى الامارة الفرنسية الشهيرة يتمثل بدمج المجموعة الوافدة فى معظمها ضمن منظومة جماعية منسجمة ومنتاسقة فان التحدى الابرز امام لوران بلان مدرب بطل الدورى ليس فقط فرض اسلوبه وشخصيته على نجوم الفريق وانما خلق الانسجام والتفاهم بين الثنائى الهجومى الضارب كافانى وابراهيموفيتش خاصة مع المزاج العصبى والمتقلب للنجم السويدى .
.بعيدا عن اوروبا وموسمها الواعد وكرنفالتها المتنقلة من مدينة الى اخرى لابد من قول شىء ما عن دورى ابطال افريقيا الباهت والممل هذا العام حيث تبدت الصورة العامة للتنافس فى المجموعتين ففى المجموعة الاولى ضمن اورلاندو بطل جنوب افريقيا تواجده فى المربع الذهبى خاصة بعد النتيجة الساحقة التى حققها فى ميدانه ضد الزمالك المتجه للابتعاد عن المنافسة ليس فقط نتيجة للهزيمة الثقيلة وانما لافتقاده الى الاستقرار الادارى او القدرات الفنية اللازمة للمضى قدما فى ظل العدد المحدود من اللاعبين وعدم امتلاكه للبديل القوى والمناسب ان فى الهجوم--- مع راس حربة واحد-او حتى فى الدفاع مع ظهير ايسر واحد وثغرة كبيرة فى محور الدفاع تبدت بوضوح مع غياب المدافع الدولى محمود فتح الله عن مباراة جنوب افريقيا الاخيرة .
فى المقابل عاد الاهلى بقوة الى دائرة المنافسة ليس فقط مع فوزه اللافت على ليوباردز الكونغولى خارج ارضه فى ظل غياب لثلاثة من اهم لاعبيه وانما للخبرات الكبيرة التى يضمها الفريق خاصة مع العودة المرتقبة لنجمى الهجوم متعب وجدو واعتقد ان فوزه فى المباراة القادمة سيقربه كثيرا من نصف النهائى بينما ستحدد طريقة تعاطى المدرب الشاب محمد يوسف مع نجومه الكثر امكانية المضى قدما حتى المباراة النهائية وربما الفوز بالبطولة ايضا خاصة مع مستواها العام المنخفض والمتراجع هذا العام .
اما فى المجموعة الثانية فقد قطع الترجى التونسى-رغم ترجع مستواه هذا العام خطوة كبيرة نحو قبل النهائى بعد فوزه على منافسه المغمور العاجى سيوى سبورت بينما تبدو الحظوظ متساوةو ين بطلى انغولا والكاميرون-ريكرياتيفو والقطن- لمرافقة البطل التونسى الى المربع الذهبى مع افقتقادهما الى الادوات اللازمة لتشكيل خطر جدى فى دورى المجموعات او فى الادوار القادمة وبشكل عام ستكون المنافسة محصورة بين اولاندو وبطلى مصر وتونس مع افضلية نسبية لبطل جنوب افريقيا الذى يبدو الاكثر جاهزية بين الفرق الثمانية المتنافسة هذا العام.


