سما / وكالات / إستحوذ تهديد الأمين القطري لـ’حزب البعث العربي الاشتراكي’ فايز شكر ‘بتدمير مكة على رأس مَن فيها’ باهتمام أوساط سياسية ودينية سنية، بعدما اعتبر في مقابلة تلفزيونية على قناة ‘ أو تي في ‘ ‘ ان كرامة الانسان أهمّ بكثير من ايّ حجر (الكعبة).وجاء كلام شكر رداً على الامير بندر بن سلطان الذي اتهمه المسؤول البعثي بأنه ‘المسؤول عن تفجير الوضع في لبنان وسورية، وعن تدمير سورية’، وقال: ‘الأمير بندر اعلن اكثر من مرة: مين مفتكر حالو بشار الأسد، نحن مندمّر جبل قاسيون’، وأضاف: ‘ بتتدمر مكة على رأس مَن فيها’. وحين قيل له ان مكة مدينة مقدسة اجاب في اشارة غير مباشرة الى الكعبة: ‘أتركني، واذا مدينة (مقدسة)؟ مكة والرياض وجدة واللي بدك ياه، انا أتحدث بموضوع له علاقة بالسياسة استراتيجياً. في النهاية كرامة الانسان أهم بكثير من أي حجر وأهم بكثير من أي جبل’.
وعندما سأله محاوره ‘مَن سيقصف مكة المقدسة عند المسلمين: هل الايرانيون او السوريون او حزب الله؟ قال شكر: ‘لا اعرف، هذا التهديد وهذا الكلام غير المسؤول يقابله وضع نقاط على الحروف وانا مسؤول عن كلامي. نحن لا نتهدد بهذه الطريقة ولا نُستهدف وهذا موضوع سياسي كبير جداً’.
وقد استهجن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ما قاله الوزير السابق فايز شكر عن تدمير مكة المكرمة، موضحاً أنه ‘ ساءنا جداً وساء كل مسلم غيور على دينه ما عبر به الوزير السابق فايز شكر في معرض النقاش والتحدي السياسي عن تدمير مكة المكرمة في حوار تلفزيوني، ونود ان نقول لكل من هكذا منطقه اننا نحن الذين سوف نتصدى وبقوة لكل من تسوّل له نفسه المس بمكة المكرمة ولو بالعبارة، فمكة المكرمة التي تضم قبلة المسلمين في العالم ليست لعبة في صراع العبث السياسي الذي يجتاح بلاد العرب اليوم ويشمت بنا اليهود واسرائيل والصهيونية العالمية في الوقت الذي فلسطين وشعبها أسرى بين ايديهم’.
وأكد الأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط ‘ان التهديدات التي أطلقها البعض بهدم مكة المكرمة، وما فيها من مقدسات، إضافة الى ما سبقها من حملة افتراءات ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها، وشعبها الشقيق، يؤكد أن هناك نهجاً إرهابياً متطرفاً تتزايد خطورته وشروره، وعدائيته للاسلام كعقيدة أنزلها الله تعالى، وللعروبة الحضارية التي تجمع المسلمين والمسيحيين في هذا الشرق العربي الذي حمل رسالة الإيمان’. وأضاف: ‘ألا يدرك هؤلاء الموتورون الذين يعيشون خارج العصر ان لمكة المكرمة ربا يحميها وفيها ومعها وحولها مئات الملايين الذين كانوا وما زالوا رحماء فيما بينهم،أشداء على كل أولئك الذين يسيئون الى بلاد الحرمين الشريفين والى كعبة المسلمين وكل المقدسات الاسلامية والمسيحية، فلبنان وشعبه لم يتعود الا الوفاء والصدق والحرص على علاقته مع الاشقاء العرب وخاصة المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها، أما الموتورون والحاقدون واصحاب الافكار العصبية والعنصرية فلا مكان لهم في هذا الوطن وطن الايمان والوحدة الوطنية والعيش المشترك بين كل ابنائه’.
وردت حركة الناصريين الأحرار على شكر معتبرة ان شكر ‘يحاول أن يظهر نفسه بطلاً مقداماً يتجرأ ولو لفظياً بالتهديد بتدمير الكعبة المشرفة ظناً منه أنه بتحديه هذا يتحول من قزمٍ لعملاق’.
وتعليقاً على ردود الفعل، أكد شكر ‘أن هذا الكلام محرّف وعار عن الصحة ‘، معتبراً ‘ أن كلامه جاء في سياق سياسي رداً على كلام رئيس الاستخبارات السعودي بندر بن سلطان وتمّ تحريف هذا الكلام’، واضاف شكر: ‘أنا انسان مؤمن بالله وبكل المقدسات الدينية، وأنا أنتمي الى عائلة تنتمي الى رسول الله عليه الصلاة السلام، أنا سيد ابن سيد ولي حق في هذه الأرض وبهذا المكان المقدس، وبالتالي بالفطرة أدافع عنه حتى ولو لم أكن ملتزم دينيا، لكن لدي هيبة معينة لها علاقة بروحية وقدسية هذا المكان الرمزي المعني فيه كل العالم الاحرار وليس المسلمين فقط’.
