خبر : قبل أن يجن أردوجان؟ ....بقلم: د. وحيد عبدالمجيد

السبت 10 أغسطس 2013 12:59 م / بتوقيت القدس +2GMT
قبل أن يجن أردوجان؟ ....بقلم: د. وحيد عبدالمجيد



يحتاج رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان إلي أن يهدأ قليلا ويضع حدا للعصبية المفرطة التي يتصرف بها حتي لا يصيبه الجنون‏.‏

 صحيح أن النهاية المؤلمة لمشروعه الإقليمي, الذي أسقط الشعب المصري أهم ركائزه, هي من نوع الصدمات التي لا يحمد عقباها علي الصحة النفسية.
غير أن في امكان أردوجان أن يبحث عن بداية جديدة ثالثة لمشروعه المتعثر إذا لم تصبه الصدمة المصرية بشيء من الجنون الذي نخشي عليه منه وندعو الله أن يقيه إياه. فقد أخفق مشروع أردوجان مرتين حتي الآن خلال أربع أو خمس سنوات. فشلت نسخته الأولي التي اعتمد فيها علي الأدوات الاقتصادية والتجارية مستثمرا الازدهار الذي تحقق في تركيا. ورفع شعار صفر مشاكل الذي ينطوي علي رسالة تفيد أن الاقتصاد والتجارة يصلحان ما تفسده السياسة. واتخذ من سوريا ركيزة لهذا المشروع بدءا من عام2008, وانطلق منها إلي لبنان والأردن, وفتح أسواقا واسعة في مصر وبلاد عربية أخري.
ولكن الثورات العربية التي بدأت من تونس في ديسمبر2010 أربكته, فاتجه إلي تعديله لاستثمار وصول جماعات الإخوان وأحزابهم إلي السلطة كليا في مصر وبصورة شبه كلية في تونس وجزئيا في ليبيا واليمن. فقد أعاد بناء هذا المشروع علي رابطة أيديولوجية وتنظيمية في الأساس.
ولذلك لم يتردد في الانقلاب علي النظام السوري الذي كان قد أقام معه أقوي العلاقات واعتبره ركيزة للنسخة السابقة من مشروعه. فقد راهن علي أن جماعة الإخوان سيكون لها دور رئيسي في النظام السوري الجديد بعد إسقاط بشار الأسد, كما حدث في بلاد عربية أخري. ولكنه لم يدرج ضمن حساباته احتمال تعثر الثورة السورية, مثلما لم يأخذ في الاعتبار إمكان فشل حكم الإخوان وتغيره في مصر التي اعتبرها ركيزة النسخة الثانية من مشروعه بدلا من سوريا.
ولذلك فاجأه التغير الذي أنهي حكم الإخوان في مصر, في الوقت الذي إزداد احباطه من تعثر الثورة في سوريا وعدم حدوث التغيير الذي يأتي بحلفائه إلي السلطة فيها.
وهذا يفسر حدة رد فعله علي ثورة30 يونيو, والحالة العصبية التي لا يستطيع اخفاءها كلما تحدث عن الوضع في مصر أو جاء ذكر التغيير الذي حدث فيها.

عن الاهرام