خبر : مُنع الفراغ الخطير / بقلم: بوعز بسموت/ اسرائيل اليوم -21/7/2013

الأحد 21 يوليو 2013 02:58 م / بتوقيت القدس +2GMT



 إن تجديد التفاوض بين اسرائيل والفلسطينيين كيفما نظرنا اليه هو شيء ايجابي بالنسبة لاسرائيل. وليس للامريكيين والفلسطينيين ايضا خيار أفضل. لكن اللاعبين هم نفس اللاعبين من سنة 2010 (اوباما ونتنياهو وأبو مازن)، والمشكلات نفس المشكلات والآمال نفس الآمال. وبقي الآن ان نأمل فقط ألا تكون المحادثات هي نفس المحادثات. إن الاتفاق الدائم بعيد جدا، لكن الانجاز الكبير هو أنه مُنع الفراغ الخطير وكُسر الجمود.

            يستطيعون في القدس ان يكونوا راضين لأن الشروط المسبقة التي طلبوها في رام الله قد أُزيلت. فاسرائيل لا تلتزم بالعودة الى حدود 1967. وقد التزم نتنياهو في خطبة بار ايلان في 2009 بـ "دولتين للشعبين" لكنه بيّن في نفس الوقت ان العودة الى خطوط 1967 لا تقبلها اسرائيل. وهي أمر لا تقبله حكومته، لكن لم تقبله ايضا الحكومات السابقة ولا الحكومات المستقبلية ايضا كما يبدو. وفي هذا الشأن على الأقل ما زالت اسرائيل تنجح في بث رسالة واحدة واضحة للعالم.

            وأُزيل ايضا طلب تجميد المستوطنات. سرّب الفلسطينيون في الحقيقة لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن نتنياهو موافق على "تجميد صامت"، لكن ينبغي ألا ننسى أن أبو مازن ايضا عنده معوقات كثيرة ويجب ان يُظهر انجازات ولا سيما وحماس تضايقه.

            إن التخلي الفلسطيني ايضا عن التوجه الى مؤسسات دولية (الامم المتحدة) انجاز جدي بيقين. كانوا الى يوم الجمعة في رام الله يضغطون للاستمرار على العمل في "الملعب المنزلي" للفلسطينيين، أي الجمعية العمومية في نيويورك. بيد أن الحكمة في رام الله قد تغلبت لأنهم في نيويورك يستطيعون الحصول على مداعبة اخرى أما في واشنطن فعلى دولة.

            يتقاسم نتنياهو وأبو مازن اليوم المشكلة نفسها، فكلاهما عنده في الداخل معارضة متشددة قد تنجح حتى في جعل اللقاءات بينهما ودية. إن المشكلات في الداخل قد تقوى بالنسبة لنتنياهو مع قضية الافراج عن السجناء، فلا شك ان الحديث عن موضوع اشكالي جدا فيه أشراك غير قليلة لرئيس الوزراء الذي لا يريد التنازل للارهاب. بيد ان سابقة جلعاد شليط تُمكّن نتنياهو من الموافقة على التفضل قبل التفاوض الذي يفترض باعتباره خطوة ارادة خيّرة ان يُدخل الثقة بين طرفي المحادثات لأنه من الواضح للجميع أن للاتفاق ثمنا وأن لتجديد التفاوض ايضا ثمن، وكذلك تجديد التفاوض بلا شروط مسبقة ايضا.

            لا شك في انه يمكن ان نبارك تجديد المفاوضات بعد ثلاث سنوات جمود، ولا سيما في ايام يحترق فيها الشرق الاوسط. وما زال الامريكيون يُظهرون اهتماما بمنطقتنا بل يتحملون مسؤولية عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ويريدون المساعدة. فاذا عاد الفلسطينيون الى طاولة التفاوض فان ذلك بفضل الضغط الامريكي قبل كل شيء لأن إغراء الفلسطينيين بالبقاء في البيت كان كبيرا. ويدركون في رام الله ايضا ان الفراغ في المحادثات يقوي حماس. إن نتنياهو وأبو مازن ايضا يراهنان في المحادثات القريبة رهانا سياسيا واوباما يُقدر.