غزة / سما / أكدت الحكومة الفلسطينية بغزة أنها تحاول "إدارة الأزمة" التي يعيشها قطاع غزة، منذ أيام، متوقعةً "المزيد من المشاكل" إذا استمر إغلاق معبر رفح، والأنفاق الواقعة على الحدود مع مصر، في وقت قالت فيه:" إننا نتواصل مع مصر بشأن الحدود والأمن، ويتم إبلاغنا عن فتح المعبر من عدمه يوماً بيوم".ويترقب المواطنون ما ستؤول إليه الأوضاع، بعد إطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، الخميس الماضي، بتخوّف واضح من تفاقم أزمات الوقود، وعدم السماح لهم بالسفر؛ فيما تحذّر أكثر القطاعات حيويةً؛ كالصحة، والبلديات، من "كارثة ستحل" في حال بقي الوضع على ما هو عليه.ولم يُخفِ المتحدث باسم الحكومة إيهاب الغصين، أن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، إلى جانب تدمير الأنفاق، وإغلاق معبر رفح، قد أصاب القطاع بأزمات، تسعى حكومته إلى "إدارتها بالطرق الممكنة" بعد أن أثّرت على قطاعات عدة، منها المستشفيات والبلديات.وقال الغصين- وهو رئيس المكتب الإعلامي الحكومي- لـصحيفة فلسطين التي تصدر من غزة:" إنّه لو استمر هذا الحال ستزيد التأثيرات المختلفة"، مشيراً إلى أن القطاع يعاني أيضاً من قلة في الغاز الطبيعي، لكن ذلك "لا يصل إلى حد الأزمة"، وأن الحكومة تسعى إلى التعامل مع الموقف.لكنّه طمأن المواطنين بأن ما هو موجود داخل القطاع من مواد غذائية وبضائع وسلع مختلفة يكفي لشهر رمضان الذي يحل منتصف الأسبوع الجاري، وأن وزارة الاقتصاد لديها خطط بهذا الصدد، محذّراً بذات الوقت من أن "الأزمة كبيرة وليست بسيطة".وأجاب عن سؤال حول المقصود بـ"إدارة الأزمة"، بقوله:" نحاول إدارة ما هو موجود، لكن ما هو موجود لا يكفي، والإنذارات التي تطلقها القطاعات المختلفة حقيقية، ونتوقع المزيد من المشكلات في المستشفيات وإيصال المياه للمواطنين، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وكل ذلك بحاجة إلى حل سريع".الحدود والأمنوفي الوقت الذي تشدد فيه (إسرائيل) حصارها على القطاع منذ سبع سنوات، لم تلق المطالبات الفلسطينية بإيجاد استراتيجية واضحة لعمل المعبر تسمح بإدخال البضائع والأفراد، صدى على أرض الواقع.وأوضح الغصين أن اتصالات تجري بين الحكومة ومصر حول معبر رفح والأمن، لكنه أشار إلى أن ما يتعلق بالأنفاق التي تشهد تشديداً على عملها، هي حالة استثنائية اضطر إليها المواطنون لتلبية احتياجاتهم، وأن ذلك لا يجري أصلاً وفق تنسيق رسمي.وقال: "إن التواصل بين الحكومة والجهات الأمنية المصرية مستمر ولم ينقطع حول معبر رفح، والأخيرة تبلغنا بإغلاقه أو فتحه يومًا بيوم"، مجدداً مطالبة الحكومة بتحييد القطاع عما يجري في مصر.ويشهد مطار القاهرة في ظل الأوضاع السياسية الضبابية في مصر، تكدس عشرات الفلسطينيين ممن لا يجدون سبيلاً للوصول إلى القطاع، أو العودة من حيث جاؤوا، كما يُمنع المواطنون من السفر عبر معبر رفح.ولهذا أكد المتحدث باسم الحكومة أن التواصل مع المحتجزين في مطار القاهرة مستمر، بعد قرار السلطات المصرية بعدم نقل الفلسطينيين إلى مصر بسبب الأزمة، موضحاً أن الأزمات ناتجة عن عدم استقرار الوضع الأمني هناك، وأنّ المعبر شهد انخفاضاً في عدد المسافرين، قبل أن يتم إغلاقه بالكامل.وكانت القوات المسلحة المصرية قد نشرت، لأول مرة منذ سنوات، آليات عسكرية على الحدود مع قطاع غزة، في حين نشرت الحكومة الفلسطينية قوات الأمن الوطني هناك، في خطوة أكد الغصين أنها تهدف إلى "حماية حدودنا وعدم السماح بالتسلل، ولدحض أي اتهامات، مع علمنا المطلق بأن غزة ليس لها أي علاقة بما يجري من أحداث في مصر".كما أكد الغصين أن "هذه هي طبيعة قطاع غزة، أن يعيش في معاناة مستمرة، شعبنا يتطلع إلى الوصول إلى الاستقرار، وينتظر دعم الأمة العربية والإسلامية، والارتباط التاريخي مع مصر يتطلب تحييد القطاع عن أي أحداث".وحدد الغصين موقف حكومته مما يجري في مصر، قائلاً:" موقفنا واضح بأن الشعب المصري جزء من الأمة العربية، وعلاقتنا به تاريخية، نتمنى له الاستقرار والأمن، وأن مصر والعرب عمقنا الاستراتيجي".تهديدات الاحتلال "لا تخيفنا"وتطرق المتحدث باسم الحكومة إلى تهديدات أطلقها "مسؤول كبير في جيش الاحتلال" وفق ما نشرت وسائل إعلام، بشن عملية حربية جديدة ضد القطاع، مؤكداً "أن هذا الأمر طبيعي، وأن يتم تهديد المقاومة والشعب الفلسطيني الذي يصمد أمام المحتل".لكنه شدد أيضاً على أن هذه التهديدات "لا تخيفنا، ونحن كحكومة جاهزون لكل السيناريوهات، ونطمئن شعبنا أن الأمر ليس بهذه السهولة، فما حدث بعد الحرب الأخيرة التي شنها الاحتلال في 14 نوفمبر الماضي، بدأ الاحتلال بعمل ألف حساب لشعبنا ومقاومته".وقال:" إنه لابد من اتخاذ الاحتياطات وتجنيب شعبنا الحرب، والأمة العربية ليست كما كانت في السابق، ولن تسمح للاحتلال بهذا"، مشيراً بذات الوقت إلى أن الاحتلال يواصل انتهاكه للتهدئة التي تم إبرامها في 21 نوفمبر الماضي، من خلال استهداف الصيادين والمواطنين وتجريف الأراضي.وأكمل المتحدث باسم الحكومة حديثه حول زعم الاحتلال بإدخال المقاومة الفلسطينية السلاح إلى قطاع غزة، بأن ذلك يأتي في إطار محاولات الاحتلال لتبرير جرائمه والتضخيم للتغطية على ما يمارسه بحق الشعب الفلسطيني من جرائم.


