القدس المحتلة / سما / أجرى مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى محادثات مكثفة على مدار اليومين الماضيين مع نظرائهم الإسرائيليين بخصوص التطورات الأخيرة في مصر حيث شدد الإسرائيليون على خطورة وتداعيات إطلاق صفة الانقلاب على ما جرى في مصر مما سيضطر الإدارة الأميركية الى وقف المساعدات الأميركية لمصر وهي مساعدات عسكرية بالكامل، بحسب مصدر مطلع.وركزت المحادثات المطولة التي أجراها وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل ووزير الحرب الإسرائيلي موشي يعلون على "ضرورة الحفاظ على القوات المسلحة المصرية بالأهلية العليا المطلوبة للحفاظ على الاستقرار في مصر وصحراء سيناء وضمان اتفاقيات السلام الإسرائيلية المصرية".ويمنع القانون الأميركي الإدارة من تزويد السلاح الأميركي للحكومات التي تصل السلطة عن طريق الانقلاب العسكري، وهو ما يعني وقف المساعدات العسكرية لمصر التي تبلغ 1.5 مليار دولار سنوياً وتضمن للجيش المصري، خاصة الضباط، امتيازات بالغة على مستوى المؤسسة ومستوى الفرد.وأعلن البيت الأبيض أن وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاغل ومساعدة الرئيس الأميركي للأمن القومي سوزان رايس بحثوا التطورات الأخيرة في مصر مع نظرائهم في مصر وفي كل من إسرائيل وقطر والنرويج وتركيا والإمارات. وأوضحت جنيفر بساكي، الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، أن وزير الخارجية الأميركي كيري تحدث مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراء خارجية قطر وتركيا والإمارات.ويجد الرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه في وضع حرج بخصوص التطورات الأخيرة في مصر، كما يجد نفسه في سباق مع الزمن لتجاوز تصنيف خلع الرئيس المصري محمد مرسي المنتخب شرعياً بحسب المعايير الأميركية.ودعا البيت الأبيض القوات المسلحة المصرية إلى تسليم كامل السلطة في البلاد في أسرع وقت إلى حكومة مدنية منتخبة. كما حثت واشنطن الجيش المصري على الامتناع عن ممارسة الاعتقالات التعسفية بحق أنصار الرئيس المعزول وتجنب اللجوء إلى العنف.وجاء هذا في بيان صدر في ختام اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما بمستشاريه الأمنيين لبحث تداعيات الوضع في مصر، حيث قام الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي عن السلطة بعد موجة من الاحتجاجات الحاشدة نظمتها المعارضة. ويقول البيان "إن أعضاء الفريق الرئاسي الذي يتولى الشؤون الأمنية يبقون على اتصال دائم بالمسؤولين في مصر وشركائنا في المنطقة، كي نبلغهم دعوتنا إلى ضرورة إعادة السلطة بأكملها وفي أسرع وقت إلى حكومة منتخبة ديمقراطيا".كما دعت واشنطن إلى بدء عملية سياسية شفافة في مصر بمشاركة ممثلي جميع الأحزاب. وكانت الإدارة الأميركية انتقدت إطاحة الجيش بمرسي، لكنها لم تصل إلى حد وصفها بأنها انقلاب، وأمر أوباما بدراسة ما إذا كان ينبغي قطع المساعدات العسكرية الأميركية لمصر.