مع انتهاء انذار الجيش المصري وسحب الصلاحيات من الرئيس محمد مرسي، يصعب عدم التقاط موجات الرضى في اسرائيل. رغم أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمر وزراءه الا يصرحون في هذا الموضوع، لا ريب أنهم ستفرحهم، اللقطة الاخيرة في القصة المصرية. فهل هم محقون؟ مرسي بالتأكيد ليس محبا لصهيون، ولكن السنة التي شغل فيها منصب الرئيس في مصر لم تضر بالعلاقات الاسرائيلية – المصرية بل العكس. وهاكم أربعة اسباب تجعل اسرائيل تتوق لاحقا لمرسي.1. بقيادة مرسي، نفذ الاخوان المسلمون ما لا يصدق وصادقوا على اتفاق كامب ديفيد. ومع أنهم تحدثوا عن امكانية تغيير الاتفاق، الا أنهم عمليا نفذوه، بالضبط مثلما فعل نظام مبارك من قبلهم. ومع أن رجال الاخوان المسلمين ومسؤولين كبار في الحكومة لم يلتقوا بنظرائهم الاسرائيليين، ولكن على المستوى الاهم من ناحية اسرائيل، المستوى الامني – العسكري، بقيت العلاقات مستقرة وحسب مصادر امنية اسرائيلية تحسنت حتى في السنة الاخيرة – وذلك بعد أن تضعضعت في السنة والنصف ما بعد اسقاط مبارك.2. في اسرائيل تخوفوا من أن يمنح الاخوان المسلمون اسنادا للحركة الفلسطينية الاسلامية – اسناد يسمح لها باطلاق الصواريخ ضد اسرائيل ويشكل تهديدا يمنع ردا اسرائيليا مضادا. اما عمليا، فمع أن حماس ظنت أنها ستحظى بالحصانة الا ان حكم مرسي لم يمنع اسرائيل من شن حملة "عمود السحاب"، الضرب الشديد لقيادة حماس والبنية العسكرية واحلال وقف نار سريع احترمته حماس في النصف سنة الاخيرة بحرص.3. في عهد حكم مبارك، لم يعمل الجيش المصري بشكل مرتب ومصمم ضد أنفاق التهريب من سيناء الى قطاع غزة. ومن ناحية المصريين كان يدور الحديث عن محاولة لخلق ميزان اقليمي حيال اسرائيل والفلسطينيين وكذا محاولة لارضاء القبائل البدوية التي تعيش في سيناء، والتي كانت تدير أعمال التهريب. ومع أنه منذ سقوط مبارك تسود فوضى أمنية في سيناء، الا انه في السنة الاخيرة، تحت حكم مرسي، ارسل الجيش الى حملات مصممة ومركزة ضد نشطاء القاعدة ممن سيطروا على مناطق واسعة في شبه الجزيرة – وما لا يقل أهمية بالنسبة لاسرائيل، نفذت حملات واسعة لهدم أنفاق التهريب.4. رغم المخاوف المسبقة من أن يتحقق تقارب بين ايران ومصر في أعقاب صعود الاخوان المسلمين الى الحكم، فانه بالذات تحت حكم مرسي اتسعت الفجوات بين مصر السُنية وبين ايران الشيعية وكل احتمال للتعاون بين القوتين العظميين في المنطقة ليس واردا الان. وسيجتذب تضعضع الحكم في مصر الانتباه الغربي من الحرب الاهلية في سوريا ويساعد الايرانيين وحلفائهم على مواصلة ضمان بقاء الاسد.