غزة/ سما/ شاركت كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية اليوم، في ورشة عمل بعنوان: "السياحة في غزة بين متطلبات القطاع السياحي والتنمية". وهدفت الورشة التي نظمتها كلية فلسطين التقنية في دير البلح وسط قطاع غزة بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار إلى دراسة الإمكانات المتاحة لتطوير التعليم السياحي الأكاديمي، وإلقاء الضوء على التعليم الأكاديمي السياحي ودوره في التنمية السياحية، وتوأمة العمل بين القطاع السياحي الأكاديمي والخاص للنهوض بالسياحة، مع تحفيز الجهات المعنية بالتعليم السياحي لتطويره وتأهيله للمستوى المطلوب وإيجاد تعليم فندقي يضمن مخرجات مطابقة للمعايير الدولية. وقدم الدكتور عبد القادر ابراهيم حماد أكاديمي وباحث في السياحة الفلسطينية والدكتور ناصر أبو العون نائب عميد كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية خلال الورشة دراسة علمية بعنوان: " رؤية حول واقع التعليم السياحي في فلسطين كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية أنموذجاً". وقال الدكتور أبو العون أن هذه الدراسة تحاول تسليط الضوء علي التعليم السياحي في فلسطين، وذلك من خلال التعرف علي واقع التعليم السياحي في كلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية، والوقوف علي مستواه، ومعرفة المعوقات التي تعترض تحقيق الجودة في العملية التعليمية السياحية، والتصورات التي يمكن الاستفادة منها في الارتقاء بالعملية التعليمية. وأكدت الدراسة التي استعرضها الدكتور حماد أن التعليم هو أداة الأمم للتقدم والرقي فيه ترقي الأمم وتزدهر الحضارات خاصة في عالم متغير شديد الشراسة والتنافس وما يستلزمه ذلك من ضرورة إعداد وتأهيل أجيال ماهرة قادرة علي التنافس والتميز في هذه الظروف العالمية، وخاصة في المجال السياحي الذي يعتمد أساسا علي العنصر البشري في تقديم الخدمة السياحية لجمهور السائحين من جنبات العالم المختلفة، مما يجعل من الضروري تدعيم طلاب كلية السياحة بقدرات ومهارات معينة للتواصل مع مختلف المتغيرات العالمية، وبما يمكنهم من أداء أعمالهم بمهارة وكفاءة عالية. والتعليم السياحي كما أوضحت الدراسة هو تخصص بكل أنواعه المهني والفني والعالي، لأنه من خلاله يزود الفرد بالمعلومات والمعارف التي تساعد صناعة السياحة والفندقة، وتبني القاعدة الأساسية لتكوين مهارات سياحية وفندقية من خلال تكوين الاختصاصيين والماهرين وتأهيلهم للعمل في المرافق السياحية والمنشآت الفندقية. أما التدريب السياحي فهو يعمل في زيادة درجة التخصص لدى الأفراد العاملين في قطاع السياحة والفندقة وذلك بتزويدهم بالمعلومات والمهارات المختلفة والتي ترفع من كفاءة وتحسين أدائهم وإتقان عملهم المحدد في المنشآت الفندقية. وأشار د. حماد إلى نوعين من المهن السياحية وكذلك التسميات في التعليم السياحي وهما: - المهن السياحية: وتشمل: وكالات السفر، الأدلاء، المرشدين، المخطط السياحي، التسويق السياحي..... الخ. - المهن الفندقية وتشمل: إجراءات الإسكان، والمكتب الأمامي، التدبير الفندقي، إنتاج الأطعمة، الضيافة، وخدمة الأطعمة والمشروبات.....الخ. وتطرقت الدراسة كذلك إلى التعليم السياحي في الدول العربية حيث يعتبر التعليم السياحي بداية للمهنة الناجحة في مجال صناعة السياحة والسفر، وتحاول اليوم العديد من مؤسسات التعليم العالي في البلاد العربية سواء كانت عامة أو خاصة تطوير برامجها لجذب المزيد من الطلاب، خاصة وأن السياحة أصبحت صناعة هامة تجني الملايين من العائدات كل عام. وكشف د. حماد أن الدولة سعت إلى وضع ركائز التعليم السياحي المنتظم في مصر عام 1962، بإنشاء معهد للسياحة، وآخر للفنادق، بجانب مركز للتدريب على أعمال الفنادق، كما بدأ الاهتمام بالتعليم والتدريب الفندقي والسياحي في الأردن في أوائل الستينات من القرن الماضي، ولعدم توفر الإمكانيات المادية والخبرة، فقد تم عقد دورات تدريبية قصيرة في الأجل في هذا المجال، ويعتبر معهد عمون الفندقي الذي أنشئ في العام 1980، من أولي الصروح الأكاديمية في الأردن في التعليم العالي المتخصص في السياحة والفندقية. إلى ذلك، بدأ التعليم السياحي في العراق عام 1970 حيث تم استحداث قسم السياحة وإدارة الفنادق في كلية الإدارة والاقتصاد بالجامعة المستنصرية. وكانت مدة الدراسة فيه سنتان بعد المرحلة الثانوية وفي عام 1974 تم افتتاح المدرسة الفندقية " معهد بغداد للسياحة والفندقة حاليا" ومدة الدراسة فيه ثلاث سنوات بعد المرحلة المتوسطة، وكانت إدارة المعهد وهيئته التعليمية والفنية في مرحلة النشأة من الأقطار العربية المتقدمة في هذا المجال مثل تونس ومصر ولبنان والمغرب. وعدد د. حماد في الدراسة أهداف التعليم السياحي في فلسطين مثل: إعداد كادر قادر على تطوير الصناعة السياحية يعرض نفسه على مسرح المنافسة الإقليمية والدولية في جميع المستويات، وتلبية احتياجات سوق العمل من الخريجين المؤهلين مهنياً وفنياً وإداريا لتقديم الخدمة السياحية على أفضل وجه وفق معايير الجودة المحلية والدولية، والنهوض بمستويات المهارة المهنية للعاملين في المنشآت السياحية وفي القطاع الحكومي والمهن المساندة وزيادة كفاءتهم، وكذلك إدارة المشاريع الرئيسية في القطاع السياحي وفق أحدث الأساليب المعاصرة، ناهيك عن إعداد الدراسات والبحوث والمناهج والبرامج التعليمية الخاصة بالقطاع السياحي، وتوعية الطلاب بأهمية السياحة وكيفية التعامل مع الضيوف في المراحل الابتدائية وصولا إلى المراحل الثانوية ثم مراحل التخصص الجامعي بحيث يكون التركيز في هذا التعليم على النوع وليس الكم. واستعرض د. حماد مؤسسات التعليم السياحي في فلسطين، منوهاً الى أنه يوجد في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة العديد من المؤسسات التعليمية التي تساهم في توفير التعليم السياحي بشكل مباشر، أو بعض الأقسام المرتبطة بصناعة السياحة مثل أقسام الآثار، ومن أهم هذه المؤسسات: معهد إدارة الفنادق والسياحة في جامعة بيت لحم: تأسس بتأسيس جامعة بيت لحم في تشرين الأول 1973. 1- كلية دار الكلمة في بيت لحم: وتضم العديد من برامج الدبلوم في مجالات متعددة ومنها برنامج الأدلاء السياحيين الفلسطينيين، وبرنامج فنون الطبخ وتزيين الطعام. 2- برنامج الفندقة في كلية فلسطين التقنية في دير البلح: مواكبة للتقدم العلمي وثورة التكنولوجيا وانسجاماً مع رسالة الكلية تأسس قسم الفندقة في عام 1995، حيث يتطلع القسم على أن يصبح رائداً في تعليم الفندقة من خلال إعداد خريجين بعد تزويدهم بالمهارات والتقنيات التي تؤهلهم إلى اقتحام سوق العمل في المجال الفندقي المتميز. 3- برنامج السياحة والإدارة الفندقية في بولتيكنك المستقبل التطبيقي بغزة : وهو من البرامج الحديثة التي افتتحت في قطاع غزة ويضم تخصص في فنون الطهي والإدارة الفندقية. 4- قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية بغزة: افتتح قسم التاريخ والآثار بالجامعة الإسلامية بغزة في الفصل الأول من عام 2001م. 5- قسم السياحة والآثار في جامعة النجاح الوطنية في نابلس. وقدم د. حماد دراسة حالة لكلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية بغزة حيث ذكر أن الكلية هي الأولى المتخصصة في الدراسات السياحية في قطاع غزة حيث تمنح درجة الدبلوم في تخصص "سياحة وسفر "، وهي مرخصة من وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية وتخضع للشروط التي تضعها الوزارة والاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا " لقبول الطلبة. وكانت نواة تأسيس الكلية مركز عالم الأفق الثقافي والذي تم تأسيسه في أغسطس 2000 لتقديم دورات متخصصة في حجز وبيع تذاكر السفر بالإضافة لبرامج تكنولوجيا المعلومات واللغات، وتم اعتماد المركز من قبل الاتحاد الدولي للنقل الجوي "أياتا" في يناير 2002 ثم بدأ التحضير لتأسيس أول كلية متخصصة في الدراسات السياحية في فلسطين لتقديم برنامج أكاديمي لمدة عامين تخصص "سياحة وسفر"، وتأسست الكلية بشكل رسمي في العام 2002، حيث حصلت الكلية على الاعتماد والإجازة الرسمية من وزارة التربية والتعليم العالي بعد أن أثبتت قوة برامجها العلمية والتدريبية في يونيو 2004، واستقبلت الطلبة في هذا البرنامج حيث بلغ عدد الطلبة المقبولين 179 طالب وطالبة، التحق منهم 71 طالب وطالبة في العام الأول للبرنامج أي ما نسبته 40% من إجمالي الطلبة المقبولين منذ بدء العمل في البرنامج وحتى الآن، وهذا يدلل على تعطش السوق السياحي الفلسطيني آنذاك للمتخصصين في هذا المجال المتميز، إلا أنه تذبذبت أعداد الملتحقين بالبرنامج بسبب الظروف والأحداث السياسية التي شهدها قطاع غزة، وتراجع النشاط السياحي، ما أدى إلى الإحجام عن الالتحاق بالبرنامج. وبين د. حماد أن الدفعة الأولى تخرجت من البرنامج في العام الدراسي 2005-2006 وبلغ عدد الخريجين 46 خريج، بينما بلغ عدد الخريجين 153 خريج حتى العام 2011-2012. وتحدث د. حماد حول معوقات العملية التعليمية بكلية مجتمع غزة للدراسات السياحية والتطبيقية، مشيراً إلى أن معوقات العملية التعليمية بالكلية تتشابه مع معوقات العملية التعليمية في الكليات المتخصصة في مجالات السياحة والفندقة، ومع معوقات التعليم الجامعي في دول العالم المختلفة، كما تطرق إلى كيفية مواجهة الكلية لهذه المعوقات. وأوصت الدراسة المؤسسات ذات العلاقة في السلطة الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها وزارة السياحة والآثار إلى القيام بدورها الفاعل في النهوض بالقطاع السياحي بشكل عام، وتطوير التعليم السياحي بشكل خاص، وإلزام المؤسسات والشركات والمكاتب ذات العلاقة إلى توفير فرص عمل لخريجي كليات وأقسام وبرامج السياحة للاستفادة من أمكانتهم العلمية والتدريبية. ودعت الدراسة إلى وضع إستراتيجية خاصة للنهوض بالتعليم السياحي بالتعاون بين المؤسسات التعليمية المعنية ووزارة التربية والتعليم العالي ووزارة السياحة والآثار، وتبني فلسفة التعليم والتدريب التي تلبي احتياجات سوق العمل السياحية، والقيام بحملة إعلامية بمشاركة الجهات والمؤسسات ذات العلاقة لزيادة الوعي حول أهمية القطاع السياحي بما في ذلك التعليم السياحي لدى أبناء المجتمع خاصة خريجي الثانوية العامة. وحثت الدراسة على تقديم الدعم المادي والمعنوي إلى كليات وبرامج وأقسام السياحة لمساعدتها على النهوض بمسؤولياتها بشكل صحيح، والتركيز على الجانب العملي في الدراسات السياحية جنباً إلى جنب مع الجانب النظري، لتخريج كوادر مدربة ومؤهلة بشكل صحيح والتوسع في التدريب الميداني للطلبة في المنشآت الفندقية والسياحية، وتطوير المناهج العلمية في التعليم السياحي بما يتلاءم وحاجة السوق المحلي والعربي والدولي، ووضع معايير دقيقة لقياس الجودة في التعليم السياحي أولاً بأول لضمان استمرار التطور في هذا القطاع الهام