رام الله /سما / تستعيد المؤلفة "دانيال كلوي" في كتابها "من الأراضي المقدسة إلى فلسطين" حكاية مكان، لا يبرح ذاكرة أبنائه ويستوطن تفاصيل حياتهم، عبر مجموعة مصورة لمباني وزقاق وحارات ومدن تخلد وجودهم من بعدهم وتحفظه. ونجحت دانيال باستعادة تفاصيل المدن والقرى من ذاكرة المواطنين، عبر جمعها لصور أقدم من عمر دولة إسرائيل، التي لم توفر أي مراوغة للالتفاف على تراث فلسطين، وتضيف المؤلفة دليلاً آخر تبرهن خلاله الحق الفلسطيني في المكان. الكتاب الذي أطلقته مؤسسة الدراسات الفلسطينية نهاية الأسبوع الماضي في متحف محمود درويش في رام الله، يكشف زيف ادعاءات الاسرائيليين في فعالياتهم المتواصلة، بهدف الضغط على الرأي العام العالمي، وتخاطب وده، لتحقيق ما يسمى "قوميتهم اليهودية في فلسطين". ويقدم الكتاب شهادات لفلسطينيين من داخل القدس والخط الأخضر والضفة الغربية، كانت قد سجلتها دانيال خلال سنوات عملها في فلسطين منذ العام 1967، كممرضة في مناطق متفرقة، ويكون زوجها هو الموثق للحظات المكان منذ ذلك العام، ويقدم حقبتين مختلفتين لنفس المكان، يبلغ فارق عمرهما نحو 45 عاماً. ومن بين الصور المؤثرة في الكتاب، تلك التي تعرض مدينة القدس في ستينات القرن الماضي، والتي تظهر شوارع المدينة المرصوفة بالحجر، وبعض المواطنين المقدسيين المارين فيها، لتشتم رائحة عطارة محالها، وما آلت إليه اليوم، من تعابير توحي بأسرلة المكان، من خلال اللوحات المكتوبة باللغة العبرية ومتدينين يهود يمررون في طرقاتها المرصوفة بالإسفلت والأضواء الصاخبة، التي أفقدت المكان بعض ماضيه. وقالت دانيال : "إن تواجدي هنا جعلني أرى ما عجز عنه الزائرون الآخرون، هنا الحقيقة تكمن خلف هذا الزيف الهش، فلست بحاجة إلى تأمل عميق لتكشف كذب الرواية الإسرائيلية، التي تغزو وسائل الإعلام الأجنبية". وتابعت: "أتمنى أن يكون هذا الكتاب رداً للجميل الذي منحتني إياه فلسطين، فعشت هنا أياماً جميلة برفقة زوجي المصور الفوتوغرافي، الذي ساعدني في عملي هذا".