خبر : فرصة بقاء الحكومة: التركيز على المواضيع الداخلية فقط../ هارتس

الثلاثاء 19 مارس 2013 06:52 م / بتوقيت القدس +2GMT
فرصة بقاء الحكومة: التركيز على المواضيع الداخلية فقط../ هارتس



  السيناريو الاول             تحول سياسي             أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس عن أنه مستعد لحل وسط تاريخي مع الفلسطينيين لاحلال اتفاق سلام. العالم لم يتوقف عن السير لان الجميع يعرف الموقف الحقيقي لنتنياهو من المفاوضات السياسية. في حزيران 2009 القى خطابا تاريخيا في جامعة بار ايلان، وأعلن عن أنه سيكون مستعدا لقبول حل الدولتين، ولكن في نفس اللحظة فرض على الصيغة التي اقترحها قيودا ثقيلة. وقام الفلسطينيون بدورهم إذ رفضوا الاعتراف بالدولة اليهودية وشجعوا حماس، في غزة على الاقل.             تعالوا نفترض ان نتنياهو يقرر هذه المرة أن يجن جنونه وأن يتوجه مع ذلك الى حل وسط تاريخي مع الحكومة الجديدة التي أدت امس  اليمين القانونية. هذا هو السيناريو المتطرف الذي من شأنه أن يحقق ثورة مطلقة، حلا للحكومة والليكود وربما انتخابات جديدة ايضا. نتنياهو، حسب هذا السيناريو، يعلن عن أنه قرر قبول خطة أولمرت للسلام مع الفلسطينيين؛ أو صيغة مبادرة جنيف؛ أو الاقتراحات التي عرضها ايهود باراك على ياسر عرفات في كامب ديفيد 2000.             النقاط الاساس في الخطة: اسرائيل تنسحب الى خطوط 67 في يهودا والسامرة مع تبادل للاراضي؛ دولة فلسطينية تقام على الارض التي تخلى والمستوطنات التي تفكك؛ القدس تقسم والمدينة الشرقية تصبح عاصمة الدولة الفلسطينية؛ البلدة القديمة الى جانب الاماكن المقدسية تنتقل الى نظام وصاية دولية؛ الفلسطينيون يحصلون على حق عودة رمزي باعداد محدودة. وبالمقابل يوقع اتفاق سلام ويعلن عن نهاية النزاع مع الفلسطينيين ومع معظم الدول العربية.             وهكذا، بعد اشهر من المحادثات السرية في القدس، رام الله، عواصم  اوروبية وكذا في واشنطن يدعى نتنياهو وابو مازن الى البيت الابيض للتوقيع على الاتفاق.             ماذا يحصل عندها على المستوى السياسي؟ الليكود – اسرائيل بيتنا ينشق الى شطرين. معظم الاعضاء يهجرون نتنياهو، وهو يشكل مع بعض الموالين حزب "الامل". نفتالي بينيت والبيت اليهودي ينسحبان فورا مع معظم اعضاء الليكود – اسرائيل بيتنا ويحتل مكانهم في الحكومة الاصوليون، حزب العمل وميرتس. ويعد ائتلاف السلام هذا قرابة سبعين نائبا (الامل، لبيد، العمل، الاحزاب الاصولية، لفني، ميرتس وموفاز) مع دعم من 11 نائبا عربيا من الخارج. احتفال التوقيع الخيالي يجري في الساحة الخلفية من البيت الابيض، بالطبع. وعلى المنصة: نتنياهو، لبيد ويحيموفيتش في جهة من اوباما؛ ابو مازن، صائب عريقات وياسر عبد ربه من جهة اخرى. وتسجل بين الطرفين مصافحة هزيلة، تعكس فرصة بقاء هذا السيناريو المتطرف.             السيناريو الثاني             هزات معتدلة             حكومة نتنياهو الثالثة تبدأ بالعمل على المواضيع الاجتماعية والاقتصادية، وفقا لمطالب الناخب الاسرائيلي. وسرعان ما يغرق وزراء الحكومة في معالجة ميزانية الدولة، مشاكل السكن، المساواة في العبء، غلاء المعيشة والزواج المدن. الكنيست تصخب ونفعل بعد كل مشروع قانون جديد يطرح عليها. المعارضة الاجتماعية تثبت نفسها: مقاتلة، ناجعة وعنيدة مع النواب الاصوليين من جهة، وجماعة العمل وميرتس من الجهة الاخرى.             الاحداث الجغرافية – السياسية في الشرق الاوسط لا يمكنها ان تبقي المسيرة السياسية بلا اكتراث.             الاضطرابات في مصر تتعاظم، منظمة القاعدة تستولي على مواقع في الحكم في سوريا، ثورة اسلامية تعتمل في الاردن وما شابه. ايران تواصل التقدم نحو تطوير سلاح نووي، واسرائيل تتجه نحو فقدان خيار العمل بشكل مستقل حيال طهران وتعتمد على عملية امريكية فقط.             الساحة الاسرائيلية – الفلسطينية تسخن. التقدم السياسي كفيل ببساطة أن ينقذ اسرائيل من التطورات المخيفة حولها. والولايات المتحدة أيضا تضغط، الرئيس اوباما يواصل الشرح لنا بان التسوية مع الفلسطينيين ستحافظ على الهوية اليهودية للدولة. رئيس الوزراء نتنياهو وابو مازن يلتقيان، وبعدهما فريقي تسيبي لفني وعريقات. تبدأ مسيرة سياسية معتدلة وتدريجية، لا تنجح في حك الخلاف.             اسرائيل، مثلما في المرة السابقة، تقرر تجميد البناء في المستوطنات لزمن محدود. في الليكود – اسرائيل بيتنا يبتلعون القرص المرير (هذا لا يشمل فايغلين الذي ينسحب ويصبح حاييم امسلم – الجيل التالي). البيت اليهودي يجتمع في جلسة عاجلة ونفتالي بينيت يقرر، رغم كل شيء بان ليس مجديا له حل الحكومة بسبب تجميد لن يؤدي الى اي خطوة. التجميد ينطلق على الدرب. تسيبي لفني تبذل الجهود، ولكن المفاوضات تعلق لان ليس لها اي قوة سياسية لفرض الفيتو أو خلق الجلبة. الامريكيون يعودون ليركزوا على شؤونهم الداخلية. والحكومة تنجو.             امكانية اخرى: نفتالي بينيت يقرر بان الكلمة هي الكلمة ويترك الحكومة في أعقاب التجميد. الاصوليون والعمل يقفزون الى الداخل. المسيرة تستمر، ولكنها لا تؤدي الى اتفاق لان الواقع الناشيء على الارض لا مرد له، كما هو معروف.               السيناريو الثالث  التركزي على المشاكل الداخلية             الحكومة تقرر معالجة المشاكل الاجتماعية – الاقتصادية – المدنية فقط. يئير لبيد يغرق في شؤون الميزانية، ويحاول ان يحل بالتوازي مشاكل السكن والمساواة في العبء. الموضوع السياسي يعنيه تقريبا مثل الاصوليين الذين بقوا بفضله (او بسببه) خارج الحكومة. نفتالي بينيت ينشغل حتى أعلى الرأس في الدفع الى الامام بالتكنولوجيا العليا في وزارة الاقتصاد وفي اقصاء الاصوليين عن المجالس الدينية. وزير التعليم بيرون يعمل على تعليم المواضيع الاساس في المدارس الدينية. رئيس الوزراء نتنياهو يرى كيف أن الرفاق تحته يتعذبون، ويركز على الموضوع الوحيد الذي يعنيه – القدرة النووية المتطورة لايران.             المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين تدحر الى الزاوية. فيقرر الرئيس اوباما عدم ممارسة الضغط الشديد على اسرائيل ويكتفي بالمنفعة الكبيرة التي حققتها له الزيارة عندنا في أوساط الجمهوريين في الكونغرس وفي مجلس الشيوخ. الفريق المفاوض بقيادة تسيبي لفني يعمل بكسل والاعضاء هناك يسربون الواحد ضد الاخر ويعطلون الواحد الاخر. اما الفلسطينيون فيطالبون، من جهتهم بشروط مسبقة لاستئناف المفاوضات، شروط ليس لها أي أمل في أن تقبل من الحكومة اليمينية الجديدة.             الروابط الاقتصادية – الاجتماعية في الحكومة تتعزز كل يوم. ويصبح قادة الاحزاب يشبه الواحد الاخر، كما هو متوقع. كلهم محافظون جدد وبرجوازيون جدد لم يأتوا لاحداث ثورات اجتماعية في الحكومة ولا يهمهم ان يقلصوا وان يفرضوا ضرائب جديدة.             المعارضة القوية بقيادة العمل، ميرتس والاحزاب الاصولية تصرخ ضد المساس بالطبقة الوسطى والطبقات الضعيفة، ولكن الحكومة في اسرائيل لا تتفكك كما هو معروف على النقص في الجيب.             وبالتوازي يتغلب نتنياهو، لبيد، بينيت ولفني كيفما اتفق على الرواسب الشخصية القاسية كي لا يكونوا معلقين الواحد الى جانب الاخر. الحكومة تصمد على مدى زمن الحياة المتوسط في السياسة الاسرائيلية، ثلاث سنوات زائد. فرصة هذا السيناريو هي برأيي الاعلى.