خبر : حزب الله وحركة أمل حذّرا من الفتنة .. توتر في لبنان بعد الإعتداء على 4 مشايخ سنّة وحلق ذقن أحدهم

الثلاثاء 19 مارس 2013 12:43 ص / بتوقيت القدس +2GMT
حزب الله وحركة أمل حذّرا من الفتنة .. توتر في لبنان بعد الإعتداء على 4 مشايخ سنّة وحلق ذقن أحدهم



بيروت  وكالات  في غياب الرؤساء الثلاثة عن لبنان، كاد الاعتداء على الشيخين السنيين في دار الفتوى مازن حريري وأحمد فخران في منطقة الخندق الغميق الشيعية أثناء مغادرتهما مسجد محمد الأمين في وسط بيروت يتحوّل إلى ’بوسطة’ عين الرمّانة جديدة لولا التدخّل السريع والحازم للجيش اللبناني الذي ألقى القبض على المعتدين وبسط سيطرته الكاملة على الأرض، في موازاة الاتصالات السياسية والمواقف المستنكرة والمهدّئة. فقد تعرض الشيخان في دار الفتوى لاعتداء في منطقة الخندق الغميق ـ البسطا التحتا، وحلق المعتدون ذقن الشيخ فخران وتم نقلهما’ الى مستشفى المقاصد للمعالجة بعد تدخل عدد من اهالي المنطقة.وبعد الاعتداء شهد محيط مستشفى المقاصد في طريق الجديدة توتراً وتبعه قطع الطرقات في قصقص والمدينة الرياضية وكورنيش المزرعة، فيما قطعت طريق المصنع احتجاجاً، كما تجمع أنصار الجماعة الاسلامية قرب المستشفى احتجاجاً على الاعتداء واستؤنفت الاحتجاجات مساء امس استنكارا للتعرض للشيخين، حيث تم الليلة الماضية قطع طرقات خلدة، الناعمة، الكولا، صيدا والبحرية .وترافق الاعتداء على الشيخين مع اعتداء مماثل حصل في منطقة الشياح على الشيخين عبد اللطيف حسين وعمر فاروق ايماني نقلا على اثره الى مستشفى شتورا.وعقب الاعتداء نفذ الجيش اللبناني مداهمات عدّة في منطقة الخندق الغميق حيث أوقف ثلاثة من المعتدين على الشيخين وهم حسن حمود وحسن بعلبكي وحسن قعور، وتابع مداهماته للبحث عن آخرين.وعلى أثر هذا الاعتداء صدرت مواقف عدة مستنكرة، حيث علّق رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قائلاً: ’حمى الله لبنان من هذه الفتن، وسيحاسب المعتدون من أيّ طرف كان’.وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من افريقيا الاوضاع وأبدى استنكاره لهذا الاعتداء السافر، مطالباً بتحقيق العدالة. واجرى لهذه الغاية اتصالات بوزيري الدفاع والداخلية والبلديات فايز غصن ومروان شربل، كما اتصل بقائد الجيش العماد جان قهوجي وبمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. وطالب القضاء المختص التشديد بإنزال العقوبات الصارمة بحق مرتكبي الاعتداء ومحاسبتهم وفق القوانين المرعية الاجراء حفاظاً على السلم الاهلي’.وطالب الرئيس سعد الحريري القوى الامنية بالإسراع في توقيف المعتدين على الشيخين والتعاطي بحزم مع القضية، محذراً من مخاطر التحريض الطائفي والمذهبي، ورأى فيه ’وسيلة الى استدراج لبنان لفتنة كبرى يجب ان نحول دون وقوعها بكل ما نمتلك من جهود وامكانات’.وقال الحريري في نداء وجهه الى اللبنانيين: ’هناك من يعمل في السر والعلن لإغراق لبنان في مسلسل من الحوادث المشبوهة والأعمال المشينة، على صورة الاعتداءات التي استهدفت الأخوة المشايخ في بيروت والضاحية، وذلك سعياً وراء إيجاد الفتيل لإشعال فتنة بين الأهل وأبناء الوطن الواحد وتنفيذ مآرب جهات إقليمية تستفيد من انتقال الحرائق من بلد عربي الى آخر’.وأضاف: ’إن التزامن المريب لحادثي الاعتداء على المشايخ يثير أكثر من علامة استفهام ويحمّل السلطات القضائية والأمنية مسؤولية كشف الخلفيات الحقيقية التي تقف وراء هذه الاعمال وعدم التخفي وراء اسباب تعيد اللبنانيين الى زمن التكاذب ورمي المسؤوليات على المجرمين والمدمنين والعناصر غير المنضبطة وما شابه ذلك من مخارج جاهزة للفلفة الامور’.وتابع: ’نحن لا نريد استباق عمل القضاء ولا الإيحاء له بأي موقف، لكن الوضع أخطر من ان يعالج بالمسكّنات وسياسة الهروب الى الامام، هناك جهة إقليمية هي نظام بشار الاسد لا تريد للبنان ان يرتاح، بل هي تجد في إشعال الفتنة بين اللبنانيين، وتحديداً بين السنة والشيعة، سلاحاً في وجه العرب والعالم من شأنه ان ينقذ هذا النظام من السقوط. نعم ان بشار الاسد يريد إنقاذ نظامه بدماء اللبنانيين وهو لن يتوانى عن استخدام أقذر الوسائل في سبيل الحصول على ذلك، سواء عن طريق وزير سابق تطوع لتنفيذ عمليات تفجير بحق سياسيين ورجال دين، أو عن طريق تنظيمات وشلل مسلحة وجهات حليفة ومخترقة بمختلف اشكال المجرمين والحشاشين والمدمنين والخارجين على القانون’.وأوضح وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أن المعتدين يتعاطون المخدرات، وشدد أن ’ما حصل مستنكر من جميع اللبنانيين ومن جميع الطوائف لأنّه عمل ضدّ الأمن اللبناني’.واعتبرت حركة ’أمل’ و’حزب الله’، في بيان مشترك حادث الاعتداء بأنّه محاولة لإثارة الفتنة، ودعا الطرفان الجهات الامنية والمختصة الى ملاحقة الفاعلين وتوقيفهم ومحاسبتهم ’لأيّ فئة انتموا’.وعاد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني المشايخ المعتدى عليهم في مستشفى المقاصد وقال: ’لا يظنن احد منكم ان الحريق في المنطقة لن يصل الى لبنان، هناك مؤامرة كبرى علينا وأد الفتنة في اولها’، مضيفا ’القيادات مسؤولة عما حصل لان الحادث نتيجة سياساتهم، وعلى الطائفة الشيعية ان ترفع غطاءها السياسي والامني عن المعتدين ونطالب بانزال العقاب بالمعتدين فنحن امة لا نقبل ان نهان’’. وتابع ’من يحارب مفتي الجمهورية يجب ان يحاسب’.واضاف ’اقل ما نقبل به ان يرفع الغطاء عن المعتدين سواء كانوا حشاشين او غير حشاشين، فما حصل مدبّر وليس صدفة وعلينا ان نتساعد على التحقيق وتهمة الحشيش سمعناها من قبل وتلصق بكل معتد حتى يخرج من السجن براءة’.ولفت انه ’لم يتصل بي الا فخامة رئيس الجمهورية و الرئيس بري، هذا مثل عن بعض السنّة المتخاذلين’، مضيفاً ’الحكمة وحدها لا تكفي لا بد من الشجاعة مع الحكمة، ولا بأس بالاعتصام و التظاهرات ولكن اذا كان على شكل ما حصل في الاشرفية منذ سنوات فهو مرفوض’.كما دعا الشيخ أحمد الأسير الى فتح الطرقات ومنح الفرصة للقوى الأمنية لكي تقوم بمهامّها، وقام لاحقاً بزيارة مستشفى المقاصد، الذي كان زاره وزير الداخلية والنائب نهاد المشنوق، فيما الهيئات والقوى الاسلامية في طرابلس عقدت اجتماعاً طارئاً في مكتب الشيخ سالم الرافعي.