انقرة وكالات نفى أحد عناصر حماية وزير الدفاع السوري السابق العماد داود راجحة الذي قتل العام الماضي أن تكون عملية قتله مع بعض شخصيات ’إدارة خلية الأزمة’ جاءت نتيجة تفجير مبنى الأمن القومي، وذلك بعكس ما أعلن التلفزيون الرسمي السوري.وأكد المرافق الملقب بـ ’أبو القاسم’ (عسكري محترف برتبة رقيب أول، يبلغ من العمر 29 سنة، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) في تصريح ل’القدس العربي’ أن ’مبنى الأمن القومي مجاور لمنزل اللواء علي مملوك وهما يخضعان لحراسة أمنية مشددة، إضافة للتفتيش الدقيق على عدة مراحل، الأمر الذي يجعل إمكانية تفجير المبنى شبه مستحيلة’، مرجحاً أن يكون القائم بعملية الاغتيال أحد القادة الأمنيين.وكان كل من العماد حسن تركماني وزير الدفاع الأسبق ومدير إدارة خلية الأزمة، ووزير الدفاع السابق داود راجحة، ونائبه آصف شوكت، قد قتلوا خلال ’عملية التفجير’ فيما جرح مدير مكتب الأمن القومي هشام اختيار، وأصيب وزير الداخلية محمد الشعار والأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي محمد سعيد بخيتان في 18 تموز 2012، ’إثر انفجار هز مبنى الأمن القومي أثناء اجتماعهم فيه’، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري آنذاك، دون أن يبث صورا لموقع التفجير.وقبل عملية الاغتيال تلك تسربت شائعات تتحدث عن تسميم أولئك الضباط الأربعة إلا أن الإعلام الرسمي لم يذكر تلك الحادثة، فيما تحدث ناشطون عن إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مشفى الشامي بدمشق عندما تسربت الشائعة.وأكد أبو القاسم وقوع تلك الحادثة، وعزا فشلها إلى عدم التمكن من دس السم إلا في اللبن الذي يفسد السم ويقلل من فاعليته، موضحاً أن العملية تمت من خلال ثلاثة موظفين مدنيين من القيادة القطرية، أحدهم قتل، وآخر اعتقل ومن المرجح أنه أعدم، ونجا المنفذ الرئيسي وهو سكرتير الخلية في القيادة القطرية، حيث استطاع الخروج من المبنى فورا وركوب سيارة كانت تنتظره وذهب لمكان مجهول.ونفى أبو القاسم وجود ماهر الأسد في الاجتماع عندما تم تسميم ’إدارة خلية الأزمة’.وعن مشاهداته أثناء مرافقته لوزير الدفاع قال أبو القاسم’ حضرت في منطقة الديماس بدمشق تخريج دورة خاصة بالقتال في جبل الزاوية بادلب وكان هناك مدربون إيرانيون، وحضرت أيضا مشروع إطلاق صواريخ في منطقة التنف الحدودية وكانت أيضا بوجود خبراء إيرانيين، وفي مركز البحوث العلمية كان هناك خبير صيني تحدث مع العماد داود وبعض الأشخاص عن نوع من الطلقات السامة، وشاهدت في الديماس أيضا ضباطا روسا يعطون دروساً نظرية لضباط سوريين لم أعرف ماهيتها’.الرقيب أول أبو القاسم من قرية البصيرة، دير الزور، مواليد 1984، عمل لأربع سنوات مع مرافقي العماد داود راجحة قبل أن يصبح وزيراً للدفاع، ورافقه في كافة الاجتماعات والجولات التفقدية كمرافق شخصي وسائق، نقل من مرافقة راجحة إلى الفوج 92 حيث كان تم التحقيق معه بعد حادثة تسميم ضباط ’خلية الأزمة’ التي كان على صلة مع منفذيها، ليتمكن بعدها من الهرب خارج البلاد والانضمام للمعارضة.