تعجز الكلمات عن وصف المشهد الفلسطيني في قطاع غزة .. أثناء فعاليات الاحتفال بالانطلاقة الثامنة والأربعون اليوم في ساحة الشهيد ياسر عرفات (السرايا سابقاً) . كنا نعتقد أن ساحة الشهيد ياسر عرفات .. و لأنها اكثر اتساعاً من ساحة الكتيبة وقدرت ساحة الكتيبة حسب قياسات جوجل إرث أقل من نصف ساحة الشهيد ياسر عرفات ، كان التخوف أن الحشد قد لا يغطي هذه المساحة الشاسعة .. إلآ أن المفاجأة .. ان الذين احتشدوا مساء الأمس .. أقفلوا الساحة كاملة .. وناموا على الأرض الترابية في العراء رغم البرد القارس .. فقط خوفاً من عدم قدرتهم على الوصول في الصباح إلى المكان بسبب أزمة المواصلات .. استخدمت كل وسائل المواصلات لنقل الأهالي من المناطق النائية .. و اما الجنوب ( خانيونس و رفح ) فقد أدخلوا وسيلة نقل جديدة الي وسائل المواصلات في قطاع غزة باستخدام قوارب الصيد لنقل المواطنين إلى مدينة غزة .. امتلأت ساحة الشهيد ياسر عرفات .. ودائرة قطرها ثلاث كيلومترات حولها .. الشوارع العامة .. وشوارع فرعية .. وامتد الحشد في شارع الشهداء حتى ميدان حيدر عبد الشافي .. وشارع عمر المختار من ميدان فلسطين حتى المجلس التشريعي وساحة الجندي المجهول .. وشارع الجلاء حتى تقاطع شارع خليل الوزير ... هذا المشهد فاق كل التخيلات... وذكرني بمولد السيد البدوي في طنطنا أيام الدراسة الجامعية .. عندما كان يحضر لمدينة طنطا أكثر من ثلاث ملايين زائر ... قال: لي صديقي الدكتور رفيق المصري .. هذا يوم الحشد العظيم .. وقال: اللواء زايد مهنا ..أن قطاع غزة كله .. وسط مدينة غزة ... وفعلاُ أكثر من وصف تطلقه على المشهد .. عندما تشاهدالساحة و الشوارع تكتظ بالرجال والنساء و الشباب والفتيات و الأطفال .. فقلت : هذه مليونية الثورة ... اليوم خرج الشعب الفلسطيني ليقول : نحن أبناء الثورة الفلسطينية .. أبناء حركة فتح .. ومنظمة التحرير الفلسطينية .. خرجنا لنرسل رسائل إلى الجميع .. فلسطينياُ .. وعربياً .. وعالمياً .. والرسالة الأولى : إلى العدو الاسرائيلي .. أن هذا الشعب خرج اليوم ليؤكد على ثوابته الوطنية .. ليقول اننا لن و لم نتنازل عن حقنا الشرعي بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .. وعودة اللاجئين .. هؤلاء الذين اذ لم يحصلوا على حقوقهم المشروعة .. سيزحفوا سيراً على الأقدام نحو مدنهم وقراهم التي شردوا منها .. ليعودوا الي بيوتهم التي سلبتوها منهم قهراً و عدواناً .. والرسالة الثانية : الى العالم أجمع .. ليقولوا : اننا شعب يستحق الحياة .. وإننا خلف قائدنا ورئيسنا محمود عباس .. ولن يمثلنا إلإ منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني .. مطالبين الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية .. أن يرفعوا الحصار عن القيادة الفلسطينية .. وإلاً فإن بركان هذا الشعب سينفجر في وجوههم جميعاً .. وهم المتسببون الأوائل في نكبة شعبنا .. والرسالة الثالثة : إلى الدول العربية .. هذه الدول التي كشرت عن أنيابها تجاه قيادتنا الفلسطينية .. فقط لأن رئيسنا حفظه الله قال لسيدهم الأمريكي .. لا .. ومضى في المطالبة بحقنا المشروع في الدولة عبرهيئة الامم المتحدة .. هذا باستثناء الجزائر الباسلة التي نكن لها قيادة و شعباً كل المودة الإحترام . والرسالة الرابعة : فلسطينياً .. إلى بعض الذين زوروا الحقائق في رام الله .. وطالبوا في قطع الراوتب عن موظفي غزة .. نقول : غزة .. نحن الذين فجرنا الثورة الأولى .. والانتفاضة الأولى.. وغزة نحن الذين سنضع لبنات الدولة الفلسطينية .. فنحن قدنا كل الثورات والمحاربين في كل الساحات .. وفلسطينياً : أيضاً إلى الإخوة في حركة حماس .. تقول غزة : أنها لن تكون إلإ لوحدة فصائلها .. وقوتها في وحدتها .. وقد أثبتت وحدة المقاتلين في الحرب الأخيرة .. أن الانتصار لن يتم إلإ بوحدتنا .. إن غزة تقول لكم : المصالحة .. ثم المصالحة .. ثم المصالحة .. ولم تغفل انطلاقة شعبنا اليوم أرواح الشهداء .. لنستذكرهم جميعاً .. وتقول لهم : أنتم الذكرى الطيبة العطرة فينا .. وستبقون خالدون في ذاكرتنا .. وإلى الأسرى غزة تقول : أنتم جرحنا الدامي الذي لن يشفيه إلإ حريتكم .. وكسر قيودكم .. لم ولن ننساكم أبداً .. لكم منا كل التحية والإجلال .. والتحية كل التحية الي شعبنا في المنافي والشتات .. إلى المرابطين في المخيمات .. تقول غزة لكم : إن عودتكم إلى الوطنأمست أقرب من أي وقت مضى .. والتحية المميزة والخاصة من أهل غزة إلى القائد الأعلى الرئيس / محمود عباس أبو مازن .. تقول غزة : أنها غزة .. كما تعرفها .. صاحبة المفاجآت .. ومغيرت المعادلات .. تطالبك بالحرص على وحدة الحركة .. (حركة فتح ) .. ووحد الشعب .. وتعاتبك غزة : لعدم حضورك اليها ..لتقود ثورة الشعب في انظلاقته العظيمة .. حتى لا نكون كالمثل القائل : ( مولد وصاحبه غائب ) ..a