خبر : أكاذيب من اليمين ومن اليسار/بقلم: ليلاخ سيغان/معاريف 31/10/2012

الأربعاء 31 أكتوبر 2012 02:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
أكاذيب من اليمين ومن اليسار/بقلم: ليلاخ سيغان/معاريف  31/10/2012



الشعار الانتخابي لميرتس، "ايها اليسرويون الى البيت"، جعلتني هذا الاسبوع ابتسم لانه يتعارض بالضبط مع المشاعر الصحيحة. فاليسار الاسرائيلي ليس فقط يعتبر نفسه ضحية بل ويعتقد ايضا بانه أن كون المرء ضحية بسبب المباديء هو أمر يبعث على الفخر. وعليه فان لعبة الكلمات تتجاوز اللعب – فهي تعزز الشعور لدى الجمهور المستهدف الطبيعي للحزب. ولكن في اعلان لميرتس يوجد أيضا شيء ما يمحو الابتسامة عن الوجه: يتبين أن الحزب المتسامح الذي يغرق في بحر من محبة الانسان يستخدم أصل افيغدور ليبرمان كي يجلب اليه المقترعين. على صورة ليبرمان ظهرت الكلمات: اين كنت في الحرب ضد بوتين الاسرائيلي؟ هكذا يسألون اولئك الذين يفترض بهم أن يحثوا السلام وان يقضوا على العنصرية. مشوق أن نعرف كم كانت غلئون تخرج عن طورها اذا كان احد من اليمين يستخدم بالضبط ذات التقنية على صورة احمد الطيبي او متسلل من ارتيريا كي يحث أجنداته. ولكن هكذا هو الحال في دولة اسرائيل. اذا كان الجميع يتطرفون، يكذبون ويستخدمون الكراهية، فمسموح لي أنا ايضا بذلك. محزن، ولكن هذه هي عقلية كل هذه الكنيست الغبية. قناع "السلام" لدى ميرتس الذي يخفي الرغبة في الحرب، وقناع "المساواة" الذي يخفي العنصرية لذاتها، هما بالضبط شكل التفكير الذي أدى أيضا الى "الاتحاد"، الذي يعمق فقط الانقسام في الشعب. "اذا كان هذا سيء بهذا القدر لليسار، فيبدو أننا نفعل شيئا جيدا"، قال عن ذلك احد ما مبتسم بعد اقرار الارتباط بليبرمان في مؤتمر الليكود. وتجمل هذه الجملة بالشكل الافضل ما نعرفه جميعنا – المشكلة الاكبر لدينا  كشعب هي الانقسام الداخلي والانشقاق المحتدم. وماذا يفعل الاتحاد بين نتنياهو وليبرمان، يواصل الطريق المتطرف لنتنياهو منذ بداية الولاية، ولما كان الحديث يدور عن الاتحاد يمينا وليس الاتحاد الى الوسط، فانه عمليا سيزيد فقط الصدع الداخلي. معظم الشعب يريد السلام، الاقتصاد التنافسي، الاسعار المعقولة، الخدمات العامة النوعية والتعليم الجيد الذي يعلم على النجاح والتميز. ولكن من أجل الحفاظ على ائتلاف يميني يدفعون هنا ثمنا دائما من التنازلات والتشويهات، والاسوأ من كل ذلك، يدفعون هنا ثمنا من الحرب الداخلية التي تتعاظم فقط كل يوم. وتنتزع هذه الحرب الطاقة والانتباه، تجرفنا جميعا الى أماكن نكون فيها مختلفين بدلا من أماكن نكون فيها متساوين، تجرفنا الى السير الى الامام خطوة واثنتين الى الوراء، وبالاساس تسمم كل ما نفعله. الجميع يشاركون في ذلك، بمن فيهم المروجون الكبار للسلام، حتى وان لم يعترفوا أبدا بذلك.  لا يدور الحديث فقط عن ميرتس، بل وعن صحيفة "هآرتس" ايضا التي تروج للتسامح، ولكنها اختارت نشر عنوان رئيس فضائحي الاسبوع الماضي؛ جدعون ليفي اخذ استطلاعا للصندوق الجديد، لعب بالارقام وقضى بان أغلبية الاسرائيليين هم مع الابرتهايد – وهو استنتاج كاذب ببساطة. بعد بضعة ايام من ذلك نشرت الصحيفة في هذا الموضوع "ايضاحا" يكاد لا يرى في صفحة داخلية، تعترف فيه بان العنوان الرئيسي لم يعكس النتائج. باستثناء أنه منذ العنوان اياه، بات يقتبس من كارهي اسرائيل في الشتات في عشرات وربما في مئات الاماكن.  الجميع يقاتلون الواحد ضد الاخر انطلاقا من عقلية ضعيفة للدفاع المستمر عن النفس وليس من القوة الحقيقية. هذا بالضبط ما ينقص هنا – قيادة يتحدث الجميع عنها بعيون دامعة ويسألون اين هي. احد ما يكون قويا بما يكفي كي يرضي ارادة الاغلبية سوية العقل، يوحدنا جميعا ويؤدي الى سلام داخلي. واضح اليوم أن نتنياهو دفع ضريبة لفظية في خطاب بار ايلان حين ادعى بانه يريد دولتين للشعبين، هذا كذب لانه منذئذ لم يفعل كل شيء كي تتوفر هذه الامكانية. ولكن قولوا، يا زهافا غلئون ويا صحيفة "هآرتس" العزيزين، في أي شيء انتم افضل؟ أنتم ايضا تقولون انكم تريدون السلام، ولكن حسب الطريق الذي تسيرون فيه، فانكم انتم ايضا مجرد كاذبون.