خبر : لا يكترث بما يكفي/بقلم: ياعيل باز ميلميد/معاريف 25/10/2012

الخميس 25 أكتوبر 2012 11:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لا يكترث بما يكفي/بقلم: ياعيل باز ميلميد/معاريف  25/10/2012



 في الوقت الذي تكتب فيه هذه الكلمات لم يتمكن بعد "طاقم ردود الفعل" هذا او ذاك من الشرح بان "اسرائيل لن تحتمل نار قذائف الهاون والصواريخ نحو البلدات القريبة من الحدود مع غزة وأنها ترى في حماس مسؤولة مباشرة عن هذه النار". كما سيضيف اعضاء الطاقم باننا سنعرف كيف نتصدى لهم ولن نترك السكان لمصيرهم، وها نحن نريهم هناك القوة الساحقة للجيش الاسرائيلي، وبالاساس لسلاح الجو.  هذه الاقوال، التي سيطرح بعضها أغلب الظن على لسان رئيس الوزراء فيما يرفرف علم اسرائيل الى جانبه، سيسمعها سكان المنطقة التي تتعرض للقصف وهم في غرفهم الامنية، اذا كانوا محظوظين، أو مجرد في الشقق أو المباني غير المحصنة. وسيحركون رؤوسهم، باحتقار او بابتسامة مريرة، وسيفهمون ما نفهمه جميعا منذ سنوات عديدة – لن يتغير أي شيء. وهم سيواصلون العيش في الكابوس المتواصل من الخوف القاتل، دون أي امكانية لخلق نمط حياة عادي او منح أمن لاطفالهم، وسيواصل مقررو السياسة القول بوجوه جدية كما يتناسب والموقف ان اسرائيل ستحاسب من يطلق النار على بلداتنا. وبعد بضعة ايام قاسية على نحو خاص ستنتهي جولة التصعيد الحالية، ولن تعود صافرات الانذار الى الانطلاق الا مرة أو مرتين في اليوم، وعندها تأتي جولة اخرى، هدنة اخرى، وهلمجرا. ليس لحكومة اسرائيل الحالية أي نية لان تعالج حقا مصير مئات الاف الاشخاص الذين يعيشون في مدى النار من غزة. ليس لانهم لا يريدون. فلو كان ممكنا اخفاء هذه المشكلة بواسطة قصف سلاح الجو، او حتى بالنار الموجهة من الدبابات والمدفعية، لكان كل شيء خير. غير أنه من أجل المعالجة الحقيقية للمشكلة يتعين اتخاذ قرار. يجب أن تكون سياسة، شيء ما يتطلب جرأة بل حتى رؤيا. وعليه لا يوجد ما يمكن الحديث فيه. لا في الحكومة الحالية، ولا مع رئيس الوزراء المتوقع ان ينتخب لولاية اخرى ويعرف أن امكانية ان يحصل هذا تتطلب منه ان يواصل الا يعمل شيئا. الا يغير شيئا. الا يتخذ أي قرار.  لا حاجة لان يكون المرء استراتيجيا عظيما كي يفهم بانه لا توجد سوى امكانيتين: إما التوجه الى محادثات سياسية مع حماس أو نحو حملة عسكرية واسعة النطاق، تقدم في افضل الاحوال سنتين من الهدوء. بالنسبة لسكان المنطقة، هذه ايضا بركة. اما المحادثات السياسية مع حماس، على هذا المستوى أو ذاك فليست محادثات سلام. هذه المحادثات ترمي الى انتاج آليات من جهتهم ومن جهتنا تحقق وقفا لجولات العنف وتحطم الدائرة الدموية للنار من جهتهم، للرد من جهتنا، للنار في أعقاب الرد، وهلمجرا. لا حاجة للانتظار الى أن يعربوا عن تأييدهم لدولة اسرائيل لان هذا لن يحصل في هذه اللحظة. اسرائيل هي الاخرى غير ملتزمة بالاعلان عن الاعتراف بحكم حماس في غزة. هذه محادثات بين عدوين، يجلسان للبحث كيف يمكنهما ان يخففا عن حياة المواطنين في الطرفين. مثلما فعلنا معهم، وبنجاح، في قضية جلعاد شاليط. غير أن هذا لن يحصل. ليس عندما يكون نتنياهو رئيس وزراء. الخوف من اليمين لا يسمح له بان يتخذ قرارات أكثر بساطة بكثير.  فهو يفضل أن يترك مواطني غلاف غزة لمصيرهم من أن يخسر الحظوة لدى اليمين. لا يوجد هنا ادعاء بانه لا يكترث. فقط بانه لا يكترث بما يكفي. فهؤلاء السكان يُتركون لمصيرهم من جانب كل الساحة السياسية. فلا يتناول اي حزب قائم او جديد هذا الموضوع المشتعل والمزعج. وهو لا يندرج في تعريف الاشتراكية الديمقراطية، ليس جزء من الحرب ضد أصحاب المال، وعليه فهو غير موجود. لم يعقد أي مرشح حملة مغطاة اعلاميا في عسقلان أو في سديروت او في احدى البلدات في المنطقة. من أجل ماذا؟ ما الذي سيقوله؟ ماذا لديه من جديد؟ محادثات سياسية مع حماس على وقف العنف، حرصا على حياة ورفاه مئات الاف الفلسطينيين، لن تجلب نتائج طيبة في الاستطلاعات. حملة عسكرية واسعة النطاق يمكنها أن تضيف مقعدا أو اثنين لنتنياهو. من هنا واضح على ماذا سيسيرون، اذا ما وعندما يقررون بان يقرروا.