خبر : اعتزال بالاسود والابيض/يديعوت

الثلاثاء 16 أكتوبر 2012 09:17 م / بتوقيت القدس +2GMT
اعتزال بالاسود والابيض/يديعوت



الوزير كحلون شخص حبيب وسياسي حكيم يعرف الاصغاء. تحدثنا عدة مرات في الماضي، وشربنا القهوة على رجل واحدة في أروقة ديوان رئيس الوزراء. وقد أثر فيّ بصفته انسانا ووزيرا يعرف خبايا العمل السياسي، ورجل حياة عامة يعرف أين يضغط وكيف يستحث ما هو مهم عنده من غير ان يُحدث اضطرابات. وفكرت فيه أمس بصفته شرقيا، لأول مرة. فقد كُتب أن "اعتزال الوزير كحلون أبقى الليكود بغير تمثيل لطوائف الشرق تقريبا".أي طائفة؟ أهو مغربي أم اسباني خالص أم كردي أم عراقي أم يمني؟ لم يُكتب ما هو أصله بالضبط لكن صفة "شرقي" بطبيعة اللغة الطائفية، قد تدحرجت بصورة طبيعية سببت لي عدم ارتياح. فقد تبين ان كحلون المعتزل لن ينتقص الحزب بسبب قدراته السياسية أو انجازاته المهمة في وزارة الاتصالات بل بسبب النقص الذي يُحدثه بأصله الطائفي. وقف الزمان عن الجريان، وعدنا بضع ساعات الى فيلم بالاسود والابيض، حيث يقمع الاشكناز الشرقيين وحيث كحلون هو التمييز المقوّم لذلك.لا ترمي السطور التالية الى تجميل الواقع أو اعادة كتابة التاريخ. كانت العقود الاولى لدولة اسرائيل مصحوبة بفروق طائفية، وانشأ الاشكناز بوتقة صهر كان يمكن معها الاستكبار وتمييز من لا يشبههم. ودُفع الشرقيون وكان يجب عليهم ان يثبتوا أنفسهم. كانت آنذاك عنصرية طائفية والكثير جدا من الحماقة العائلية والجماعية والطبقية. وما يزال عدد من الحمقى على قيد الحياة وما يزال بعض الحماقة موجودا قائما، وأعلم انه يمكن ان نجد العنصرية في نقاط مظلمة. بيد ان هذا كله باعتباره تصورا ثقافيا قد زال ومضى ولم يعد الشباب في هذه الدولة في ذلك الموقع.ليس في دولة اسرائيل في جيلي فروق طائفية بل توجد فروق ثقافة ووضع اقتصادي، وتوجد فروق ثقافية وفروق في التربية، لكن ليس لذلك صلة ألبتة بأصل الوالدين أو الأجداد والجدات. فالشباب الفاشلون أو الناجحون موجودون بين من جاءوا من طوائف الشرق وبين ذوي الأصول الاشكنازية والروسية والاثيوبية.جُندت للجيش الاسرائيلي قبل نحو من عشرين سنة للخدمة في وحدة مختارة وسمونا ملح الارض. وكان هناك شباب ذوو معطيات تجنيد حسنة وطاقة كامنة. وتصفحت أمس أسماء رفاقي، ويشهد جزء كبير منها على أصلهم الشرقي. وكلهم – ما عدا واحدا – متزوج وذو اولاد. ولا أعلم ما هو الاصل الطائفي لنسائهم. ولا أعلم كيف أُعرف الاصل الطائفي لأبنائهم.كانت ايام مختلفة في هذه الدولة، ايام سيئة كان الرباط الطائفي فيها جزءا من هويتك الاسرائيلية. وجيلي مختلف. فحينما أنظر الى الوزير سلفان شالوم، أرى سياسيا متوسطا لا بقية من بقايا الفضلة الشرقية في الليكود. وحينما ألاقي اعضاء حركة شاس أرى حريديين يهودا. ان لباسهم الاسود جاء من بولندة وتصورهم الديني يشبه ما يوجد في لتوانيا. وما يزال بعضهم ذا لكنة بالعبرية من بيت أبيه وبعضهم ذكي أو غبي ككل اسرائيلي آخر.أنا أعرف المعطيات والابحاث، وأعرف الأحياء التي تحيا في عُسر والأصل الطائفي لفريق من السكان فيها. وأعرف استطلاعات الرأي عن أصل مصوتي الليكود فهم جميعا يُنسبون الى جدل زال ومضى. اجل ما يزال بيننا من يتعلقون بالأصل الطائفي من اجل الراحة والعادة واسمحوا لي بأن أُشكك في ذلك.